دعا المنتدى الثالث لبناء الوعي السياسي لطلبة الجامعات وسائل الإعلام المختلفة إلى الاضطلاع بمسؤولياتها في توعية أعضاء الهيئات الانتخابية بأهمية ومكانة المجلس الوطني الاتحادي في النظام السياسي للدولة وطبيعة دوره ومهامه الدستورية المختلفة سواء في وقت إجراء الانتخابات وغيرها.
وأوصى في ختام أعماله أمس الثلاثاء في جامعة الإمارات بضرورة توعية أعضاء الهيئات الانتخابية بأسس المفاضلة الموضوعية بين المرشحين لاختيار الأصلح والأكفأ منهم لتمثيلهم في المجلس الوطني بعيدا عن الانتماءات والولاءات.
وأكد أهمية دور المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في الدولة في توعية أعضاء الهيئات الانتخابية الراغبين في الترشيح لعضوية المجلس الوطني الاتحادي، وتعريفهم بكيفية وضع برامجهم الانتخابية وفقا لمعايير موضوعية تتفق مع التشريعات الحاكمة.
ودعا المشاركون إلى ضرورة تكوين شراكات بين المؤسسات الحكومية والأهلية بهدف دعم العملية الانتخابية وتنميتها تطبيقا لبرنامج التمكين السياسي للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائم على مبدأ التدرج في إقامة حياة نيابية متكاملة الأركان تتوافق مع خصوصيات مجتمع الإمارات.
وشددوا على ضرورة تضمين المناهج الدراسية في الجامعات مساقات متخصصة تتعلق بالإعلام البرلماني بحيث تتضمن دراسة أصول الحياة النيابية في الدولة من خلال التركيز على التعريف بالمجلس الوطني الاتحادي وبيان دوره وإيضاح مراحل تطوره المختلفة.
وأوصى المنتدى في ختام أعماله بضرورة تبني مؤسسات المجتمع المدني المختلفة، ومؤسسات التنشئة الآليات الكفيلة بحث الناخبين، وبخاصة النساء على المشاركة بفاعلية في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي للقضاء على ظاهرة عزوف أعضاء الهيئات الانتخابية عن المشاركة.
وواصل المنتدى أعماله صباح أمس الثلاثاء، لليوم الثاني على التوالي، حيث عقدت 3 جلسات عمل تم خلالها استكمال عرض ومناقشة الموضوعات والمحاور المدرجة على جدول أعمال المنتدى، وتخلل الجلسة الثالثة والختامية منها إعلان توصيات المنتدى الذي شهد تفاعلاً كبيراً من طلبة الجامعات.
وركزت الجلسة الأولى في اليوم الثاني والأخير على دور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، وتحدث فيها كل من محمد الحمادي المدير التنفيذي للتحرير والنشر في "أبوظبي للإعلام" رئيس تحرير جريدة " الاتحاد" والدكتور قيس التميمي من قسم الاتصال الجماهيري بجامعة الإمارات، وأدارتها الدكتورة عائشة النعيمي عضو هيئة التدريس بالقسم.
ولفت طارق لوتاه وكيل وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني إلى أن انتخابات 2011 كانت تجربة صعبة يمكن الإفادة منها في إعادة تقنين وتوجيه الجهد الإعلامي والتوعوي من الآن .
وتناول الدكتور قيس التميمي مواقع التواصل الاجتماعي (الصفحات الإلكترونية) ودورها في تسهيل مهمة المرشحين في الوصول إلى الناخبين وعرض برامجهم الانتخابية، سعيا نحو استقطاب اكبر عدد من الأصوات، وتحقيق التفاعل المنشود معهم.
وقالت الدكتورة عائشة النعيمي، عضو هيئة التدريس بقسم الاتصال الجماهيري إن هناك تغريبا في الإعلام المحلي ما يؤكد الحاجة الى إعلام يؤسس لوعي وحس وطني قادر على التنشئة السياسية التي تتماهى مع الخطاب الوطني.
وطالبت الدكتورة مريم سلطان عضو هيئة التدريس بقسم العلوم السياسية بجامعة الإمارات بإعادة تدريس مساق العلاقات السياسية لتنمية الوعي السياسي للطلبة المعنيين وتعريفهم بالدور الحقيقي للمجلس الوطني.
وشدد زايد الشامسي رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمحامين على الدور الفاعل للمجلس الوطني الذي يشكل أرضية صلبة لدعم تجربة المشاركة السياسية وتطويرها.
وتناول محمد الحمادي في مداخلته دور الإعلام في إنجاح الاستحقاق الانتخابي، وفي التعريف بطبيعة وأهمية دور المجلس الوطني الاتحادي، مشدداً على ضرورة حشد كل الطاقات والإمكانات لإنجاح الاستحقاق الانتخاب المقبل.وأكد أهمية انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2015 لأنها تتعلق بمقدرات الأجيال، وبرسم ملامح المرحلة المقبلة، مشدداً على ضرورة الحضور والمشاركة بالتصويت، معولاً على دور الصحافة والإعلام في إنجاح هذا المشروع الوطني الكبير، معرباً عن أمله في أن تصل نسبة المشاركة هذه المرة إلى 60 أو 70 ٪ .
وأشاد الحمادي بدور الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي تحديدا، مشددا على ضرورة توظيفها قدر الإمكان في تفعيل المشاركة في الاستحقاق الانتخابي القادم في سبيل مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية التي تواجه مجتمع الإمارات في هذه المرحلة في ظل الظروف الإقليمية والدولية المحيطة بالقياس بأهمية دور المجلس الوطني الاتحادي في مواكبة وهموم وتطلعات المواطنين.
وطالب ببرامج تتضمن ورش عمل ودورات متخصصة لتأهيل وتدريب المحررين البرلمانيين القادرين، وتزويدهم بالمهارات التي تمكنهم من التغطيات غير التقليدية للجلسات والأنشطة البرلمانية، بحيث تكون أكثر عمقا وتأثيرا على جمهور المتلقين
وحذر من التداعيات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الانتخابات المقبلة، واستدعى في هذا الصدد تجربة الانتخابات الرئيسية الأخيرة في مصر التي شهدت حربا رقمية من خلال بث الإشاعات المغرضة والمعلومات المغلوطة المضللة بهدف تشويه المرشحين.
وأشار الحمادي في هذا الصدد إلى أن هناك صعوبات وتحديات كبيرة تواجه الإعلام المحلي، ما يؤكد ضرورة إصدار قانون جديد بديلاً لقانون المطبوعات الصادر عام 1981 الذي لم يعد يواكب معطيات المرحلة، وتلك النقلة النوعية التي يشهدها الإعلام المحلي الآن.
وأكد أهمية إعداد وتأهيل جيل من شباب المحررين البرلمانيين وتزويدهم بالمهارات التي تمكنهم من التغطية الأصولية المتعمقة غير النمطية لجلسات المجلس الوطني الاتحادي في سبيل إرساء ركائز لثقافة سياسية وتجربة برلمانية فاعلة ومتميزة.
تحدث طالب الشحي مدير إدارة الوعظ والإرشاد في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية،عن أهمية توعية الشباب وتحصينهم ضد الأفكار والتيارات الهدامة وتبصيرهم بدور الدولة والنظام السياسي، وضرورة طاعة ولي الأمر، لافتًا إلى أن الجهات المعنية في الدولة، وعلى رأسها الهيئة تبذل في هذا الصدد جهودا كبيرة.
أرسل تعليقك