أبو ظبي ـ سعيد المهيري
شهد الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، الثلاثاء، حفل تخريج دفعة عام 2016 من طلبة معهد مصدر، وذلك برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كما شهد الحفل الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، وسهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة، والدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي، والدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس أمناء معهد مصدر، وعدد من الوزراء والسفراء وكبار المسؤولين بالدولة ورؤساء الشركات من القطاعين العام والخاص بالإضافة إلى أعضاء مجلس أمناء المعهد وأهالي الطلبة.
وقام الشيخ حامد بن زايد آل نهيان بتسليم شهادات التخرج لخريجي برامج الماجستير التسعة وبرنامج الدكتوراه متعدد التخصصات الهندسية، وقدم لهم التهنئة، معربًا عن أمله في رؤيتهم وهم يسهمون بدور فاعل في مسيرة التنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة والجهود العالمية الرامية إلى تعزيز الاستدامة
ونوه بدور مصدر في تأسيس جيل جديد من المبتكرين والمخترعين ورواد الأعمال والتكنولوجيا المتقدمة، وقال إن تخريج دفعة عام 2016 من طلبة معهد مصدر يعكس حرص دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، المتواصل على دعم التعليم النوعي وتعزيز الابتكار وتحقيق الإنجازات في المجالات كافة، وأضاف: “ إن قيادتنا رسخت مسيرة التنمية في دولة الإمارات وأفسحت المجال أمام الشباب الإماراتي للمشاركة في جهود الدولة الرامية للتحول نحو اقتصاد المعرفة”، وأكد أن دعم ومتابعة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتطوير التعليم بشكل عام والتعليم العالي بشكل خاص، كان له الدور الكبير والمؤثر في إيجاد منظومة تعليمية على قدر عال من الرقي والتطور، ولعل معهد مصدر خير مثال على ذلك الذي أصبح مؤسسة أكاديمية مرموقة ومتميزة على المستوى الإقليمي مختصة في علوم الطاقة النظيفة وأبحاثها.
وألقى الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي الكلمة الرئيسة في حفل التخرج السنوي السادس لطلبة معهد مصدر الذي أقيم في فندق قصر الإمارات بأبوظبي.
وأكد الفلاسي مدى توافق جهود معهد مصدر مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة لبناء مستقبل متقدم ومزدهر، مشيرًا إلى أن معهد مصدر يجسد السعي المستمر نحو التقدم كونه ملتزمًا بتطوير التكنولوجيا والارتقاء بمستوى الجامعات البحثية على مستوى الدولة ومجمل منطقة الخليج والمساهمة في تحقيق التحول نحو اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار والتوصل إلى اختراعات مفيدة وأوضح أنه بتخريج هذه الدفعة يقدم معهد مصدر 120 مبتكرا من حملة شهادات الماجستير والدكتوراه المدربين والمؤهلين للقيام بهذه المهام.
وتوجه الدكتور الفلاسي بعد ذلك بالتهنئة للخريجين وحثهم على مواصلة جهودهم وتحقيق المزيد من النجاح والإنجازات المهمة، وضمت دفعة عام 2016 من طلبة معهد مصدر 120 خريجًا، من ضمنهم 46 خريجًا إماراتيًا إلى جانب 74 خريجًا من 30 دولة من مختلف أنحاء العالم، تخرجوا من البرامج الأكاديمية المتخصصة التي وضعها المعهد، وتشمل هندسة وإدارة النظم، وعلوم الحوسبة والمعلومات، وعلوم وهندسة المواد، والهندسة الميكانيكية، وهندسة المياه والبيئة، وهندسة النظم الدقيقة، وهندسة القوى الكهربائية، والهندسة الكيميائية، والبنية التحتية الأساسية المستدامة، بالإضافة إلى برنامج الدكتوراه في الهندسة متعددة التخصصات.
