امتناع جماعة الحوثي عن دفع رواتب المعلمين يهدِّد جيلاً كاملاً بالضياع
آخر تحديث 23:34:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

ملايين الأطفال اليمنيين غير قادرين على مواصلة التعليم الأساسي

امتناع جماعة "الحوثي" عن دفع رواتب المعلمين يهدِّد جيلاً كاملاً بالضياع

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - امتناع جماعة "الحوثي" عن دفع رواتب المعلمين يهدِّد جيلاً كاملاً بالضياع

المدرِّس اليمني نبيل سعيد راجح المغلس
صنعاء - صوت الإمارات

بدأ المدرِّس اليمني نبيل سعيد راجح المغلس، وهو من أبناء محافظة تعز، ممارسة المهنة التربوية منذ عام 2004 بمحافظة المهرة شرق اليمن، قبل أن يحط الرحال بصنعاء عام 2013، بعد سنوات من محاولات محمومة، كما يقول، ليكون في صنعاء مع أسرته، ليتمكن من متابعة علاج ابنه محمد الذي يعاني من مرض التوحد منذ ولادته، ولا يتوفر علاج لمرضه إلا في العاصمة. ولكن ذلك الهدف الذي ظل يسعى لتحقيقه لأكثر من عشر سنوات، سرعان ما أصبح سرابا، ليجد نفسه وابنه المريض وباقي أفراد الأسرة يعيشون وضعا بالغ الصعوبة، بسبب انقطاع الراتب الذي يعد مصدره الوحيد لإعالة عائلته وعلاج ابنه.

معاناة المغلس وهو في أوائل الأربعينات من عمره، وابنه المريض (محمد) الذي دخل منذ أيام عامه الثامن، يجسد بوضوح الوضع المعيشي الصعب لعشرات الآلاف من ممتهني التعليم في العاصمة ومختلف محافظات البلاد، ممن انقطعت مرتباتهم بسبب الحرب التي تعصف باليمن منذ نحو 4 أعوام، وأصبحوا يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة. هذا الأمر انعكس سلبا على واقع العملية التعليمية برمتها، وأصبح ملايين الأطفال غير قادرين على مواصلة التعليم الأساسي، فيما تشير تقارير المنظمات الدولية المعنية بالطفولة إلى أن النزاع العسكري الدائر في البلاد منذ مارس (آذار) 2015، ألقى بتداعيات سلبية كبيرة على واقع التعليم في البلاد، ودفع بأعداد كبيرة من الأطفال إلى خارج مؤسسات التعليم.

وتشير التقارير الصادرة عن المؤسسات الرسمية المحلية والدولية إلى أرقام مخيفة لأعداد الأطفال اليمنيين الذين وجدوا أنفسهم محرومين من حق التعليم بسبب الحرب وتداعياتها الكارثية على هذا القطاع الحيوي، وما نجم عن ذلك من انقطاع مرتبات العاملين فيه. ويقول مسؤولو وزارة التربية والتعليم بأن عدد المتسربين من التعليم جراء الحرب وصل إلى نحو ثلاثة ملايين طالب وطالبة، فيما تقدر منظمة الطفولة والأمومة (يونيسيف) أعداد الأطفال الذين أصبحوا خارج المدارس بسبب الصراع بنحو مليوني طالب وطالبة، في حين تتوقع منظمات حقوقية أن تصل أعداد الذين قد يتعثر التحاقهم بالمدارس العام الدراسي الحالي 2018 - 2019 إلى نحو خمسة ملايين طفل يمني، إذا لم يتم صرف الرواتب للكادر التربوي، ممن اضطرتهم الحاجة إلى الانقطاع عن مهنتهم والتوجه للبحث عن مصادر رزق جديدة.

بيد أن التربوي نبيل المغلس، وجد نفسه مجبراً على مواصلة مهنته بمدرسة عبد الإله غبش الأساسية الثانوية، بمديرية آزال بصنعاء؛ لكن دون مقابل، فحالة ابنه محمد الصحية لا تسمح له بالانتقال بعيداً عن العاصمة، غير أنه لم يعد في استطاعته تأمين تكاليف العلاج الشهري المطلوب لابنه، الذي تعرض مؤخرا لتراجع صحي واضح، بعد أن كان قد بدأ في التحسن قبل أن تنقطع المرتبات. ويضيف المغلس، وهو الاختصاصي الاجتماعي بمدرسة غبش، أن الإعانات التي يتلقاها من حين لآخر من قبل الأهل والأقارب بالكاد تكفي لتوفير القوت الضروري لأفراد أسرته، المكونة من 4 أفراد، هم: الزوجة، والطفلة يسرى ذات العشر سنوات، وأخوها المريض محمد، وشقيقها الأصغر طه، وعمره 7 سنوات. لكن هذا الأخير وبسبب الوضع المعيشي الصعب الذي تعيشه الأسرة أصبح ضيفا دائما على منزل خالته وزوجها، الذي يعمل في مهنة حرة غير التدريس»، قالها المغلس بابتسامة عريضة وهو يشرح كيف كانت تجربته التربوية الحافلة الممتدة لـ12 عاماً في مدرسة خليفة علي مخبال بمنطقة الضبوط في مدينة الغيضة بمحافظة المهرة (شرق اليمن)، قبل أن تضطره ظروف ولده الصحية إلى الانتقال إلى العاصمة قبل أشهر على اندلاع الحرب التي حولت حياته وحياة أسرته إلى جحيم وصراع للبقاء على قيد الحياة، بلغ ذروته في العامين الأخيرين مع انقطاع الرواتب.

هذا الواقع الجحيم بحسب وصف المغلس، ما هو إلا نموذج مصغر لما بات عليه حال معشر الموظفين في اليمن، وفي طليعتهم التربويون البالغ عددهم 145 ألف معلم، الذين أصبح انقطاع مرتباتهم بمثابة كارثة تهدد جيلا كاملا بالضياع، وترمي بالملايين من فلذات الأكباد إلى قارعة الطرقات، الأمر الذي يجعل مستقبل البلد برمته أمام تحديات ومخاطر قد لا تحمد عقباها.

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

امتناع جماعة الحوثي عن دفع رواتب المعلمين يهدِّد جيلاً كاملاً بالضياع امتناع جماعة الحوثي عن دفع رواتب المعلمين يهدِّد جيلاً كاملاً بالضياع



GMT 18:01 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 19:17 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 18:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 18:54 2019 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 09:09 2015 السبت ,25 إبريل / نيسان

"سوني" تكشف عن مميزات هاتفها "إكسبريا زي 4"

GMT 23:38 2013 الثلاثاء ,09 تموز / يوليو

تباين أسعار خدمات المطاعم خلال رمضان

GMT 11:24 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أجمل الوجهات السياحية في شتاء 2020

GMT 14:48 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"Mother of Pearl" ترفع شعار تقديم الملابس المسائية صديقة البيئة

GMT 06:14 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوي كارداشيان تظهر بإطلالة جريئة باللون الأصفر النيون

GMT 05:01 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

المنتخب الوطني تحت 19 عامًا يواجه طاجيكستان في كأس آسيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates