دبي – صوت الإمارات
أراد المواطن الشاب، محمد سالم الشامسي (20 عامًا) إكمال مشواره الهندسي، الذي بدأ أولى خطواته في الصف العاشر بمعهد التكنولوجيا التطبيقية، بالتخصص في أحد أبرز فروعه "الهندسة الميكانيكية"، "حيث المستقبل متعدد الفرص الوظيفية، فالمهندسون الميكانيكيون يعملون، في مجالات مهنية مختلفة، على تطوير آلات ومنتجات وعمليات جديدة واعدة بتوفير حياة أفضل في ظل التطورات التي يشهدها قطاع العلوم والتكنولوجيا"، الأمر الذي يعبّد الطريق أمام تحقيق طموحاته الكبيرة في هذا الحقل، المتمثلة في "ابتكارات متنوعة"، إذ إن "الهندسة الميكانيكية" هي نتاج أغلب الاختراعات التي شهدتها البشرية.
واستطاع الشامسي، المبتعث من قبل شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) للدراسة في المملكة المتحدة، الظفر بمقعد في قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة ليدز، الذي يحتل المركز الأول على مستوى المملكة "ما زاد من حماستي وإصراري على تحقيق طموحاتي العلمية الكبيرة، التي سأسعى إلى تطبيقها واقعًا ملموسًا يخدم النشاطات الواسعة في مجالات النفط والغاز للشركة التي أنتمي إليها، والتي تقع ضمن أكبر 10 شركات منتجة للنفط والغاز في العالم، كما ضاعف من مسؤولياتي بالالتزام بالنجاح المقترن بالتفوق والتميز".
واستفاد الشامسي، الطالب المتميز، من غربته الكثير، الأمر الذي يتعدى، على حد قوله، "التحصيل العلمي والاستزادة بالمعارف والعلوم الهندسية، إلى اكتساب دروس حياتية مختلفة مملوءة بالقيم والفوائد"، وعليه غدا شابًا متسامحًا منفتحًا، يحترم الثقافات ويحرص على التعرف إليها والاستفادة منها، وفي الوقت ذاته "متمسك بهويتي الوطنية ومعتز بعروبتي وثقافتي التي أنتمي إليها بقوة"، وأضاف الشامسي "في الواقع أنا اعتمد على ذاتي في كبائر الأمور قبل صغائرها، وألتزم بواجباتي وأواظب على تأديتها قدر الإمكان في أوقاتها، فالوقت، كما قال ريتشارد فاينمان، أحد علماء الفيزياء، الحائز جائزة نوبل (نتعامل نحن علماء الفيزياء معه يوميًا، وهو أصعب مما نستطيع إدراكه)".
واستمدّ الشامسي من "فوائد الغربة" ما أعانه على التغلب على صعوباتها وتجاوز عراقيلها، التي لم يسمح لها أن تقف حجر عثرة في طريقه "فالغربة، بحد ذاتها، مدرسة أكاديمية واجتماعية تمنح وتقدم الكثير من الدروس المستفادة، وكما يقال فهي مُربية من الطراز الأول، وإن كانت شديدة القسوة ومعركة تحديد مصير. والشخص الناجح هو من يسعى لأن يخرج منها فائزًا منتصرًا بغنائم وفيرة، وآمل أن أكون أحد هؤلاء الفائزين المنتصرين".
واعتاد الشامسي على أن يقتنص الفرص الكفيلة بتحقيق انسجام وتجاوب أكبر مع غربته، من دون تجاهلها أو غضّ الطرف عنها، وعليه يحرص على "المشاركة في الفعاليات المختلفة، منها التطوعية التي اعتاد عليها، والثقافية والترفيهية، أسوةً بتلك الفعاليات الجامعية، إضافة إلى الوطنية التي تعكف على تنظيمها سفارة الدولة في العاصمة لندن، مثل الاحتفال باليوم الوطني، وملتقى الطلاب السنوي الذي يمثل منصة حيوية لالتقاء الطلاب المبتعثين، والفوز بالنصائح والتوجيهات والإرشادات الأكاديمية المختلفة". وفي أوقات الفراغ والإجازات يدأب الشامسي، الذي يقطن مدينة ليدز البريطانية، على التجول برفقة الأصدقاء في المدن البريطانية المختلفة، للتعرف إلى تاريخها وثقافتها، فضلًا عن مشاهدة المسلسلات الأجنبية لتقوية لغته الإنجليزية.
أرسل تعليقك