الأمم المتحدة تتهم ألمانيا بالتقصير في رعاية الطلاب المهاجرين
آخر تحديث 13:50:28 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الشعور بالمهانة والفشل تنتشر بين الجيلين الثاني والثالث

الأمم المتحدة تتهم ألمانيا بالتقصير في رعاية الطلاب المهاجرين

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الأمم المتحدة تتهم ألمانيا بالتقصير في رعاية الطلاب المهاجرين

الطلاب المهاجرين
برلين - صوت الامارات

تصنف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التابعة للأمم المتحدة ألمانيا في ذيل قائمة البلدان التي تقدم أفضل رعاية لأطفال المهاجرين في المدارس.

وليست هذه الحال أفضل اليوم رغم التوصيات الكثيرة التي تطلقها وزارات التعليم في الولايات الألمانية.

ويبدو أن أطفال المهاجرين يحملون هذا الإخفاق معهم إلى الجامعات والمعاهد أيضاً. وبينما يعيد بعض المشرفين الحالة إلى ضعف اللغة، باعتبارها أداة النجاح والاندماج الأولى في المجتمع، يشير باحثون آخرون إلى الأحكام المسبقة التي يطلقها الكادر التعليمي حول أبناء المهاجرين.

وكانت دائرة حماية الدستور بمدينة كولون الألمانية أصدرت تقريراً يشير إلى أن الشعور بالمهانة وتجارب التفرقة والفشل تنتشر بوضوح بين الجيلين الثاني والثالث من أبناء المهاجرين في ألمانيا.

ويحذر التقرير، الذي يحمل عنوان "الاندماج كوقاية من التطرف والإرهاب"، من أن تؤدي هذه المشاعر إلى "الغضب والإحباط وحتى الكراهية في المجتمع الألماني".

وكشفت دراسة حديثة، عن أن الطلاب المنحدرين من أصول مهاجرة والأجانب في ألمانيا يخفقون كثيراً في الجامعات الألمانية بسبب عوائق لغوية ودراسية ومالية.

وجاء في الدراسة التي نشرت نتائجها الأربعاء الماضي، أن معدل المتسربين في هذه الفئة، التي يبلغ عددها أكثر من 700 ألف شخص، وصل في المتوسط إلى 41 في المائة، ليزيد بشكل واضح عن معدل المتسربين بين الطلاب الألمان غير المنحدرين من أصول أجنبية (نحو28 في المائة).

وأوصى مجلس خبراء المؤسسات الألمانية للاندماج والهجرة (إس في آر)، الذي أجرى الدراسة، الجامعات بأن تراعي في عروضها العوائق التي يواجهها هؤلاء الطلاب، مضيفة أن إدخال مرحلة تمهيدية في الهيكل الدراسي من الممكن أن يساعد هؤلاء الطلاب في تخطي العواقب.

وجاء في الدراسة أن نحو 25 في المائة من إجمالي نحو 2.8 مليون طالب في ألمانيا من المهاجرين، من بينهم نحو 480 ألف طالب منحدرون من أصول مهاجرة من الحاملين أو غير الحاملين للجنسية الألمانية، بينما يبلغ عدد الطلاب الدوليين 252 ألف طالب.

وكتب القائمون على الدراسة: أنها "أظهرت أن طلاب كلتا الفئتين يحققون نجاحاً أقل من نظرائهم غير المنحدرين من أصول مهاجرة. ظهر أيضاً أن طلاب الفئتين يحققون في الغالب نتائج أسوأ في الاختبارات، وكثيرا ما يتوقفون عن الدراسة".

وأشارت الدراسة إلى أن من بين أسباب هذا الإخفاق الشعور بـ"العزلة الاجتماعية"، بالإضافة إلى الصعوبة التي يواجهها المهاجرون في الاعتياد على الثقافة الدراسية والتعليمية غير المعروفة لديهم.

وتأتي نتائج دراسة "إس في آر" استكمالاً لدراسة لوزارة التعليم الألمانية ومؤسسة "ميركاتور" لرصد حجم ودوافع التسرب الدراسي في الجامعات الألمانية، وهي أكبر دراسة من نوعها تجرى على مستوى ألمانيا حتى الآن.

ومعروف أن نسبة من يصل من أبناء المهاجرين إلى الجامعات والمعاهد صغيرة أيضا بحكم ضعف نسبتهم في المدارس الإعدادية.

وترتفع نسبة أبناء المهاجرين بين المدارس المهنية بشكل ظاهر، وتتهم الأمم المتحدة ألمانيا بالتقصير تجاههم.

وكانت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التابعة للأمم المتحدة أثارت جدلاً حامياً في ألمانيا بعد أن اتهمتها بالعجز عن دمج أطفال المهاجرين في المجتمع الألماني. إذ لاحظت المنظمة الدولية، التي قارنت أوضاع التلاميذ الأجانب في 17 دولة، أن المدارس الألمانية ترسل التلاميذ الأجانب إلى مدارس الإعداد المهني دون تمحيص في مستوياتهم وقابلياتهم.

وينقل من المدارس الإعدادية (التي تضم عادة التلاميذ المهيئين لمواصلة الدراسة في الجامعات والمعاهد العليا) إلى مدارس الإعداد المهني كل التلاميذ من ذوي المستويات الدراسية المتدنية بغية إعدادهم لدخول المعاهد المهنية. ومعروف أن أبناء المهاجرين، وخصوصاً أبناء الأتراك، يشكلون نسبة عالية من تلاميذ مدارس الإعداد المهني.

وتخلص الدراسة إلى أن اللغة لا تلعب الدور الأساسي في تدني مستويات التلاميذ الأجانب، وخصوصاً الذين يصلون إلى ألمانيا بعمر يزيد على 6 سنوات؛ إذ قدرت الدراسة أن 25 في المائة من أبناء المهاجرين من الجيل الأول (الذين لم يولدوا في ألمانيا)، من عمر 15 سنة، لا يعرفون القواعد الأساسية للرياضيات، وترتفع هذه النسبة إلى 40 في المائة بين أبناء المهاجرين من الجيل الثاني (الذين ولدوا في ألمانيا).

وعموماً، فإن الفرق بين مستوى التلاميذ الألمان والتلاميذ من أبناء المهاجرين (وخصوصا أبناء الأتراك) يبلغ في الرياضيات نحو 3 سنوات دراسية، في حين أن هذا الفرق غير ملحوظ في كندا ونيوزيلندا وأستراليا. وتضم قائمة الدول التي شملتها المقارنة فرنسا وبلجيكا وهولندا والولايات المتحدة أيضا.

وفي ضوء هذا الانتقاد، طالبت وزارة التربية والتعليم الألمانية بمنح أولاد الأجانب فرصاً أكبر في الوصول إلى الجامعات والمعاهد العليا. وأوصت الوزارة بضرورة منح أولوية لبرامج تقوية لغة الأجانب وتحسين اندماج أولاد المهاجرين بالمجتمع الألماني. وفي حين أكد متحدث باسم نقابة المعلمين أن نتائج الدراسة لم تفاجئه، قالت رجينة شفارزهوف، من وزارة التربية في ولاية الراين الشمالي فيسفتاليا: إن المدارس تواجه صعوبة في التأثير

على أولاد المهاجرين؛ لأنها أساساً تجد صعوبة في التأثير على أهالي التلاميذ ودفعهم، كمثل، للتحدث في البيت باللغة الألمانية.

من جانبه، ذكر عالم اللغات الألمانية بيتر سلبرناغل، أن كل شيء يتعلق باللغة؛ لأن من لا يفهم اللغة الألمانية لن يفهم الرياضيات والتاريخ أيضاً. وطالب العالم بفتح حوار مع أهالي التلاميذ الأجانب في اجتماعات الآباء والمعلمين. وعارضه في الرأي الباحث أندرياس ماير - لاوبر، من جمعية التربية والعلوم، الذي قال إن اللغة ليست العامل الحاسم في الأمر. وطالب ماير - لاوبر بالحرص على تعليم التلاميذ الأجانب لغاتهم الأم إلى جانب اللغة الألمانية.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمم المتحدة تتهم ألمانيا بالتقصير في رعاية الطلاب المهاجرين الأمم المتحدة تتهم ألمانيا بالتقصير في رعاية الطلاب المهاجرين



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"

GMT 02:28 2014 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"الإسلاميّون" يعتبرون "العلمانيّة" ارتدادًا عن الدين

GMT 14:55 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

طاهية تصنع قطار من خبر الزنجبيل "بالحجم الطبيعي" في سيدني

GMT 22:11 2013 الأربعاء ,29 أيار / مايو

الموسيقى المعاصرة على "راديو فرنسا" الأربعاء

GMT 03:26 2013 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

مجدي يعقوب يجري 3 عمليات "قلب مفتوح"

GMT 15:12 2013 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

جامعة عثمانية إحدى أبرز جامعات الهند وآسيا

GMT 18:29 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الجامعة الأميركية في الإمارات تنظم مؤتمرًا عن "الناتو"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates