التلاميذ الرُّحَّل في جبال تنغير في المغرب يُنهون أول سنة دراسية
آخر تحديث 19:45:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

لا يَعْرِفُون معنى البرلمان لكن يَحْفَظُون موعد السوق الأسبوعي

التلاميذ الرُّحَّل في جبال تنغير في المغرب يُنهون أول سنة دراسية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - التلاميذ الرُّحَّل في جبال تنغير في المغرب يُنهون أول سنة دراسية

صورة التلاميذ الرُّحَّل وهم بمقاعد الدراسة
تنغير – رضوان مبشور

تنغير – رضوان مبشور هم أطفال في ريعان الزهور، أصبح بإمكانهم فك طلاسم الحروف، والنطق بها وحفظ القرآن وترديد الأناشيد ولعب المسرح ورسم أجمل اللوحات بأناملهم، هكذا يبدو الانطباع الأول في مكان ما من مرتفعات جبال تنغير وسط أدغال المغرب المنسي العميق.   الهواء الطلق يسود المكان، والنسيم يدغدغ أنوفنا وأحاسيسنا، صورة جميلة بين أحضان الطبيعة الجبلية الصعبة والوعرة، لكن ابتسامات الأطفال تضفي عليها رونقاً خاصاً، براءة من نوع خاص.
 قرابة 20 تلميذًا وتلميذة إلتحقوا بمقاعد الدراسة لأول مرة في حياتهم، كلهم حماس لمواصلة التجربة في الموسم المقبل، الشأن نفسه لآبائهم الذين فرحوا بالمبادرة، مادام أبناؤهم إستطاعوا الوصول إلى ما لم يصلوا له في زمانهم.
 معلم هؤلاء التلاميذ، الأستاذ يوسف، قام بعمل جبار، فَأَنْ يُعلِّم الفرد تلاميذ لا يعرفون إلا لغتهم الأم "اللغة الأمازيغية" ولا يعرفون غيرها للتواصل، وبعد مرور مدة صاروا يتكلمون ويكتبون بالعربية وينطقون ببعض الكلمات بالفرنسية، فتلك حقاً معجزة، لكن الأجمل في كل ذلك أن، الأستاذ يوسف، يتعدى ذلك إلى تدريس الآباء بدورهم دروسًا لمحو الأمية، أضف إلى ذلك أنه المكلف بتجهيز وجبات التلاميذ الغذائية بشكل يومي، إنه حقا متعدد الوظائف و الاختصاصات.
 وينتهي عندهم الموسم الدراسي على غير بقية تلاميذ الحواضر والقرى في شهر أيار/مايو، ذلك أن هؤلاء الأطفال تابعون لأسرهم في حلهم وترحالهم، لا يكادون يستقرون في مكان، وهنا جاءت فكرة "مدرسة الرُّحَّل"، لتتنقل جنبا إلى جنب مع التلاميذ الرحل.
 ما يزال في المغرب المنسي العديد من الأسر الرحالة، أسر تعيش على الترحال والرعي، وإن باتت تتناقص بشكل مستمر إلا أنها لم تنقرض، حيث تلجأ العديد من الأسر الرحالة إلى الإستقرار نظرًا لصعوبة هذا النمط من الحياة في منطقة جبال تنغير، ولم يعد في هذه المنطقة سوى العدد القليل من الأسر من عدد كبير كان فيما مضى.
   مدرسة الرُّحَّل عرفت النور في جبال تنغير بعد اتفاقية للشراكة بين جمعية "شمس" في تنغير والنيابة الإقليمية للتربية الوطنية بورزازات، وجمعية "ديكنضاض" في إسبانيا، حصلت بموجبها جمعية "شمس" على الموارد البشرية كافة والميزانية التي ستحتاجها لتدبير إحتياجاتها بالإضافة إلى أقسام متنقلة وتسهيلات أخرى.
 في البداية لم يكن إنتقاء المدرس بشكل إعتباطي، بل تم توزيع مذكرة نيابية، ترشح من خلالها أربعة أساتذة، فتم انتقاء أستاذ عازب مستعد للترحال مع الأسر الرحالة أينما ذهبت، ومستعد لتحمل صعوبات العمل وغيرها، فوقع الاختيار على "يوسف" الذي أبدى حماساً واضحاً لقبول العملية.
  فكرة المدرسة المتنقلة، حسب الجمعية المشرفة كانت منذ أعوام مضت، لكن الأسر الرحالة، كان من الصعب عليها تقبل الفكرة بترك أبنائهم بعيدا عنهم بدل مساعدتهم في الرعي وشؤون البيت، فدامت عملية الإقناع أعوام.
  وعن مستوى التلاميذ الرحل، يقول أستاذهم "يوسف" بأنهم كلهم عزم وإرادة للتعلم، ومستواهم في تطور ولا يتغيبون عن الدروس. المدرسة المتنقلة تبدأ عملها في تموز/يوليو من كل عام، وتتواصل الدراسة فيها إلى غاية شهر كانون الثاني، لتنتقل بعد ذلك لمكان آخر تحدده الأسر الرحالة يكون فيه كلأ الماشية متوفرًا، ثم تستمر إلى غاية أيار/مايو وهو نهاية السنة الدراسية عند التلاميذ الرحل.
  الأطفال رغم الدراسة التي نقلتهم من ظلمات الجهل والأمية، لا يتوانون في مساعدة أسرهم صباح مساء في الرعي أو تقديم خدمات أخرى، ذلك أن الرعي و الترحال نشاط لا يكاد يفارقهم.
  التعليم خطوة، سيعطي نتائج مهمة لإنقاذ رجال المستقبل من الجهل، وفرصة لآبائهم أيضاً للاندماج في المنظومة المجتمعية، علّهم يخرجون من مشاكل تعيق تنقلاتهم وحياتهم الطبيعة، ذلك أن الأسر الرحالة هنا لا يعرفون عبد الإله بنكيران أو حتى معنى البرلمان، ومنهم من مازال يعتقد أن الحسن الثاني مازال على قيد الحياة، وربما قد يستغرب البعض أن محمد الخامس قد توفي منذ ستينات القرن الماضي. لكنهم في مقابل ذلك يعرفون أن الاثنين موعد السوق الأسبوعي، ويحفظون عن ظهر قلب عدد رؤوس الماشية التي يملكونها، ويتنبؤون بأحوال الطقس في الأيام المقبلة على غرار نشرات الأرصاد الجوية.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التلاميذ الرُّحَّل في جبال تنغير في المغرب يُنهون أول سنة دراسية التلاميذ الرُّحَّل في جبال تنغير في المغرب يُنهون أول سنة دراسية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 02:54 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 14:49 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

محلات "pinkie girl" تطرح فساتين مخملية في شتاء 2018

GMT 06:04 2015 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

التنورة المطبّعة تمنح المرأة العاملة الأناقة والتميّز

GMT 12:39 2015 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تكشف عن ساعة "سيليريا" الجديدة للمرأة المثالية الأنيقة

GMT 20:36 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

مراحل التطور الجسمانى عند الطفل

GMT 09:26 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

منزل إيلي صعب الجبلي في لبنان فخم وضخم

GMT 12:43 2014 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

غرفة الشارقة تشارك في معرض جيتكس 2014

GMT 22:09 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

مؤشر عقار أبوظبي يربح 23% منذ بداية 2013
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates