أصدرت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم كتابا عن سيرة ومسيرة " أم الإمارات" الشيخة فاطمة بنت مبارك، بمناسبة اختيار الشخصية الإسلامية في الدورة التاسعة عشرة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم.
واستعرض الكتاب السيرة الذاتية، للشيخة فاطمة بنت مبارك، ولدت الشيخة فاطمة في الهير في مدينة العين في إمارة أبوظبي، ودرست القرآن الكريم وتفسيره والحديث النبوي الشريف، واطلعت على مختلف مجالات الآداب المختلفة والعلوم الإنسانية، حيث اهتمت بشكل خاص بالشعر، بجانب دراسة التاريخ والسياسة وأصول الدبلوماسية، كما مُنحت الدكتوراه الفخريّة في العلوم الإنسانية والاجتماعيّة من الجامعة الجزائريّة.
واقترنت بالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، في بداية 1960م بينما كان آنذاك حاكما للمنطقة الشرقية، ووقفت إلى جواره في مختلف المواقف الصعبة خاصة في بداية تأسيس دولة الإمارات ومساعيه المبكرة لتحديث الدولة وإنشاء البنية التحتية.
وحين يستقري الإنسان ما دوّنه التاريخ عن هذه المرحلة في حياتها، تبرز أمامه الأصالة في أبرز صورها وأجمل أبعادها حيث تحمّلت مسؤوليات عظيمة، وعاصرت تحديات كبيرة، وشهدت تجارب ثريّة، فكانت رفيقة الدرب وشريكة الكفاح للقائد المؤسس في كل المواقف الحاسمة، وحوادث الأيام بحلوها ومرّها.
ومنذ قيام الاتحاد ساهمت مع مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في تشجيع المرأة على التعليم، والالتحاق بالعمل، حيث كان ذلك منهجا يوميا وعمليا ساعد القيادة السياسية في دولة الإمارات على تحقيق المنجزات التي تمتعت بها المرأة على كافة الأصعدة. وتعد الشيخة فاطمة بنت مبارك، سيدة استثنائية لما تمتلكه من رؤية وحكمة ومبادرات رائدة، فقد أتاحت للنساء فرصًا متكافئة مع الرجال وعززت من قدراتهن على مواجهة الحياة.
وأشار الكتاب، إلى أنّ المبادرات التي أطلقتها والعمل الذي قدمته على مدى أربعة عقود من الزمن، أسهمت في تعزيز مكانة المواطن بصفة عامّة والمرأة بصفة خاصّة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
وتتسم شخصيتها بالتواضع ورحابة الصدر وقبول الآخر، إلى جانب تمتعها بعزيمة ثابتة وقوية وحب لا محدود لعمل الخير في داخل الإمارات وخارجها.
والشيخة فاطمة بنت مبارك نموذج للمرأة التي جمعت بين مسؤولياتها العامّة وواجباتها الخاصة، فقد كانت قرينة قائدٍ فذٍّ وأمًّا لأبناء حرصت على حسن تنشئتهم وكمال تربيتهم بحيث أصبحوا بفضل الله ثمّ برعاية الوالد المؤسس ومتابعة الأمّ المثاليّة أهلا لتولّي المناصب القياديّة عن جدارة وكفاءة واقتدار.
وأكد الكتاب الصادر عنها، أنّ أعمال البرّ والخير لدى الشيخة فاطمة بنت مبارك جزء من رؤيتها الحياتية ومن أولويات يومياتها، بدءًا من الأيتام والأطفال والمعاقين مرورًا بالمسنين شاملا للمساجد والمستشفيات والمراكز الصحية، وهي تضرب بذلك أروع الأمثال للأجيال المتعاقبة إلى بذل كل طاقاتهم من أجل البرّ والخير، عملا بما في الشريعة الإسلامية من قِيم ومبادئ نصّ عليها القرآن الكريم والسنة النبويّة الشريفة، واقتداءً بما ثبت في السيرة النبويّة، وتطبيقًا لما ورد في الأحكام الفقهيّة.
وسجلّ الشيخة فاطمة بنت مبارك حافلٌ بالإنجازات الرائعة على الصعيد الوطني، ورعايتها لمشروعات الخير ودعمها لفئات المجتمع المختلفة، وإسهامها في النهضة بالمرأة وتعليمها وتقدّمها ظاهرة للعيان مع حرصها في نفس الوقت على الحفاظ على التراث والقيم الأصيلة ظاهرة للعيان.
أمّا على الصعيد العالمي فإنّ أياديها البيضاء امتدّت بسخاء لدعم منظمات العمل الإنساني والخيري ورعاية الطفولة في الوطن العربي وأفريقيا والعالم، كما امتدت أياديها بلسمًا يخفف الآلام عن ضحايا الكوارث والزلازل والجفاف والمجاعات في مختلف بقاع الأرض.
ونوه الكتاب إلى أنّ إنجازاتها في مجال الأعمال الإنسانيّة والخيريّة لا يمكن حصرها في صفحات معدودة، فهي من الكثرة كمًّا وكيفًا بمكان.
أرسل تعليقك