واشنطن ـ رولا عيسى
اختتم المنتدى الإقليمي لقيادة التعليم العالي بعنوان " تنمية جامعة ذات مستوى عالمي في إطار حديث: التحديات، الفرص والإستراتيجيات للتقدم"، فعالياته نهار الأربعاء في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر بالتشديد المتكرّر على الدور المحوريّ الذي يضطّلع به مجال التعليم العالي بصفته المحفّز الاستراتيجي لعمليات التنمية المستدامة في منطقتنا.واستقطب المنتدى الذي نظّمه مركز الابتكارات التعليميّة
وحلول المعرفة المتخصّصة CLICKS، بالتّعاون مع اتّحاد الجامعات العربيّة والمجلس الدولي للتعليم المفتوح والتعلم عن بعد، ومبادرة "يو تي" العالمية في جامعة تكساس في أوستن، أكثر من 180 من قادة التعليم العالي وصنّاع القرار والخبراء المتمرّسين الآتين من داخل المنطقة وخارجها لمناقشة مواضيع تتعلّق بتطوير القيادات وضمان الجودة والاعتماد الأكاديميّ، والتدويل والعولمة، وإدماج التكنولوجيا في التعليم العالي، والتعلّم والتعليم والبحث العلمي في التّعليم العالي. واستخلصت المداخلات والنقاشات التي برزت على امتداد اليومين المخصصين لهذا الحدث، أن التعاون الإقليمي بين مؤسسات التعليم العالي وخارجها هو عنصر أساسيّ في تطوير التعليم العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، فيجب بالتالي وضع استراتيجيات واضحة للتنسيق والتعاون الإقليمي بهدف دعم مؤسسات التعليم العالي وتمكينها من الاستجابة لأحدث التطورات والتوجهات وتخطي التحديات والمشاكل المشتركة. ومن شأن هذا التعاون أن يعالج مجالات مختلفة تشمل نقل المعرفة إلى ما وراء الحدود الجغرافية وتبادل سبل التطبيق وأفضل الممارسات، وتقديم برامج مشتركة، وتبادل الموارد والخبرات، والانخراط في مشاريع بحثيّة مشتركة، وتبادل المدرّسين والطلاب، وغيرها من الفعاليات المتعددة.
وأما الفعاليات التي تلت المنتدى فقد شملت كذلك، بالإضافة إلى ورشتي العمل التطبيقيّتين، اجتماعاً مغلقًا أجري في فترة ما بعد الظهر في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، واشتمل على رؤساء الجامعات ومدرائها التنفيذيين وممثلين عن الوكالات الحكومية الرئيسة وغيرها من المنظمات غير الحكومية، حضروا إلى طاولة الاجتماع لمناقشة إجراءات التعاون على أرض الواقع من أجل تحسين التعليم العالي في المنطقة. وقد ركّزت النقاشات بشكل رئيس على المجالات الرئيسية الثلاث المرتبطة بالقيادة، والجودة، والاعتماد الأكاديمي والتعلّم والتعليم ودور البحث العلمي والتكنولوجيا كمحفّزات في كلّ من هذه المجالات. وقد هدف هذا الاجتماع إلى اقتراح خارطة طريق عامة وخطط عمل توضح آليّات التعاون والتنسيق ما بين مؤسسات التعليم العالي لمعالجة هذه المجالات الرئيسيّة وتبادل الخبرات.
وأشارت المديرة التنفيذيّة لمركز الابتكارات التعليميّة وحلول المعرفة المتخصّصة CLICKS، ورئيسة المنتدى الدكتورة ناريمان حاج حمو، إلى أن " الهدف من هذا الاجتماع المغلق هو تحفيز التعاون الأكاديمي وتعزيز أواصره بين قيادات التعليم العالي من خلال اقتراح خطط وإستراتيجيّات عمل، ونحن نسعى إلى تأسيس مجتمع من الممارسات يعمل كمستوعَبٍ للأفكار حيث تجري مناقشة القضايا الرئيسية ومسائل التطوير، وتشجيع الأفكار الابتكارية من أجل تطوير التعليم العالي".
