حذرت مدارس خاصة أولياء أمور من اللجوء الى السيارات الخاصة التي تعرض خدماتها لتوصيل الطلبة مقابل مبالغ مادية من خلال إعلانات يتم وضعها على أبواب وأسوار المدارس الخاصة في كل من الشارقة وعجمان، منوهين بانتشار إعلانات خدمات التوصيل بشكل كبير في الفترة الأخيرة، مبينين أن السائقين الذين يعملون بهذا النظام مخالفون للأنظمة واللوائح ويعلمون ذلك جيدا، إلا أنهم يخالفون الأنظمة بسبب العائد المادي الكبير الذي يجنونه من وراء التوصيل، إذ يستغلون سياراتهم الخاصة أو التابعة لشركاتهم في نقل وتوصيل الطلاب والطالبات، غير القادرين على التعاقد مع الحافلات المتخصصة بنقل الطلبة.
في حين، أكدت مؤسسة مواصلات عجمان خطورة نقل الطلبة والطالبات عن طريق مركبات خاصة غير مصرح لها بمزاولة نشاط نقل الركاب، مما يعد مخالفة للقوانين والانظمة ويشكل خطورة على أمن الطلبة والطالبات وسلامتهم، حيث تم ضبط عشرة حالات لنقل طلبة مدارس وتم مخالفتهم خلال العام الماضي.
وطالب عادل أبو نعمة (مدير النظام الوزاري في مدرسة المعرفة الخاصة في الشارقة) بضرورة تحرك الجهات المسؤولة، واتخاذ آليات رقابية تحد من مثل هذه الممارسات التي تنطوي على خطورة واضحة على الطلبة، مشيراً إلى أن ولي الامر الذي لا حيلة له ويرتبط بالتزامات عمله يجد نفسه مضطراً لمثل هؤلاء لأن الاسعار التي يقدمونها شهريا أقل من سيارات الاجرة .
مؤكداً إن على ولي الامر قبل الجهات الرسمية ان يدرك خطورة ما يقوم به من ناحية تشغيل عمالة في غير مجالها وهو ما يعتبر خرقا للقوانين المعمول بها في وزارة العمل، والاهم من ذلك هو ما قد يتعرض له الطالب نفسه من خطر التحرش الجنسي وخلافه.
أما اسحق عبدالله من (الهيئة الادارية في مدرسة منارة الايمان) فقال: إن عشرات الاعلانات التي تعرض خدمات نقلها على اولياء الامور تملأ جدران المدرسة من الخارج ونحن بدورنا من مجرد وضعها نقوم بإزالتها على الفور، مشيرا الى ان هذه الممارسات تكثر مطلع العام الدراسي ويستغلها البعض لتحقيق عائد اضافي على حساب ولي الامر المحتاج.
وذكرت إيمان محمود (الاختصاصية الاجتماعية في مدرسة الشارقة الدولية الخاصة)، أن ملاحظات عدة وردتهم بخصوص النقل الخاص وأنها عمدت خلال لقاء عدد من أولياء الامور إلى تنبيههم من استخدام مثل هذه الوسائل لنقل أبنائهم حتى وان تعذر قبولهم في الحافلات المدرسية نظراً للقدرة الاستيعابية في الحافلات أو لرغبة الاهل في تولي مهمة التوصيل بطريقتهم
واستطردت: نحن لا نملك سلطة إلزام الاسرة لعدم القيام بذلك لكن نوجه ونحذر من خطورتها خاصة في حالات نقل الطلبة الصغار الذين قد يكونون عرضة لوحوش بشرية فيتعرضون لابتزاز نفسي دون علم الاسرة.
وذكر علي حسن (مدير منطقة عجمان التعليمية) أن عملية تولي أفراد نقل الطلبة يعد بكل المقاييس مخالفة صريحة للأنظمة واللوائح، مشيراً إلى أن هذه الفئة دخيلة على هذه المهنة وغير مؤهلة لممارسة هذا العمل وفق الاشتراطات والانظمة، مهيبا بأولياء الامور عدم التعاطي مع هذه الفئة لأن محاربتها كما يقول يكون بعدم التعاقد معها وتشجيعها على خرق القانون.
وبرر يوسف (ولي أمر طالب في الصف الخامس بمدرسة الحكمة) تعاقده مع سائق يعمل في شركة في الفترة المسائية انه لم يجد لابنه متسعا في الحافلة المدرسية التي تمر بخط منزله ولا قدرة له على إيصاله بسبب ارتباطه بمواقيت عمل مختلفة، مشيرا الى انه يدفع لسائق 800 درهم شهريا، ويتشارك في السيارة 3 طلبة آخرين غير ابنه.
وأضاف هادي (طفلته في الصف الاول): اضطررت لاستخدام وسيلة نقل خاصة لابنتي لعدم توافر حافلة في المدرسة تصل الى منطقة النعيمية في عجمان مقر سكني ورغم أخذي لرقم السيارة وصورة عن جواز السائق ورخصته الا انه يتملكني الخوف احيانا، بيد انه يستطرد ظروف الحياة تجبرك على سلوكيات لست راضيا عنها.
من جانبه قال سائق حافلة أجرة: ان البعض يقوم بخدمة النقل في سياراتهم الخاصة او التي يعملون عليها من أجل عوائد شهرية اكبر من رواتبهم قد تصل الى 8 الاف درهم في الشهر خاصة ان كان السائق يأخذ طلبة على فترات وليس فترة واحدة، وذكر ان مثل هذا العمل الذي يدار من تحت الطاولة يضر بنا نحن العاملون في المجال بصورة رسمية لأن ولي الامر يتذمر لارتفاع التكلفة اليومية لنقل الطالب الواحد.
وأكد عبدالكريم عبدالله العبدولي مدير عام مؤسسة مواصلات عجمان اهتمام وحرص المؤسسة على إحكام الرقابة على قطاع النقل والمواصلات في امارة عجمان مشيرا الى ورود العديد من الشكاوى من مديري المدارس الخاصة بسبب انتشار ظاهرة نقل الطلبة عن طريق مركبات خاصة غير مصرح لها بعملية نقل الطلبة مما يشكل خطورة على سلامة الطلبة.
وذكر أنه تم خلال العام الماضي ضبط 10 سائقين خلال نقل طلبة بمركبات خاصة وتم فرض غرامة بواقع 5 آلاف درهم على المخالف وفي حالة التكرار تضاعف المخالفة موكدا وجود المراقبين في جميع مناطق الامارة لرصد جميع التجاوزات الخاصة بعملية نقل الركاب بوسائل غير مصرحة.
وأشار إلى أن المراقبين العاملين في المؤسسة يقومون بجهد كبير في عملية الرقابة على الحافلات المدرسة والتأكد من التزام السائق بقوانين السلامة المرورية ووجود الكاميرات في جميع الحافلات المدرسية بهدف تحقيق السلامة المرورية كما يتم إلزام المدارس الخاصة بوجود مشرفة داخل الحافلات المدرسية.
وأهاب بأولياء الأمور بعدم الاستعانة بأشخاص غير مصرح لهم بنقل أطفالهم موكداً أن هذا الامر قد لا تحمد عقباه، مشيرا الى ان غالبية الذين يعملون في هذا المجال مخالفون للقوانين أو قادمون الى الدولة زيارة ولا يتورعون عن فعل أي أمر.
أفادت كلثم الغويص (مديرة مدرسة مشيرف النموذجية): أن السبب وراء هذه الإشكالية يرجع إلى عدة أمور، منها ضعف الإدراك الأمني لدى بعض أولياء الامور بالخطورة من التعامل مع هذه الفئة من السائقين، وكذلك ضعف الرقابة والعقوبات الصارمة أدى إلى استشراء المسألة على الرغم من خطورتها ووضع الإعلانات جهاراً نهاراً دون خو( على حسب ما ورد بالبيان ).
أرسل تعليقك