كتاتيب تحفيظ القرآن مازالت علامة بارزة في تاريخ الأقصر
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بعد اختفاء الأحبار والألواح المعدنية و"الفلكة" والعريف

كتاتيب تحفيظ القرآن مازالت علامة بارزة في تاريخ الأقصر

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - كتاتيب تحفيظ القرآن مازالت علامة بارزة في تاريخ الأقصر

إحدى كتاتيب تحفيظ القرآن الكريم في محافظة الأقصر
الأقصر ـ محمد العديسى

تمثل كتاتيب تحفيظ القرآن الكريم في محافظة الأقصر التاريخية علامة بارزة في تاريخ المحافظة التي تحوى ثلث أثار العالم، وخرجت هذه الكتاتيب على مدار العقود الماضية عددًا كبيرًا من قراء القرآن الذين يشار لهم بالبنان مثل صوت مكة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وأمين عام نقابة القراء الأسبق الشيخ أحمد الرزيقى، وهما من مواليد مدينة أرمنت في غرب الأقصر.
وتضم محافظة الأقصر مئات الكتاتيب التي يرجع تاريخ تأسيس بعضها إلى قرنين ماضيين وتنتشر في قرى ونجوع المحافظة ومازلت تحتفظ بخصوصيتها وثوابتها حتى الآن برغم بعض التغيرات التي لم تؤثر على هذه الخصوصيات.
ويقول محفظ القرآن، الشيخ حسن عبد الحكيم، شاب من مدينة الطود، تبعد عن مدينة الأقصر قرابة 25 كيلو مترًا، إن محافظة الأقصر من أكثر المحافظات المصرية اهتمامًا بالكتاتيب، ويحرص غالبية الآباء على إلحاق أبنائهم  بهذه الكتاتيب ويعتبرونها الخطوة الأولى لطلاب العلم، لذلك فمحفظي القران يحظون بمكانة مرموقة في المجتمع الأقصري.
ويضيف عبد الحكيم أن الكتاتيب في قرى ونجوع الأقصر لا زلت تتمتع بالكثير من طابعها القديم حتى الآن برغم اختفاء بعض وسائل التعليم التي كانت مرتبطة بالكتاتيب منذ عشرات الأعوام، مثل الأحبار والألواح المعدنية التي كانت تستخدم في الكتابة وتساعد في تحسين الخط العربي للطلاب، وكذلك اختفت "الفلكة"، أحد أدوات العقاب التي كانت تمثل رعبًا للطلاب المتخاذلين، كما غاب دور العريف، وهو مساعد الشيخ الذي كان ينوب عنه في غيابه ويقـوم بإدارة الكتاب ويجمع الأجرة من التلاميذ التي كانت تسمى الجراية،  وكانت تدفع شهرياً أو سنويًا، حسب الاتفاق الشفهي المبرم بين ولى أمر الطفل والشيخ، وكانت عبارة عن حبوب، وغلال، وأرطال من اللحم، إلا أن أجرة محفظ القرآن خلال الأعوام الماضية أصبحت نقودًا تدفع شهريًا، وهى 5 جنيهات عن الطالب الواحد خلال شهر ميلادي كامل، وهو أجر رمزي للغاية، لأن تحفيظ القرآن يكون ابتغاء مرضاة الله في المقام الأول.
 ويؤكد عبد الحكيم أن الأعوام الأخيرة برزت ظاهرة الكتاتيب النسائية التي تقوم عليها فتيات في عمر الزهور، حفظن القرآن قبل الـ 15 من عمرهن ويقمن بتحفيظ أمهاتهن وأقاربهن ما لم يتمكن من حفظه في الصغر.
ويشير عبد الحكيم أن شيوخ الكتاتيب نجحوا في  تطوير أساليب التلقين والتعليم فيها، مشيرًا أن للكتاتيب دورًا كبيرًا في تكوين شخصية الطفل الدينية فناهيك عن تعليمه المتون والأحكام الخاصة بالقرآن،  يقوم شيخ الكتاب بتنظيم حلقات للعلم  ويعلم الأطفال كيفية الوضوء، والطهارة، والصلاة الصحيحة.
ويشير أن هناك شيوخ تاريخيين برزوا ومازلت أسمائهم راسخة في أذهان طلابهم، مثل الشيخ الصادق والشيخ الدردير في الطود، والشيخ البطيخى، والشيخ محمود الطوبي، والشيخ أحمد بهجت، والشيخ أحمد أبو المكارم، في مدينة إسنا جنوب الأقصر.
ويطالب مدير مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، الباحث الإسلامي أحمد أبو الحجاج، بأن تهتم الدولة ممثلة في وزارة الأوقاف بالكتاتيب بعدما أثبتت خلال الأعوام الماضية أنها قادرة على الصمود أمام الوسائل التعليمة الحديثة، وتخريجها للآلاف من الحافظين والحافظات لكتاب الله.
ويؤكد أبو الحجاج أن الكتاتيب بدأت في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان وقتها دخول الكتاتيب إلزامي في المجتمع المسلم، وكان المسلمين يهتمون بالكتاتيب ووصل الأمر أن كتاب الضحاك بن مزاحم عام 105 هجريًا كان يضم قرابة 3 آلاف طالبًا.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاتيب تحفيظ القرآن مازالت علامة بارزة في تاريخ الأقصر كتاتيب تحفيظ القرآن مازالت علامة بارزة في تاريخ الأقصر



GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 18:45 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 11:33 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 16:51 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

اضيفي اجواءًا جريئة ومشرقة على جدران المنزل

GMT 20:37 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

مطعم ياباني يقدم وجبات لحوم البشر بـ 20 ألف جنيه

GMT 17:53 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

ندوة لمناقشة رواية "منتصر" في مكتبة "البلد"

GMT 04:12 2020 السبت ,09 أيار / مايو

برشلونة يقترب من حسم صفقة نجم يوفنتوس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates