أبوظبي – صوت الإمارات
كشفت إحصاءات محلية، أن 50 طالباً على الأقل في كل مدرسة بالدولة يعانون صعوبات التعلم، فيما أكد ذوو طلبة أن عدم جاهزية المدارس والمعلمين للتعامل مع هذه الفئة يؤدي إلى عدم الكشف المبكر عن هذه الحالات، ما يزيد المشكلة ويصعب علاجها.
وأوضحت (أم أحمد)، إن ابنها وصل إلى الصف السادس في مدرسة حكومية، وغير قادر على القراءة والكتابة، ويفتقد المهارات التعليمية الأساسية، نتيجة عدم جاهزية المعلمين والمدارس للتعامل مع الطلاب ذوي القدرات العقلية المتواضعة، إضافة إلى عدم ملاءمة المناهج التي تدرّس لهم لإمكاناتهم العقلية وقدرتهم على الاستيعاب.
وأضافت أن ابنها يمتلك القدرة على التطور مقارنة مع زملائه، متى وجد المعلم المناسب، والمنهاج الملائم، وطريقة التدريس التي تساعده على الفهم والاستيعاب.
ولفتت إلى أن ابنها يدرس في صف دراسي يضم 30 طالباً، ولا يمكن لأي معلم أن ينتبه لهم جميعاً ويعطيهم الاهتمام المطلوب، الأمر الذي تنتج عنه هذه المشكلة، مطالبة بضرورة تخصيص مناهج وطرق تدريس لهذه الفئة، وتدريب معلمين على التعامل معهم في كل مدرسة، وتطوير البيئة المدرسية لتصبح حاضنة لهم.
وذكرت (أم حمدان)، أن ابنها يدرس في الصف السادس في مدرسة خاصة، ولم تكتشف أنه يعاني صعوبات التعلم إلا العام الجاري، مشيرة إلى أنه رغم افتقاده مهارات القراءة والكتابة إلا أنه ينجح كل عام.
وطالبت بضرورة إلزام المدارس بتعيين مختصين للتعامل مع هذه الحالات واكتشافها في وقت مبكر.
وذكر (أبوفراس)، إن ابنه يعاني ضعف القدرة على الاستيعاب، وتدني مستوى الفهم داخل الفصل الدراسي، مؤكداً أن هذه الفئة من الطلبة تحتاج إلى برامج خاصة من قبل الوزارة، حتى لا يتقدم في العمر، دون أن يحقق أي تطور. ولفت إلى تأثر ابنه نفسياً جراء هذه المشكلة.
وأفادت المؤسس المدير التنفيذي لمركز تعليم للتدريب وتطوير المهارات، شيرين النويس، بأن 50 طالباً على الأقل في كل مدرسة بالدولة يعانون صعوبات التعلم، وفق إحصاءات محلية، في الوقت الذي تشير فيه الإحصاءات العالمية إلى أن بين 10 و20% من التعداد السكاني لكل دولة يعانون المشكلة ذاتها.
وأكدت أهمية التشخيص المبكر،لتجنب ظهور سلوكيات أخرى، مثل الهروب من المدرسة، وتكوين رفقاء سوء، محذرة من سلوكيات تترتب عليها مشكلات نفسية للطفل، مثل وصفه بالغبي والكسلان، والسخرية منه في المنزل والمدرسة والمجتمع، وطرده من المدرسة لعدم فهم حالته. وأكدت ضرورة نشر الوعي المجتمعي بمفهوم صعوبات التعلم بين أفراد المجتمع.
أرسل تعليقك