تونس - أزهار الجربوعي
كشفت وزارة التربية التونسية أن "عدد التلاميذ الذين انقطعوا عن الدراسة خلال الموسم الدراسي الماضي 2012 - 2013 قُدّر بقرابة 100 ألف، يأتي ذلك فيما أعلنت الوزارة عن جملة من التدابير الهيكلية والتنظيمية لتأمين انطلاقة العام الدراسي الجديد، الذي قرّرت أن يكون في 16 أيلول/ سبتمبر المقبل"، مُتوقعة أن "يرتفع عدد التلاميذ في المرحلة الابتدائية هذا العام 1 مليون و45 ألف تلميذ، موزعين
على 47 ألف فصل دراسي".
وأكّد المدير العام للدراسات والتخطيط في وزارة التربية التونسية الهادي العباسي أن "100 ألف تلميذ قد انقطعوا عن الدراسة خلال الموسم الدراسي 2012 – 2013"، مشيرًا إلى أن "أسبابًا عديدة قد ساهمت في انقطاع هذا العدد الكبير من التلاميذ عن مقاعد الدراسة، من بينها الأسباب التربوية والوضعية الاقتصادية والاجتماعية".
وأكد المسؤول التونسي أن "معظم نسب الانقطاع عن الدراسة، تم تسجيلها في مراحل مبكرة، بقرابة 10 آلاف تلميذ في المرحلة الابتدائية، بينما يتوزع العدد الباقي على المرحلتين الإعدادية والثانوية".
وأوضح العباسي أن "الوزارة قامت بعديد من الدراسات وأجرت عدّة لقاءات مع الأطراف المتدخّلة على غرار وزارتي الشؤون الاجتماعية وشؤون المرأة والأسرة، لتجنّب العوامل المؤدية لتفاقم ظاهرة الانقطاع المبكر عن الدراسة وأن النيّة متّجهة لتشريك مكوّنات المجتمع المدني للتشارك والتفاعل في هذا الصدد"، مبيّنا أن "الوزارة ركّزت على 4 عناصر أساسيّة في استراتيجيتها لمعالجة هذه الظاهرة، تهتم في الأساس بالبعد التربوي وبرامج التكوين والانتداب وكذلك الحوكمة إلى جانب إيلاء أهميّة إلى البعدين الاقتصادي والاجتماعي، من خلال متابعة أوضاع التلاميذ والتأكيد على أهميّة مشاركة المجتمع المدني في معالجة هذه الظاهرة التي قال إنّ نسبتها تتارجح بين 5 و15 نقطة في صفوف الذكور مقارنة بالإناث".
كما أعلن المسؤول في وزارة التربية التونسية أنه "تمّ اتّخاذ جملة من التدابير والإجراءات لضمان انطلاق العودة المدرسيّة، التي تقرر أن تكون يوم 16 أيلول المقبل، وذلك بالتنسيق مع الأطراف ذات العلاقة كلها بشكل يتمّ فيه ضبط رزنامة الحركات والنُقل وإحداث لجان تتشكل ببعض الإدارات المركزيّة، تتولى الإشراف على حركات النقل التنظيميّة والنظر في الحالات الإنسانيّة بالنسبة للمدرسين".
واستعرض مدير عام الدراسات والتخطيط ونظم المعلومات في وزارة التربية "مؤشرات التطوّر الكمي (صلب المنظومة التعليمية في تونس) خلال الموسم الدراسي 2013 – 2014"، مؤكدًا أن "عدد المعلمين المباشرين يُناهز 63 ألف معلم، وأن عدد الأساتذة المباشرين يتخطى مستوى 77 ألف، منهم 3 آلاف في الإعداديات التقنيّة"، لافتا إلى أنه "من المُتوقع أن يرتفع عدد التلاميذ في المرحلة الابتدائية إلى حدود 1 مليون و45 ألف تلميذ موزعين على 47 ألف فصل دراسي".
ولدى تطرقه إلى واقع المؤسّسات التربوية، أوضح المسؤول في وزارة التربية التونسية الهادي العبّاسي أن "الوزارة واصلت توسيع خارطة المؤسّسات التربوية في المراحل كلها، ليبلغ إجمالي عددها 6025 مؤسسة وذلك بزيادة 28 مؤسسة، مقارنة بالعام 2012، إضافة إلى أن العدد الجملي للمدارس الإعدادية والمعاهد بلغ 1481، منها 23 إعدادية نموذجية متكاملة و89 تقنية و15 معهدًا نموذجيًا".
أما في ما يتعلق بالبنية التحتية والتجهيزات، فأوضح أن "الوزارة تدخلت إلى حتى الآن في 820 مؤسسة تربوية، وذلك لإنجاز مشاريع توسعة 428 مدرسة ابتدائية و310 مدرسة إعدادية ومعهدًا و28 مبيتًا، حيث بلغت نسبة الإنجاز 60%، ويتوقع أن تقارب نسبة الإنجاز 100% خلال شهر أيلول المقبل".
واستعرض الهادي العبّاسي "الصعوبات الماثلة صلب القطاع"، مؤكّدًا أنّ "أهمّها يشمل مستوى التسيير الإداري وتأطير التلاميذ في عدد من المدارس التي تشهد اكتظاظًا، خاصّة في المؤسّسات المتواجدة في بعض الأحياء الشعبيّة ذات الكثافة السكانيّة المرتفعة، إلى جانب حاجة بعض المؤسّسات التربويّة القديمة من تلك التي شُيّدت منذ ستينات وسبعينات القرن الماضي إلى التعهّد والصيانة".
ويعتبر أهل الاختصاص أن "أكبر معضلة تواجهها المنظومة التربوية والتعليمية، تتمثل في تقهقر المستوى التعليمي الناجم عن تراجع التقييم حسب المستوى الحقيقي للتلميذ، أي إلى تراجع القيمة الاعتبارية للتقييم، الأمر الذي دفع بالرئيس التونسي الدكتور المنصف المرزوقي إلى اقتراح تركيز مجلس أعلى للتربية، يشرف على التخطيط للاستراتيجيات التربوية و يكون أداة للتفاعل مع المجتمع المدني بشأن مستقبل التربية والتعليم في تونس".
أرسل تعليقك