أبوظبي – صوت الإمارات
أثار حادث تصادم بين حافلتين مدرسيتين وحافلة نقل عام، الأسبوع الماضي، على جسر مصفح، في أبوظبي، تساؤل كثير من آباء الطلبة في إمارات الدولة، حول معايير السلامة في الحافلات المدرسية، بما فيها المواصفات التي تحددها الجهات المعنية عند تعيين السائقين.
وأبدى آباء قلقهم من عدم كفاءة سائقي الحافلات، وقالوا أن تخوفهم زاد بعد الحادثة الاخيرة، مؤكدين حاجتهم إلى الشعور بالاطمئنان إلى سلامة أبنائهم عند توجههم إلى مدارسهم وعودتهم منها، لافتين إلى أن القيادة بسرعة واستهتار، وعدم التأكد من جلوس الطلبة في مقاعدهم وربطهم أحزمة الأمان، ونسيان طفل داخل الحافلة، أو عدم التأكد من إغلاق الأبواب، أوجه متعددة للإهمال والتهور الذي يمارسه بعض سائقي الحافلات المدرسية ومشرفاتها، ويدفع ثمنه الطلبة.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اطمأن إلى سلامة الطلبة الذين أصيبوا في حادث جسر مصفح، الذي أسفر عن إصابة 47 شخصاً، معظمهم من طلبة المدارس. وأكد أن سلامة الطلبة، مواطنين ومقيمين، مسألة لا تهاون فيها، خصوصاً أثناء تنقلهم بالحافلات المدرسية.
وشهدت السنوات الماضية كثيرا من حوادث الحافلات المدرسية، على مستوى الدولة، أدت إلى وفاة وإصابة عدد من الطلبة. ولعل الحادثة الأبرز بينها، تلك التي كلفت الطفلة نزيهة (أربع سنوات) حياتها، بعدما تعرضت لإهمال جسيم من سائق الحافلة المدرسية ومشرفتها، بعدما تركاها في مقعدها منذ صعودها إلى الحافلة، عند السادسة والنصف صباحاً، حتى انتهاء ساعات الدوام المدرسي، وعودة الطلاب الى منازلهم.
وأعرب تربويون وآباء طلبة عن مخاوفهم من احتمال تعرّض أبنائهم لحوادث، نتيجة تكرار حوادث الحافلات المدرسية خلال الفترة الأخيرة، مشيرين إلى حادثة جسر مصفح، التي وقعت الأسبوع الماضي، بين حافلتين مدرسيتين وحافلة نقل عام، لافتين إلى أن شرطة أبوظبي أكدت أن "حادث التصادم وقع نتيجة عدم ترك مسافة أمان كافية، وعدم انتباه السائقين لطبيعة الحركة المرورية، والقيادة بسرعة، مع عدم مراعاة ظروف الطريق، ما أدى إلى عدم قدرة سائقي الحافلات على تفادي الاصطدام".
وتساءلوا ما إذا كانت هناك معايير حقيقية لتعيين سائقي المدارس، وعن طبيعة هذه المعايير، ومدى قدرتها على خلق ثقافة مرورية قادرة على حماية الطلبة من حالات التهور والاستهتار.
وذكر ذوو طلبة إنهم رصدوا سائقين يقودون حافلاتهم المدرسية بسرعات لا تتناسب مع طبيعة المهمة التي يؤدونها، مطالبين بتخصيص خط ساخن للإبلاغ عن حالات التهور التي يرصدونها على الطرق، وبوضع عقوبات مشددة للسائق المستهتر، حتى لا يكون الطلبة هم الجهة الوحيدة التي تدفع الثمن.
وأكدت "مواصلات الإمارات" انها تطبق نظام النقاط البيضاء والسوداء لسائقي الحافلات المدرسية ومشرفات الأمن والسلامة، الذي يتمثل في اعتماد نظام مراقبة إلكتروني، يتابع السائقين والمشرفات يومياً، وفق مجموعة من الالتزامات.
وتجمع "النقاط البيضاء" حتى نهاية العام، قبل تحويلها إلى مكافآت مالية، فيما يتم تحول المخالفات إلى "نقاط سوداء"، وتوقع العقوبة على مرتكبيها مباشرة.
وحذرت شرطة أبوظبي من عدم التزام سائقي الحافلات بإرشادات السلامة المرورية أثناء القيادة، ودعت إلى التأكد من جلوس الطلاب في مقاعدهم وربط أحزمة الأمان.
أرسل تعليقك