مُقترح تعليم اللغة العربية في المدارس الرسمية الفرنسية يُثير جدلًا واسعًا
آخر تحديث 13:50:28 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

يهدف إلى محاربة التطرّف الناتج من استغلال بعض الجماعات للدين

مُقترح تعليم اللغة العربية في المدارس الرسمية الفرنسية يُثير جدلًا واسعًا

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مُقترح تعليم اللغة العربية في المدارس الرسمية الفرنسية يُثير جدلًا واسعًا

تعليم اللغة العربية في المدارس الرسمية الفرنسية
باريس - صوت الامارات

أثار مقترح ورد في تقرير نشره "معهد مونتاني" للدراسات والبحوث، الأحد الماضي بشأن الأصولية في فرنسا،جدلًا واسعًا, وفيه يقترح معده حكيم القروي تعزيز تعليم اللغة العربية في المدارس الرسمية بمراحلها كافة؛ من أجل محاربة التطرّف الناتج من استغلال الدين من قبل جماعات ترفع شعارات الإسلام.

وكانت حجة القروي، أن غياب تعليم العربية في المدارس يدفع بالأهل إلى إرسال أبنائهم إلى المساجد ومراكز إسلامية، بعضها يدار من قبل متشددين.

وجاءت دراسة القروي، وهو من أصل تونسي شغل سابقًا مناصب إدارية عالية في فرنسا وتونس، كما أنه مقرب من الرئيس إيمانويل ماكرون، تحت عنوان "صناعة المفهوم الإسلامي المتطرف".

وسبق للقروي أن نشر في 2017 دراسة أخرى عن الإسلام وكتابًا بعنوان "الإسلام كمعتقد فرنسي". أما مقترحه بشأن اللغة العربية فينطلق من معادلة يلخصها كالآتي "كلما تأخرنا في تعليم اللغة العربية في المدارس ارتفع عدد التلاميذ في المساجد التي يديرها متطرفون".

وأسهب القروي في شرح معادلته في حديث لصحيفة فرنسية اعتبر فيه أن "المعركة التي تدور حاليًا هي معركة المعرفة, التلميذ في المدرسة بإمكانه أن يطوّر تفكيره ويضع الأحداث في إطار سياقها التاريخي بخلاف ما يمكن أن يستمع إليه في أماكن أخرى"، في إشارة إلى التعليم المعطى في المساجد أو المراكز الدينية. 

أشار القروي أن "عدد التلاميذ الذين يتعلمون العربية في المرحلتين الوسطى والثانوية تراجع إلى النصف في مدى عشرين عامًا .

كان يمكن لمقترح القروي أن يبقى محصورًا في دائرة المثقفين والمهتمين بالإسلام واللغة العربية.

لكن تبني وزير التعليم جان ميشال بلانكير له أشعل النار في الهشيم وأثار جدلًا حاميًا خرج سريعًا من السياق اللغوي ليتحول سياسيًا وقال الوزير الفرنسي، إنه يتعين "تعزيز تعليم اللغة العربية كما الصينية والروسية. واللغة العربية لغة أدبية كبرى، وهي من أهم اللغات، ولا يتعين حصر تعليمها فقط بالأشخاص من أصول مغاربية أو من دول عربية أخرى؛ ولذا سوف نعمد لاتباع استراتيجية نوعية تحقيقًا لهذا الغرض". وأعرب الوزير الفرنسي عن عزمه "تطوير تعليم اللغة العربية بدءً من الصفوف الابتدائية".

أثار كلام الوزير الفرنسي اليمين واليمين المتطرف، بل إن وزيرًا سابقًا للتربية هو الفيلسوف لوك فيري، لم يتردد في التحذير من أن العمل بمقترح بلانكير سيعني "إدخال الإسلاموية إلى حضن التربية الوطنية". 

واعتبر النائب نيكولا دوبون أنيان، رئيس حزب "فرنسا انهضي" أن هناك "خطة لتعريب فرنسا باسم فكرة محاربة التطرف الديني"، مضيفًا أن خطر التعريب "مخاطر الأسلمة", حسب زعمه.
 وذهبت النائبة أني جيفنار من حزب "الجمهوريون" اليميني الكلاسيكي إلى دحض مقترح وزير التربية الذي "يرتكب خطأً كبيرًا"، ودحض ما يدافع عنه حكيم القروي, لأن "تعليم اللغة العربية في المدارس الثانوية لن يحل مشاكل الخطب باللغة العربية، ولا انتشار التطرف". 

وكان لا بد لليمين المتطرف ممثلًا لويس أليو، نائب رئيسة حزب "التجمع الوطني"، من الدخول في الجدال يؤيد "تعليم الفرنسية ولغات تتيح لشباننا العمل... بدلاً من لغة ستحصر هؤلاء التلاميذ في ثقافتهم الأصلية".

يتضح مما سبق أن السياسة دخلت دائرة الجدل بحيث اختلط تعليم العربية كلغة مثل بقية اللغات بالعرب والإسلام، والإسلاموية والتطرف ، والهجرات العشوائية، وانطواء الجاليات على نفسها. وسريعًا جدًا انفلتت من عقالها الأقلام التي تستغل كل مناسبة لاستثارة الهواجس والنعرات، كالتأكيد مثلاً أن تعليم العربية سوف ينال من تعليم الفرنسية، وأنه عوض أن "يتأقلم" الفرنسي مع اللغات الوافدة، على الوافدين أن يتعلموا الفرنسية لاندماجهم في المجتمع الفرنسي.

