أبوظبي – صوت الإمارات
أعلن مجلس علماء الإمارات عن فتح باب الترشيح لعضوية "مَجْمع محمد بن راشد للعلماء"، إحدى المبادرات الرائدة التي تم اعتمادها من قبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، ويهدف إلى توفير منصة من العلماء المؤثرين في المجالات العلمية والتقنية في الدولة.
وجاء الإعلان عن فتح باب الترشيح خلال اجتماع المجلس الأخير، برئاسة سارة الأميري، رئيسة مجلس علماء الإمارات، والذي ناقش مهام المجمع وأهدافه وخططه الاستراتيجية وآليات عمله، وسبل استقطاب العقول اللامعة إلى نطاق عمل المجمع. وقالت الأميري: "رؤية محمد بن راشد هي الملهمة والمحفزة لمجلس علماء الإمارات في إطلاق المبادرات التي تهدف إلى بيئة علمية متكاملة، واحتضان المجتمع العلمي في الدولة، وتثري قطاع الفكر والبحث العلمي، وترتقي به ليضاهي أعلى المعايير العالمية، وتوظف مخرجات البحث العلمي في الارتقاء بالقطاعات الحيوية الأكثر ارتباطًا بحياة الإنسان في دولة الإمارات".
وأضافت: "يأتي إطلاق مجمع محمد بن راشد للعلماء تجسيدًا عمليًا ومبتكرًا لهذه الرؤية، عبر إجراءات ممنهجة، وتمكن المجمع من قيادة جهود البحث العلمي والمشاركة في وضع سياسات قطاع العلوم والتكنولوجيا في الدولة، واستقطاب ألمع وأبرز العقول على مستوى الدولة، وبناء جسور التعاون العلمي، عبر التوظيف الأمثل للبحث العلمي، لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار المبني على أسس العلم والفكر والحضارة، وتحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الامارات2021، واستشراف التطورات العلمية والتكنولوجية لمئوية الإمارات".
واعتمد المجلس على آلية اختيار وقبول الترشيحات الخاصة بالمنتسبين، والتي تشمل الترشيح من قبل جهات العمل أو أي جهة علمية داخل الدولة، بناء على شروط متعلقة بثلاث فئات، وتقع مهمة اختيار الأعضاء على اللجنة المشرفة، وتعنى الفئة الأولى بالعلماء الباحثين، حيث يجب أن يكون بحوزة المرشح عدد من البحوث المنشورة في دوريات علمية محكَّمة، بواقع لا يقل عن ربع المنشورات في أكثر الدوريات العلمية شهرة، كما يجب أن تكون قائمة الإصدارات المذكورة قد نشرت خلال السنوات الخمس الماضية، أن تكون أبحاثه ذات تأثير في مجال التخصص، وعلى المرشح أن يحقق إسهامات محلية أو عالمية في مجال تخصصه، أما معايير الفئة الثانية، والتي تسمى فئة "ذوي الخبرة التخصصية"، فيجب أن يكون المرشح ذا تخصص في أي مجال علمي أو هندسي أو طبي، وأن يكون مجال عمله متوافقًا مع سياسة الدولة للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، كما على المرشح أن يكون ذا أثر في تأسيس أو تطوير مجاله العلمي في الدولة.
وانطلاقًا من حرص المجلس على دعم علماء المستقبل، تم تخصيص فئة ثالثة للشباب المبتدئين في مسيرتهم العلمية، حيث يجب أن يكون المرشح ملتحقًا في برنامج دكتوراه داخل أو خارج الدولة، أو يكون المرشح حاصلاً على شهادة الدكتوراه أو الماجستير منذ أقل من ثلاث سنوات، ويعمل في مجال بحثي علمي.
وتشمل التخصصات العلمية التي يعنى بها المجمع الفيزياء، والرياضيات، وتقنيات "النانو"، والهندسة، وعلوم المواد، والتقنيات الحيوية، وعلم الجينوم، والطاقة، والذكاء الاصطناعي، وعلم الفضاء، والطيران، والطب. ويهدف المجمع إلى تقديم المشورة لمختلف الجهات في الدولة بشأن أفضل السياسات التي يمكن تبنيها، بما يسهم في تحقيق الخطط التنموية المعنية بالاستثمار في الميدان العلمي، حيث يجمع عدد من العلماء المؤثرين في مجالهم تحت مظلة واحدة، للعمل على التحديات العلمية، ودمج الجهود البحثية واستحداث مشاريع بحث مشتركة بين العلماء، تعود بالفائدة على المجتمع. ويُفتح باب الترشيح على موقع المجلس ابتداءً من الثلاثاء، وحتى 11 يونيو / حزيران 2017. وسيتم الإعلان عن أعضاء المجمع في بداية سبتمبر / أيلول 2017.
وأوضحت سارة الأميري، رئيسة مجلس علماء الإمارات، أن 11 عالمًا هو عدد اللجنة المشرفة على اختيار أعضاء "مجمع محمد بن راشد للعلماء"، وأن العضوية ستكون مفتوحة لجميع الجنسيات بشرط العمل في إحدى المؤسسات داخل الدولة، وسيكون هناك أعضاء دائمون ومنتسبون، وأن الاجتماع الأول للمجمع سيتم خلاله وضع خطة استراتيجية علمية لثلاث سنوات مقبلة، لافتة إلى أن مقر المجمع سيكون في مكتبة محمد بن راشد. وأوضحت أن عضوية المجمع ستكون متاحة لكل الباحثين والمتخصصين من مختلف الجنسيات العاملة في الإمارات، حتى يمكن وضع قاعدة كبيرة علمية يمكن من خلالها توسيع الاستفادة من الإمكانات العقلية الموجودة فيه، موضحة أن هناك تعاونًا عالميًا سيكون بين المجمع والمؤسسات العلمية العالمية، ويتم تحديد ذلك مباشرة بعد الإعلان عن أعضاء المجمع، والعمل على اختيار هذه الجهات العلمية بعناية، حتى يمكن الاستفادة من تخصصاتها النوعية التي تحتاجها الدولة مستقبلاً.
وأشارت الأميري إلى أن هناك استراتيجية كبيرة لتعزيز التمكين في البحث العلمي والأكاديمي في الإمارات، ويتم تحديد محاورها بشكل سنوي، حتى يمكن مواكبة التطورات العلمية في كل المجالات، مبينة أن هذه الاستراتيجية تستهدف تعزيز خطة الإمارات 2071، التي تعتمد على الاستفادة علميًا في تنويع الاقتصاد الإماراتي، حتى يحقق مردودًا تنمويًا كبيرًا. وأكدت أن طريقة عمل "مجمع محمد بن راشد للعلماء" ستتم من خلال "حوكمة المجمع"، التي ستحدد المستهدفات الآنية بوضوح، وخطوات البدء والعمل عليها، موضحة أن ذلك سيستهدف السنوات الثلاث المقبلة، خاصة أنه سيضم 100 عالم وباحث من المجتمع العلمي والإماراتي، من ذوي الإنجازات، ولذلك فإن المجال سيكون واسعاً للاستفادة من خبرات هذه العقول فيما يخص تقديم المشورة للجهات الحكومية في الدولة، بشأن أفضل السياسات التي يمكن تبنيها.
أرسل تعليقك