كشف وزير التربية والتعليم، حسين الحمادي، أنَّ الوزارة أعلنت ـ من خلال منتدى التعليم العالمي ـ عن فتح الباب للاستثمار في الإبداع والابتكار، من خلال حث المعلمين والتربويين على تقديم أفكارهم ومشاريعهم، لتوظيفها في إنتاج الوسائل التعليمية المتقدمة القائمة على التقنية الحديثة، لافتًا إلى أنَّ الوزارة ستعمل على تبني وتسويق الابتكارات المجدية والاستعانة بها وتسويقها في الميدان التربوي.
وأوضح أنَّ تلك الخطوة من شأنها حث التربويين على إنتاج تقنيات التعليم بما يناسب المجتمع المدرسي وحاجات الطلبة الفردية، بدلًا من الاكتفاء باستخدام واستهلاك التقنية المستوردة.
وأشار إلى أنَّه من خلال جولاته على المعارض الدولية الخاصة بالتعليم والتكنولوجيا والتي تم تنظيم آخرها في لندن، تبيّن أن كبرى الشركات المنتجة لتقنيات التعليم، هي في الأصل نابعة من أفكار وإبداعات وصناعة تربويين يعملون لمصلحة تلك الشركات، مؤكدًا أنَّه ليس هناك أفضل من التربويين لمدّ المجال التعليمي بتقنيات تصب مباشرة في خدمة الطالب والمعلم بشكل عام.
وبشأن كيفية الاستفادة من الكمّ الكبير للتقنيات التعليمية الموجودة في المعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم، أكد حسين الحمادي أنَّه لا جدوى من نقل أي من التكنولوجيا المميزة والملفتة الموجودة في المعرض إلى مدارس الدولة، إذا لم يتمكن المعلم من استخدامها كأدوات إثرائية قادرة فعلًا على الإضافة إلى الحصة التعليمية وإلى مهارات الطلبة وفضولهم، وليس مجرد استبدال العملية التعليمية الورقية بالألواح الذكية.
وشدد على أنَّ هذا يتحقق عندما يكون المعلم متمكنًا بالدرجة الأولى من المادة التي يدرسها، ليكون باستطاعته التصرف بأي تكنولوجيا مساعدة وتوظيفها في إيصال أفكاره وفي إدارة توجيه المعلومات داخل الصف.
وأشار الحمادي إلى أنَّه لتحقيق ذلك، فإن المعلم في دولة الإمارات مقبل على الانخراط في دورات تدريبية متخصصة تنظمها الوزارة وتصب حصرًا في المادة التي يدرسها، بالتوازي مع دورات أخرى تساعده على الاستخدام الأمثل للتقنيات الحديثة في البيئة الصفية.
وبشأن ملاحظاته ومشاهداته خلال جولته في المعرض والمنتدى؛ أشار إلى أنَّه لمس عند الطلبة شغفا كبيرًا وحبًا للاستطلاع على مختلف ما جادت به التكنولوجيا الموجودة في المعرض، مشيدًا بالتفاعل الكبير والالتزام الشخصي والحماس الذي أبداه جميع المعلمين الحاضرين الذين حرصوا على حضور جلسات المنتدى، من دون أن يبدوا أي تذمر من تعب الدوام المدرسي.
وأوضح الحمادي أنَّ كل ذلك يعتبر بوادر ومؤشرات حقيقية يمكن تلمسها من الميدان التربوي، وتدل على الإصرار على التطور مع تطبيق خطة التعليم الجديدة 2015-2021، وهو ما يمكن أن نسميه "المواطنة الإيجابية" سواء كانت صادرة من المعلمين والتربويين المواطنين أو المقيمين.
ولفت وزير التربية والتعليم إلى أنَّ الوزارة وضعت خطة تعليمية "2015-2021"، ترتكز في مفهومها ومنهجيتها على الابتكار في المناهج الدراسية والبيئة المدرسية وتطوير مهارات المعلمين، وصولًا إلى تكامل المنظومة التعليمية عبر إنتاج أجيال من الطلبة الذين يتميزون بالقدرة على الابتكار والإبداع.
وأكد حسين الحمادي في إجابته على تساؤلات عن كيفية تطوير التعليم وتحفيز الطلبة على التعلم والابتكار طرحها طالب في الجلسة الحوارية "ابتكارات عالمية في التعليم" أقيمت على هامش منتدى التعليم العالمي الثامن الذي يواصل أعماله لليوم الثاني في مركز دبي التجاري العالمي، أنَّ ثمة خططا نوعية وأنشطة ومبادرات وبرامج تستهدف تطوير جميع عناصر العملية التعليمية سوف تتبلور وترى النور في العام الدراسي المقبل، وسوف نجني ثمارها قريبًا.
وأوضح الحمادي أنَّ الوزارة ومن منطلق حرصها على التوجهات الحالية للدولة في جعل الابتكار أسلوب عمل، وضعت استراتيجيات فاعلة وشاملة ومتكاملة لوضع هذا التوجه حيز التنفيذ، إذ خصصت 4 حصص للإبداع والابتكار.
وأدار الجلسة الحوارية التي بحثت في فوائد الابتكار وضرورته في ميدان التعليم عالميًا واستعرضت أمثلة عن استراتيجيات التدريس المبتكرة الموجهة للطالب والمعلم، نائب رئيس جامعة الإمارات للشؤون العلمية الدكتور محمد البيلي.
وأكد معلم ورئيس طاقم مؤسسة i am angel ومدرسة روزفلت الثانوية، أحد الضيوف المشاركين في الجلسة، الدكتور انريكي ليغاسبي، أنَّه يمكن إحداث التغيير في النظام التعليمي عن طريق جعل المبادرة والإبداع هي مصدر الإلهام ورفد المجتمع المدرسي بهما.
أرسل تعليقك