ورأى مدير هيئة الاعتماد الأكاديمي في وزارة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ورئيس الاجتماع المغلق البروفيسور محمد بدر أبو العلا أن "الحوكمة المتماسكة والفعّالة تُعدّ عنصرًا رئيسيًّا في قطاع التعليم العالي الذي يزداد عولمة وتنوّعًا في آن معًا، فمن شأن الحوكمة أن ترسي أسُس استمرارية ضمان الجودة والمعايير وتعززّها على امتداد الجامعات وبرامجها وعملياتها التشغيليّة. وبات الدّارسون اليوم، وبفضل التعليم المدعّم بالتكنولوجيا، أكثر تحيّنًا للمرونة في التعلم الذي بات متوفّرًا في أي وقت ومكان. وتُعدّ برامج الشهادات المشتركة وبروز المقرّرات الجماعية الإلكترونية المفتوحة (أو ذات الالتحاق الهائل) MOOCs أمثلة على التحديات الجديدة التي قد تستدعي تغييرات في نُظُم ضمان الجودة الداخليّة كما الخارجيّة. ويتطلّب تحسين جودة التعّلم والتعليم في ظلّ هذه النظم التعليميّة المتطوّرة إسهامًا مباشرًا من قيادات الجامعات. ويمنح هذا الاجتماع المغلق قادة الجامعات منصّة يتبادلون من خلالها خبراتهم، ويتشاركون الأفكار ذات الصّلة بهذه القضايا، ويناقشون سبل المضيّ قدماً للتعاون بين المؤسسات في مواجهة التحديات المطروحة.
وأكّدت الدكتورة حاج حمو أن "مهمتنا ستستمر إلى ما بعد المنتدى، كما يسعدنا أن نشهد استجابة كبيرة واسهامًا إيجابيًّا من قبل قادة التعليم العالي".
وبدأت، الخميس، أعمال المنتدى الإقليمي لقيادة التعليم العالي، من تنظيم مركز الابتكارات التعليميّة وحلول المعرفة المتخصّصة CLICKS، بالتّعاون مع اتّحاد الجامعات العربيّة والمجلس الدولي للتعليم المفتوح والتعلم عن بعد، ومبادرة "يو تي" العالمية في جامعة تكساس في أوستن، وقد استقطب هذا المنتدى الذي حظي برعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان صنّاع القرار والخبراء المتمرّسين في مجال التعليم العالي الذين قَدِموا من أكثر من 33 دولة.
وشَرَحَت المديرة التنفيذيّة لمركز الابتكارات التعليميّة وحلول المعرفة المتخصّصة CLICKS، ورئيسة المنتدى، الدكتورة ناريمان حاج حمو، أن "الهدف من تنظيم المنتدى الإقليمي لقيادة التعليم العالي هو استقطاب قادة التعليم العالي وخبرائه المتمرّسين الإقليميين لمناقشة أحدث التوجهات، والتطورات والتحديات التي تواجه هذا المجال، بالإضافة إلى تحديد الإستراتيجيات المستقبليّة ومخططات وسبل التعاون. ويسهّل المنتدى المشاركة في الخبرات ونقل المعرفة وتبادل أفضل الممارسات، وقد تمّ اختيار موضوع هذا المنتدى بتأنٍّ ليكون متوائمًا مع الاهتمام المتزايد لدى مؤسسات التعليم بتبوّء مكانة "المستوى العالمي" مما يساعدها في المنافسة في سوق هذا العصر العالمي، والحفاظ على الجودة وتحسين صورتها العامة مع الحفاظ على قدرتها التنافسية، ويناقش قادة التعليم العالي خلال المنتدى التعريف الفعلي والمعنى الحقيقي لتعبير "جامعة ذات مستوى عالمي"".
واستُهلّت أعمال اليوم الأول من المنتدى بحفل افتتاح شهد إطلاق جمعيّة رؤساء جامعات الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وقد وقّع على تأسيس هذه الجمعيّة 17 عضواً مؤسسًا من 10 دول عربية مختلفة.
ونذكر من بين الأعضاء مدير الجامعة الأميركية في الشارقة بالإنابة المؤسسين الدكتور توماس هوكستيتلر، ورئيس جامعة الشرق الأوسط في الأردن البروفيسور ماهر سليم، ورئيس جامعة أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة البروفيسور نبيل ابراهيم، ورئيس جامعة بيرزيت الفلسطينيّة الدّكتور خليل هندي، ونائب رئيس جامعة الشرقية في سلطنة عمان الدكتور عبود الصوافي، ورئيس جامعة الأخوين في المغرب الدكتور ادريس أوعويشة، ورئيس جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا في الكويت البروفيسور دونالد ل. بيتس، والعديد غيرهم.
وأوضحت الدكتورة حاج حمو أن "هذه الجمعيّة تهدف إلى تطوير التعليم العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال تأسيس شبكة ديناميكية من قيادات الجامعات تكون ذات تأثير ملموس في صنع القرارات، وتقترح الأفكار الجديدة والمبتكرة وتناقشها، وتتناول القضايا المستجدة والتوجهات المتعلقة بعدد من المجالات ذات الصلة بالتعليم العالي ومنها: الجودة والقيادة، وإتاحة العلم للجميع، والتكنولوجيا ومخرجات البحث العلميّ والتعلم، فتُرسي أواصر التعاون وبناء المجتمعات وتبادل الخبرات".