ويبدو الحال أن وضع اللغة العربية في النظام التعليمي الفرنسي بالغ التردي، وهو ما تدل عليه الأرقام الرسمية التي تفيد بأنه في 2017 كان عدد التلاميذ الذين يدرسون العربية 4573 تلميذًا من أصل أكثر ثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف تلميذ.

أما في التعليم الثانوي، فإن العدد يصل إلى 6200 تلميذ من أصل 2.73 مليون تلميذ. وبكلام آخر، فإن نسبة التلاميذ الذين يدرسون العربية تتأرجح ما بين 0.01 و0.02 في المائة.

وكذّب، وزير التربية الادعاءات التي تقول إنه "سيفرض تعليم العربية منذ الصفوف الابتدائية"، وليؤكد أن تعليمها في هذه الصفوف اختياري، ويأتي من خارج المنهج الرسمي المقرر وساعاته التعليمية المحددة. 

وتدرس تدرس كبقية اللغات، مثل الروسية، والكرواتية، والتركية، والصربية... ويقوم بذلك معلمون يأتون من هذه البلدان وعلى نفقة حكوماتهم.

أما اللغة الأجنبية الأكثر ذيوعاً فهي الإنجليزية تليها الإسبانية، والألمانية.

وتحل اللغة الصينية قبل العربية؛ إذ يتعلمها في الثانوي لغةً ثالثة 18618 تلميذاً مقابل 6200 للعربية.

يتبيّن من هذه الأرقام والنسب أن التحذير مما يسمى الأسلمة والتعريب لا يتعدى كونه كلامًا آيديولوجيًا غرضه إخافة المواطنين والاستغلال السياسي الرخيص.

وتكون حقيقة الأمر، أن العربية ليست لغة طارئة على فرنسا كما أنها ليست لغة هامشية.

فهي لغة رسمية في الأمم المتحدة وجميع منظماتها.

وفي فرنسا بالذات التي تقيم علاقات سياسية واقتصادية وثقافية مع العالم العربي، تدرس العربية في المعهد الفرنسي للغات والحضارات الشرقية منذ عام 1795، كما أن شهادة الماجستير للغة العربية أطلقت في عام 1905. وكان من علامات الاهتمام الفرنسي "التاريخي" بالعربية، أن أسماء لامعة من عالم الاستشراق جاءت من فرنسا.

ويُعد إتقان العربية في الزمن الحالي بالنسبة للفرنسيين ,سلاحًا ماضيًا لمن يرغب في ولوج باب الدبلوماسية أو عالم الأعمال والتعاطي مع العالم العربي, ويتحدث العربية بتلاوينها المغاربية والمشرقية في الزمن الحاضر في فرنسا ما لا يقل عن 3 ملايين شخص.

ويشكو جاك لانغ، وزير التربية والثقافة السابق والرئيس الحالي لمعهد العالم العربي، من "الإهمال" الذي لحق بتعليم العربية في المدارس الرسمية؛ ما يفسر جزئيًا"الإقبال" على المعهد الذي يتمتع بقسم متنامٍ لتعليمها.

ويقول الروائي المغربي باللغة الفرنسية الطاهر بن جلون، إن تعليم العربية في المدارس الفرنسية يمكن أن يكون "رمزًا للتهدئة وإشارة توجهها الدولة الفرنسية لملايين العرب المقيمين فيها".

وأضاف بن جلون: "انتظرنا طويلًا أن يتوجه الرئيس ماكرون إلى هذه الجالية التي تشعرعامة بأنها غير مرحب بها في هذا البلد، وأن أبناءها غير معترف بهم؛ الأمر الذي يفسر أسباب وقوع بعضهم في أحضان تنظيمات كـ"داعش"

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مُقترح تعليم اللغة العربية في المدارس الرسمية الفرنسية يُثير جدلًا واسعًا مُقترح تعليم اللغة العربية في المدارس الرسمية الفرنسية يُثير جدلًا واسعًا



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 06:14 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين
 صوت الإمارات - العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 18:09 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميمات مختلفة لسلاسل من الذهب رقيقة تزيدك أنوثة

GMT 11:26 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الصين تتسلم الدفعة الأولى من صواريخ "أس-400" الروسية

GMT 16:28 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

تسمية بافوس القبرصية عاصمة للثقافة الأوروبية

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:16 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 17:14 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بن راشد يُصدر مرسوماً بضم «مؤسسة الفيكتوري» إلى نادي دبي

GMT 01:20 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

نبضات القلب المستقرة “تتنبأ” بخطر وفاتك!

GMT 02:41 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

"الفاتيكان" تجيز استئصال الرحم من المرأة لهذا السبب فقط

GMT 23:19 2013 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

"Gameloft" تستعرض لعبة "Asphalt"بهذا الصيف

GMT 13:12 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض الكتاب الكويتي منصة متميزة لأصدارات الشباب الأدبية

GMT 09:48 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الإذاعة المِصرية تعتمد خِطة احتفلات عيد "الأضحى"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates