القاهرة ـ علي رجب/ خالد حسانين
واصل طلاب جامعة الأزهر، الثلاثاء، غضبهم حيث قام عدد منهم بقطع طريق صلاح سالم والاعتصام أمام باب مشيخة الأزهر، مطالبين بإقالة شيخ الأزهر، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ورئيس جامعة الأزهر الدكتور أسامة العبد، وذلك على خلفية إصابة زملائهم بحالة تسمم نتيجة تناول وجبات فاسدة، فيما أخذت أزمة واقعة التسمم أبعادًا سياسية، حيث انتقد القيادي في حزب "الحرية والعدالة" عصام العريان، مسؤولي
الأزهر، واتهم مؤسسة الأزهر بـ"الفساد"، وأكد أن استمرار قيادات جامعة اﻷزهر نفسها في مواقعها منذ سنوات، واﻹصرار على ترشيح النوعيات نفسها من الذين لم يتحملوا مسؤولية اﻷخطاء السابقة، سيؤدى إلى تكرار كوارث المدينة الجامعية"، في حين اتهم بعض السياسيين جماعة "الإخوان" بمحاولة استثمار تلك الواقعة سياسيًا للإطاحة بشيخ الأزهر.
وأضاف العريان على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الثلاثاء، "إن هذا الفساد قديم، ومشاكل طلاب وطالبات المدن الجامعية اﻷزهرية تتكرر من سنوات، والحال هو الحال، هل نسى التاريخ أن المسؤولين أنفسهم سمحوا بما هو أفظع من توريد أغذية فاسدة؟ وإذا نسى البعض فلم ولن ينسى الطلاب ما حدث لزملائهم في العام 2006 والأعوام سابقة، وننتظر قرارات حاسمة من فضيلة اﻹمام اﻷكبر شيخ الأزهر، الذي ﻻ يرضيه بقاء الحال من دون تغيير حقيقي".
وقطع العشرات من طلاب المدينة الجامعة في الأزهر، طريق النصر أمام قاعة المؤتمرات، احتجاجًا على إصابة زملائهم بحالات تسمم، فيما تسود حالة من الغضب والاستياء بين طلاب المدينة الجامعية، الذين أكدوا أنهم سيصعدون تظاهرهم في الساعات المقبلة، للمطالبة بإقالة رئيس جامعة الأزهر، وردد الطلاب هتافات منها "الطيب لازم يمشي"، كما قاموا بطرد أفراد الأمن المسؤولين عن تأمين المشيخة، وإغلاق الباب الرئيس لها، فيما أصابت سيارة مجهولة، 5 من الطلاب المشاركين في مسيرة طلاب الأزهر المتوجهة من المدينة الجامعية إلى مقر مشيخة الأزهر، ولاذت بالفرار.
وقد تظاهر طلاب المدينة الجامعية في الأزهر (بنين)، مساء الإثنين، في رد فعل على حالات التسمم في المدينة الجامعية، وقطعوا الطريق أمام المدينة، احتجاجًا على إصابة زملاء لهم بالتسمم، عقب تناولهم وجبة الغذاء، وللتنديد بما وصفوه بـ"الإهمال الذي تعانيه مدن الجامعة"، وقرر رئيس جامعة الأزهر إيقاف كل من مدير المدينة الجامعية ومدير التغذية عن العمل، وإحالتها إلى النيابة العامة للتحقيق معهما في حادث الاشتباه في إصابة بعض طلاب المدينة الجامعية في مدينة نصر بالتسمم.
وقد قام الرئيس محمد مرسي، الثلاثاء، بزيارة طلبة المدينة الجامعية والمصابين بالتسمم الغذائي في مستشفى التأمين الصحي في مدينة نصر، حيث اتجه الرئيس إلى الطابق الرابع حيث يوجد ٢٣ مصابًا، وتحدث مع المصابين واطمأن على حالتهم الصحية وجودة الخدمة الطبية المقدمة لهم، واستمع إلى شرح عن حالتهم الصحية من الدكتور رئيس هيئة التأمين الصحي عبدالرحمن السقا، الذي أكد أن إصابتهم هي نزلة معوية حادة نتيجة تسمم غذائي.
وطالب مرسي بضرورة تقديم الخدمات الطبية كافة والرعاية الصحية اللازمة لطلاب جامعة الأزهر المصابين في جميع المستشفيات، بعد تعرضهم للتسمم الغذائي إثر تناولهم وجبات في المدينة الجامعية، كما استمع الرئيس إلى شكوى الطلبة وأهليهم من واقعة التسمم الغذائي التي حدثت، لافتين إلى أنها ليست المرة الأولى، وطالبوا بإقالة رئيس الجامعة الدكتور أسامة العبد.
وناقش رئيس الجمهورية، الطالب أحمد حامد (٢٠ عامًا)، الطالب في سنة أولى هندسة الأزهر، والطالب محمد عبد الباسط، ووائل سلامة، حيث قال الطالب حامد إن الرئيس سأله عن حالته الصحية وعما حدث، وأجابه بأنه بخير، وأن عددًا من الطلبة قد تناول وجبة الغذاء، الإثنين، وكانت تحتوي على فراخ وطرشي، ولكن عددًا من الطلبة تناولوا الفراخ فقط، ولم يتناولوا الطرشي، وعدد آخر تناول الاثنين، ولكن الجميع أصيب بحالة التسمم، مما يشير بأصابع الاتهام إلى وجبة الفراخ.
وأوضح رئيس هيئة التأمين الصحي، الدكتور عبدالرحمن السقا، أن مستشفى التأمين الصحى في مدينة نصر استقبل ٧٩ حالة، وقد تم علاجهم ومن بينهم ٣٣ حالة تم مغادرتها المستشفى بعد شفائها، و١٢ حالة تم تحويلها إلى مركز السموم، وهناك ٣٤ حالة لا تزال تتلقى العلاج، مضيفًا أن رئيس جامعة الأزهر شدد على أن جميع قيادات الجامعة جميعهم شديدوا الحرص على صحة أبنائهم الطلاب، ولذلك فور علم الجامعة بما حدث للطلاب مساء الإثنين، أمر العبد الذي قطع زيارته إلى سيناء لافتتاح فرع كلية التربية في طور سيناء، بوقف المسؤول عن المدينة الجامعية، وكذلك مسؤول قسم التغذية، وتوجه إلى المدينة الجامعية كلٌّ من نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا، الأستاذ الدكتور توفيق نور الدين، والذي كان قد تناول وجبة الغذاء نفسها وسط أبنائه الطلاب في المدينة".
وأعلن رئيس جامعة الأزهر، الدكتور أسامة العبد، الثلاثاء، أنه تم وقف كل من مدير المدينة الجامعية الأزهرية، ومدير التغذية، وتحويلهما إلى النيابة العامة، وأن هناك لجنة للتحقيق في الواقعة، وإذا ثبت أي تقصير فسيتم مجازاة هذا الشخص أو الإدارة نفسها، وأن أي مطالب ينادي بها الطلاب سيتم تحقيقها حتى لو كانت إقالته.
وأوضح مصدر مسؤول في مشيخة الأزهر، أن الاتصالات التي أجراها شيخ الأزهر مع رئيس الجامعة، منذ الإثنين وحتى الثلاثاء، أفادت أن معظم الطلاب المصابين قد خرجوا من المستشفى، وأنه لم يثبت حتى الآن وجود أسباب تلوث، كما أنه تمت إحالة المسؤولين عن التغذية في المدينة الجامعية إلى التحقيقات، ووقفهم عن العمل، إلى حين الانتهاء من التحقيقات، وإعلان نتائج الفحص واختبار الأغذية التي تناولها الطلاب خلال اليومين الماضيين.
وقام الرئيس محمد مرسي بزيارة المصابين في مستشفي التأمين الصحي، للاطمئنان على حالة الطلاب الذين تعرضوا للتسمم، فيما قال المحامي والناشط السياسي طارق نجيدة، "إن ما يحدث سيناريو محبوك لإحراج فضيلة شيخ الأزهر وإقالته أو دفعه إلى الاستقالة، لسبب مواقفة التي لا تعجب جماعة (الإخوان)، وآخرها موقفة الرافض لتمرير قانون الصكوك".
ورأت مصادر في مشيخة الأزهر، أن هذه التظاهرة يقف وراءها بقوة قيادات جماعة "الإخوان" داخل الجامعة، وأن هذه الأزمة قد تم الترتيب لها مبكرًا، لاسيما أن الافتات التي تم استخدامها في التظاهرة قد وجدت في أيدي عناصر "الإخوان" قبل حدوث حالة التسمم بين الطلاب، وهو ما يشير إلى أن هذه الأزمة ماهي إلا مجرد "كمين مصنوع" تمهيدًا للإطاحة بشيخ الأزهر ورئيس جامعة الأزهر، لافتة إلى أن قيادات "الإخوان" وعناصر الكتائب الإلكترونية للجماعة، قامت بالتصعيد الأمر، ولم تنادي سوى بإقالة شيخ الأزهر، وعلى رأس هؤلاء نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" الدكتور عصام العريان، بما يؤكد أن "الأمر مدبر" من قبل الجماعة وقيادتها.
وتابع نائب رئيس الجامعة لفرع بحري، الدكتور أحمد حسني، حالة المصابين أولاً بأول، حتى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، مؤكدًا أن "معظم المحتجزين في المستشفيات حالاتهم مستقرة، ولا توجد حالات وفاة، وتم مغادرة نحو 70% من الطلاب المحتجزين في المستشفيات بعد الاطمئنان عليهم واستقرار حالاتهم، وبانتظار التقرير الطبي النهائي لمعرفة السبب الرئيس للتسمم"، فيما توعد المقصرين، قائلاً "لن نجامل أحدًا على حساب صحة أولادنا، وإن رئيس جامعة الأزهر قرر تشكيل لجنة قانونية من الجامعة للتحقيق في الموضوع برمته، وبيان أسباب تكرار مشكلات المدن في الجامعة، كما قرر تشكيل لجنة أخرى من أساتذة كلية الزراعة لاستلام الأغذية والتأكد من سلامتها قبل تقديمها إلى الطلاب".
وعلم "مصر اليوم" أن شيخ الأزهر يتابع مع رئيس جامعة الأزهر حالات التسمم التي وقعت في المدينة الجامعية للطلاب، مطالبًا بتقديم تقرير عن الحادثة من أجل معاقبة المسؤولين عنها، لأن حماية أرواح الطلاب أمانة في عنق شيخ الأزهر، فيما يوجد عدد من نواب رئيس الجامعة مع طلاب المدينة في مدينة نصر، لمتابعة التطورات في أعقاب الحادث، من أجل رفع تقرير عن الواقعة لـشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم اتحاد الطلاب، أنه تم التواصل مع مستشار شيخ الأزهر وإبلاغه بالواقعة، وذلك بعد فشل الاتصال برئيس الجامعة ونائبه، وأجرى مستشار الشيخ اتصالاته لتكثيف سيارات الإسعاف، وحتى الآن لا تزال عربات الإسعاف تتدفق على المدينة لنقل المصابين، الذين تجاوز عددهم سبعين حالة على الأقل.
وأكد الطلاب أن مدير مركز سموم الدمرداش أفاد بأن العينات التي أخذت من المرضى سلبية للتسمم الغذائي، وأن الحالات تعاني من نزلة معوية حادة، والحالة الطبية العامة مستقرة، مضيفًا أنه تم رفع درجة الاستعداد القصوى في مستشفيات جراحات اليوم الواحد في مدينة نصر ومستشفى التأمين الصحي في مدينة نصر، وتم إبلاغ هيئة الإسعاف المصرية لإخلاء باقي المصابين إلى المستشفيات، والتواصل مع مركز السموم في جامعة عين شمس لأخذ بروتوكول العلاج.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان أن هناك 228 حالات إصابة تسمم غذائي في المدينة الجامعية في جامعة الأزهر، حدثت مساء السبت، وتمم نقل 160 مصابًا إلى مركز سموم الدمرداش، و10 مصابين إلى مستشفى جراحات اليوم الواحد في مدينة نصر، و26 حالة إلى مستشفى التأمين الصحي مدينة نصر، و8 حالات إلى مستشفى منشية البكري.
وشهدت المدينة الجامعية في الأزهر (بنين)، مساء الإثنين، الكثير من حالات التسمم عقب تناول الطلاب وجبة الغداء، حيث ظهرت أعراض إعياء شديدة وإسهال للمصابين، وتم توافد ما يزيد على عشرين سيارة إسعاف، ونقلت أكثر من 160 طالبًا إلى مستشفى الزهراء والدمرداش.
أرسل تعليقك