وبلغ إجمالي عدد طلبة معهد مصدر للعام الدراسي (2015-2016) 432 طالبًا وطالبة من أكثر من 60 دولة، منهم 47% من الإناث، ومنح معهد مصدر في مايو 2015 أول شهادتي دكتوراه لاثنين من خريجيه، الذين عادوا والتحقوا بمعهد مصدر كأعضاء في الهيئة التدريسية التي تضم حاليًا 96 أستاذًا جامعيًا من أكثر من 30 دولة، منهم 19% من مواطني دولة الإمارات.
يذكر أن أعضاء الهيئة التدريسية لمعهد مصدر هم من خريجي أعرق الجامعات العالمية، بما في ذلك معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وجامعة ستانفورد، وجامعة كاليفورنيا – بيركلي، وجامعة مشيغان، وجامعة واترلو، والمعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة، وجامعة أكسفورد، وجامعة كامبريدج وجامعة هارفرد.
واستطاع معهد مصدر حتى مايو 2016 تسجيل 10 براءات اختراع أمريكية، وإيداع 71 طلب براءة اختراع، إضافة إلى استلام 122 كشف اختراع من طلبة وأساتذة المعهد، ليرسخ بذلك دوره الرائد في بناء رأس المال الفكري في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما نجح المعهد حتى يناير 2016 في نشر أكثر من ألف مقالة في مجلات علمية محكّمة، وتقديم أكثر من 500 ورقة بحثية في محاضر المؤتمرات.
إرساء أسس اقتصاد المعرفة
أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر أن بناء رأس المال الفكري والبشري يشكل ركيزة أساسية في رؤية القيادة لمستقبل دولة الإمارات لاسيما من خلال التوجه نحو إرساء أسس اقتصاد المعرفة، مشيرا إلى أنه فيما تزداد الجهود العالمية الهادفة لتحقيق التنمية المستدامة فإننا فخورون بتخريج دفعة عام 2016 من معهد مصدر لينضموا إلى خريجي الدورات السابقة من أجل أن يصبحوا من القادة المستقبليين في قطاع الطاقة ويسهموا في إيجاد حلول لتحديات ضمان أمن الطاقة والمياه والحد من تداعيات تغير المناخ، وأضاف إنه بتخريج الدفعة السادسة من الدارسين والباحثين يواصل معهد مصدر القيام بدور رائد في دعم الابتكار وإرساء ثقافة البحث والتطوير من خلال تخريج كفاءات عالية في مجالات الهندسة والعلوم لتسهم في النهوض بالقطاعات القائمة على التكنولوجيا المتطورة.
264 مليون درهم للتعاون البحثي
وتجاوزت قيمة اتفاقيات التعاون البحثي الذي وقعها معهد مصدر حتى الآن، مع أكثر من 50 شركة ومؤسسة من كلا القطاعين (50% منها في دولة الإمارات) 72 مليون دولار (264 مليون درهم)، فضلًا عن العديد من الاتفاقيات الجديدة الهامة المزمع توقيعها في غضون العام القادم، بحسب حمزة كاظم نائب الرئيس للعمليات والشؤون المالية في معهد مصدر.
وقال كاظم لـ “ الاتحاد” إن نحو 96% من خريجي دفعة العام الماضي من المعهد موجودون حاليا داخل الإمارات، وذلك مقابل نحو 91% من خريجي الدفعات السابقة، موضحا أن الخريجين ينتمون لأكثر من 60 جنسية. وأشار إلى أهمية تخريج الدفعة الأولى من برنامج البنية التحتية العام الحالي، وهو ما ينعكس على اهتمام الدولة باستدامة المباني، والتخطيط العمراني العصري، مشيرا الى إنه سعيًا للمساهمة في تحقيق الطموحات الفضائية لدولة الإمارات، أطلق معهد مصدر أول تخصص في “ نظم وتقنيات الفضاء” على مستوى المنطقة ليدرجه ضمن برامج الماجستير التي يوفرها.
أرسل تعليقك