وتَلَت حفل الافتتاح جلسةٌ عامّة صباحيّة ضمّت ثلاث كلمات لمتحدثين رئيسيين هم البروفيسور جان سادلاك، رئيس فريق خبراء التصنيف العالمي للترتيب الأكاديمي والتميّز(Observatory on Academic Ranking and Excellence IREG)، فرنسا، والمدير التنفيذيّ لاتحاد الوسائط الإعلامية الجديدة الدكتور لورانس ف. جونسون، وأمين عام المجلس الدولي للتعليم المفتوح والتعلم عن بعد (ICDE) جارد تايتلستاد.
وتناوَلَت هذه الكلمات الرئيسيّة مفهوم الجامعات ذات المستوى العالمي وتعريفها، ودور القيادة في تطوير جامعات ذات مستوى عالمي وضمان استمراريتها، والشكل الجديد الذي يتخذه التعليم العالي في ضوء أحدث التطورات التكنولوجيّة.
وشملت الجلسة العامة الصباحية حلقة نقاش تفاعليّة بعنوان "العولمة وتدويل التعليم العالي: التحديات والفرص، والآفاق المستقبليّة"، شارك فيها أربعة خبراء بارزين يمثّلون مناطق جغرافية مختلفة وتشاركوا بخبراتهم وآرائهم في ما يتعلّق بالفرص والتحديات التي تطرحها عولمة التعليم العالي والإستراتيجيات التي يمكن وضعها للاستفادة من هذا التحوّل.
وأما خلال جلسات ما بعد الظهر عرض خبراء رائدون في التعليم العالي أفضل 22 ممارسة مؤسساتيّة في مجالات الحوكمة والبحث العلمي والتكامل التكنولوجي والجودة، وتشاركت المؤسسات التعليمية الرائدة، مثل الجامعة الأميركية في الشارقة، وجامعة أبو ظبي، وجامعة وولانغانغ، وجامعة الملك سعود، وجامعة الشرق الأوسط، وجامعة الخليل، وجامعة كردفان، وغيرها، أفضل ممارساتها.
واستُكمِل في اليوم الثاني للمنتدى النقاش المتعلّق بالمواضيع الرئيسيّة بما فيها ضمان الجودة والاعتماد الأكاديميّ، ودور البحث العلمي في التعليم العالي، وإدماج التكنولوجا، من خلال أربع كلمات لمتحدثين رئيسيين، بالإضافة إلى حلقة نقاش تتناول الجودة والاعتماد والمساءلة، وترأسها نائب رئيس الشبكة العربية لضمان الجودة في التعليم العالي البروفيسورة نادية بدراوي.
واختُتِم المنتدى بثلاثة فعاليات رئيسية تتضمن ورشتي عمل في التدريب العملي أولها من تنظيم أكاديمية التعليم العالي في المملكة المتحدة، وتركز على الإستراتيجيات الرئيسة في تحسين التعلّم والتعليم، والثانية تقدمها جامعة تكساس في أوستن وتتناول التخطيط الإستراتيجي في التعليم العالي.
وعُقِد اجتماع مغلق بين رؤساء الجامعات ومدرائها التنفيذيين، حيث ستجري مناقشة الإستراتيجيات والتّوصيات وخطط العمل الضروريّة من أجل تطوير التعليم العالي في المجالات الرئيسية المرتبطة بالقيادة وضمان الجودة والتعلّم والتعليم، وكيفيّة تعزيز هذه الأخيرة من خلال إستراتيجية البحث العلمي السليم، وإدماج التكنولوجيا والتعاون المتبادل.
وخلال هذين اليومين، ضمّ المنتدى ما يزيد على 45 متحدثًا بارزًا ومحاضرين ومحاورين، وعرض أفضل الممارسات، وغيرها من الفعاليات التي تقدّم خبرات غنيّة من مختلف أصقاع الكرة الأرضية.
وحظي المنتدى الإقليمي لقيادة التعليم العالي بدعم إلوسيان "Ellucian" كراعٍ فضيّ، وبارثينون "Parthenon" وشركة العين للتوزيع كرعاة برونزيين، والمستشفى السعودي الألماني، وجامعة دبي وسي أند كاي للإدارة C&K Management كداعمين، وتورنينغ تكنولوجيز Turning Technologies كشركاء تكنولوجيين، بالإضافة إلى شبكة الإمارات العربية المتحدة للتعليم وأخبار الجامعات "Universities’ News"، كشركاء إعلاميين.
أرسل تعليقك