سوري لاجئ بدأ دراسته في المدرسة بعد عامين من الانقطاع عنها
آخر تحديث 20:11:20 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أكّد أنّه عرف العديد من الأشخاص اللذين مرّوا بظروف أصعب منه

سوري لاجئ بدأ دراسته في المدرسة بعد عامين من الانقطاع عنها

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - سوري لاجئ بدأ دراسته في المدرسة بعد عامين من الانقطاع عنها

اللاجئ السوري محمد الجندي
دمشق ـ نور خوام

عانى محمد الجندي، 16 عامًا، من مشكلة مزمنة، حيث اضطر إلى الفرار من وطنه، خارج المدرسة، دون مال، ولا مكان يذهب إليه، لا شيء يستطيع القيام به، وعندما التقط كاميرا لأول مرة في مخيم للاجئين في لبنان، بدأ سلسلة من الأحداث التي انتهت به مع فتح مدرسة في المخيم عندما كان 12 عامًا، وبلغت ذروتها في ملالا يوسفزاي وهي تقدّم له جائزة، وغادر الجندي، مدينة حماة، في سورية، قبل عامين، بعد أن خطفت القوات الحكومية أمه مرتين بسبب نشاطها وهدّد بقتلها، وانتهت الأسرة في عالية، بالقرب من بيروت في لبنان، آمنة ولكن معدمة، لم يكن لديهم المال لإرسال محمد وشقيقته إلى المدرسة.

وبدا العالم أكثر إثارة للاهتمام عندما أخذ مصوّر محمد تحت جناحه، معلّقًا "أخذني والدي لرؤية مصور يدعى رمزي حيدر، بدأ تعليمي التصوير الفوتوغرافي، وهو المصور المفضل لدي، كانت هذه هي المرة الأولى التي أحمل فيها كاميرا، لم أذهب إلى المدرسة لمدة عامين، ولكن عندما بدأت في تعلم التصوير الفوتوغرافي أنهى ذلك الفراغ في حياتي، حيث ساعدني على التعبير عن نفسي وأظهر للناس كيف أعيش، أنا أحب الذهاب إلى المخيمات والشوارع والاحتجاجات وألتقط الصور للناس، في الغالب".

 

سوري لاجئ بدأ دراسته في المدرسة بعد عامين من الانقطاع عنها

 

وأكّد والد محمد وهو فنان بصري وأمه مدرّسة رياضيات "إنهم على وعي سياسي، كما قالوا لي مدى أهمية التعليم لمستقبل سورية"، وبدأ تعليم التصوير الفوتوغرافي للأطفال في المخيمات، وبحلول تشرين الأول / أكتوبر 2017، تقول اليونيسف إن هناك 1.7 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس في سورية - وحتى الأطفال المسجلين في الآونة الأخيرة يتعرّضون إلى خطر شديد من التسرب، التعليم كان حيويا بالنسبة لمحمد، ولكن ليس لجميع هذه الأسباب الواضحة.

وأوضح محمد أنّه "لم أكن استطع التعامل مع صدماتي جيدا، ولكن بعد أن بدأت العمل في المخيمات مع الأطفال كنت أعرف أنه يوجد هناك أناس يعانون من حياة أكثر صعوبة مني، لذلك توقفت عن التفكير في وضعي ولكن في الوقت نفسه بدأ الأطفال الآخرين في الحلم والابتسامة وعيش طفولتهم، بدأت التفكير بأن هناك خيارين، إما أنا ضعيف أو يمكنني أن أفكر بشكل إيجابي. بدأت أفكر أنني أستطيع أن أجعل حياتي أفضل مما كانت عليه في سورية، وأستطيع أن أجعل نفسي شخصا أفضل."

 

سوري لاجئ بدأ دراسته في المدرسة بعد عامين من الانقطاع عنها

 

وأدى عدم حصول محمد على التعليم الرسمي، إلى ادراكه مدى معاناة الأطفال في المخيم من الذهاب إلى المدرسة، ليس فقط حتى يتمكنوا من التعلم، ولكن أيضا حتى يتمكنوا من التسكّع معًا، وتبادل الأفكار ويصبح لهم مجتمعهم. أراد أن يفتح مدرسة في مخيم البقاع للاجئين في وادي البقاع، لكن يعلم أن ليس هناك أي شخص بالغ سيأخذ كلام طفل عمره 12 عامًا على محمل الجد ، وأوضح أفكاره في مقترح، وجعل عائلته تنقحه ووضعت أمه اسمها عليه، وتمت الموافقة على تمويل المنظمات غير الحكومية، وفتحت أبواب المدرسة في صيف عام 2014، وبدأت مع أكثر من 100 طالب، يديرها 4 معلمين فقط. اليوم، المدرسة بها حوالي 200 تلميذ، وبعضهم من بسن الخامسة، وأيضا تضم محو أمية الكبار، وبطبيعة الحال - التصوير الفوتوغرافي، هل فوجئ الناس عندما أدركوا أن محمد هو القوة الدافعة للمدرسة؟ "بلى."، كما يقول "الآن يأخذوني بجدية"، وقد كان ذلك واضحًا تمامًا عندما حصل في كانون الأول / ديسمبر على جائزة السلام الدولية للطفل - وهي جائزة أنشأتها مؤسسة "كيدزريتس"- وسلمت الكأس مالالا يوسفزاي.

ومنح محمد، أخيرًا، حق اللجوء في السويد، لكنه قلق بشأن مستقبل مدرسة البقاع حيث أن التمويل غير واضح، ولا يريد أن يصبح منظمة غير حكومية، "نحن لا نريد الحصول على الأموال من أي شخص فقط لأننا نريد أن يكون منزل وليس مشروعا"، ولكون محمد لاجئ فهذا يعني أن يتحمل المسؤولية من أجل الحصول على نوع الحياة الذي يريده, من الصعب تكوين الأصدقاء، لأن اللاجئين السوريين المغتربين يتحركون كثيرا، حتى أن الأساسيات ليست مضمونة، والآن يجب على محمد بدء حياة جديدة في السويد، لكنه لا يبدو وكأنه سوف يجلس في انتظار الأشياء تحدث من حوله.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوري لاجئ بدأ دراسته في المدرسة بعد عامين من الانقطاع عنها سوري لاجئ بدأ دراسته في المدرسة بعد عامين من الانقطاع عنها



GMT 13:02 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

محترف حل المكعبات يحقّق رقمًا قياسيًا عالميًا رائعًا

GMT 00:39 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على صيحات الديكور التي ستختفي في 2019

GMT 12:41 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

استخدمي الأسلوب الفينتاج لديكورغرفة المعيشة في منزلك

GMT 01:05 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

"قانون جديد" الرواية الأولى لمؤمن المحمدي

GMT 14:12 2013 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

"مخطوطة العسافي" دراسة وتحقيق للباحث قاسم الرويس

GMT 13:31 2015 السبت ,24 كانون الثاني / يناير

"حكايات الحب الأول" مجموعة قصصية لعمار علي حسن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates