سادت حالة من الجدل في إندونيسيا، بعد توقيف أفراد عصابة تخصصت في اغتصاب الأطفال داخل دورات مياه المدرسة، وفيما اعتدى معلمون على الطلاب، كشفت المقاطع المصورة عن الوقائع، لكنها اختفت.
وزعم آباء طلاب في مدرسة "جاكرتا الدولية"، تعرض أبنائهم للاغتصاب من طرف عدد من عاملي النظافة في أحد حمامات المدرسة. وأوضح توماس وريا "أنهما اشتبها في حدوث شيء ما خطأ مع ابنهم، عندما بدأ يحلم بكوابيس ليلية ويصرخ قائلا "من فضلك لا تؤذني، اسمح لي بالذهاب"، كما أنه أصبح عدوانيا، وكان يتبول على نفسه في المدرسة خوفا من الذهاب إلى الحمام، حيث تقول والدته إنها وجدت كدمات على بطنه وعلى فتحة الشرج، وفي النهاية أخبرها طفلها بما حدث.
خضع الطفل للفحص الطبي، ووفقا لتقرير الطبيب الشرعي تبين أن هناك التهابًا في المستقيم، ومع تنظير الشرج ظهر وجود آفات وصديد.
وأوضحت إدارة المدرسة أنها اتفقت مع والدي الطفل الحفاظ على سرية القضية لحماية الطفل، لكنهما أخبرا آباء آخرين بالقصة، وعقدا مؤتمرًا صحافيا لكشف ما حدث، خصوصًا وأنهما عبرا عن انزعاجهما من طريقة تعامل المسؤولين في المدرسة إزاء الواقعة.
وتمكنت أجهزة الأمن فور إبلاغها بتوقيف 6 عمال نظافة من الإندونيسيين بينهم سيدة، توفى أحدهم أثناء الحجز، وتقول الشرطة إنه انتحر، أما الرجال الأربعة فاعترفوا بالجريمة، على الرغم من تراجع اعترافاتهم منذ ذلك الحين، مشيرين إلى ان تلك الاعترافات كانت تحت التعذيب، كما يقول محاموهم إن الفحوصات الطبية لا تظهر أدلة اغتصاب، ولكن المحاكمة بدأت في مطلع أيلول/ سبتمبر.
وأعلن مدير المدرسة تيم كار، أن عائلة ثانية كشفت عن تعرض طفلها لاعتداء جسدي، وادعت الأم أن ابنها تعرض للاغتصاب بانتظام خلال فترة الصباح لمدة تزيد عن سبعة أشهر، موضحة أنهم اغتصبوه شرجيا، بالإضافة إلى الاعتداءات الجسدية، حتى أنه لا يستطيع الصراخ ثم يعاودون اغتصابه، وتعتقد أنه اغتصب على الأقل 20 مرة من طرف 6 أشخاص على التوالي، مشيرة إلى أنه تم تهديدة بالقتل إذا قال لأي شخص عن ما حدث، كما اتهمت بعض المعلمين إلى جانب عمال النظافة.
وأشارت إلى أن منسق المدرسة البريطانية الكندية "نايل بانتلمان" والمعلم الإندونيسي المساعد "فيردينانت تجيونج" اغتصبا ابنها، بالإضافة إلى أطفال آخرين، كما أن مديرة المدرسة الإبتدائية الأمريكية "إلسا دونوهيو" شاركت أيضا في الاعتداء، ولكنهم جميعا نفوا تلك الاتهامات بشكل قاطع.
وأرسلت الأم رسائل بالبريد الإليكتروني لصور بانتلمان وتجيونج ودونوهيو، والذين يقاضونها حاليا بتهمة التشهير، إلى عدد من أولياء الأمور، وتطلب منهم عرض الصور على أطفالهم، والذي حددهم ابنها كضحايا آخرين.
اكتشف توماس وريا تعرض ابنهما للاغتصاب من طرف معلمين، بعد إشارة الأم الثانية إلى ذلك، وبعد التحدث مع ابنها تأكدت ريا من صحة الحديث وأبلغت الشرطة، وادعت أن ابنها يتهم المدير بنتلمان ودونوهيو.
وتقدمت أسرة ثالثة بنفس الاتهامات المماثلة، وفي تموز /يوليو، تم توقيف "بنتلمان" و"تجيونج"، ولم توجه إليهم أي تهمو محددة، ولكن تم تجديد اعتقالهم مرة أخرى لمدة 30 يوما في منتضف تشرين الاول/ أكتوبر، وبموجب القانون الإندونيسي يمكن احتجاز المشتبه به لمدة تصل إلى 120 يوما، فيما تم استجواب دونوهيو من طرف الشرطة في مناسبات عدة كشاهد وليس مشتبها فيه دون توقيفه، وأكدت المدرسة أن الجريمة مروعة.
يدعي الآباء أن اغتصاب أطفالهم تم داخل مكتب "بانتلمان" و"دونوهيو" على الرغم من أن المكاتب الإدارية تقع في مبنى يدعى حوض السمك، حيث الحائط مصنوع من الزجاج الشفاف، ويبدو أنه بالكاد من المحتمل وقوع الاعتداءات هناك دون أن يلاحظ أحد، ولكن يقول أولياء الأمور إنه تم تجديد المكاتب، ومع ذلك تقول المدرسة إن التحديث وقع في صيف عام 2003، قبل تولي هؤلاء الأشخاص.
يدعى الآباء أنه تم الاعتداء على أطفالهم في غرف سرية، ولكن المدرسة تنفي تلك الادعاءات، تحرير محاضر الأطفال، تم تسربتها إلى صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، والتي توضح أن أحد الأطفال ادعى أن دونوهيو تخدرهم من خلال شراب أزرق اللون وتصورهم بالفيديو خلال الاعتداءات.
تظهر النصوص أيضا "الحجر السري" والذي يستخدمه المدير في يده قبل اغتصاب الأطفال، ولكن كار يصف تلك الادعاءات بالغريبة والمجنونة، لا يشك توماس وريا في ان ابنهما تعرض لاعتداءات، فقد أخبر الشرطة بمواقف جنسية حدثت له، لإظهار كيفية العقاب في المدرسة، فهو يعرف كل أنواع المواقف الجنسية، موضحة أنها ستكون أكثر الأمهات جنونا لو لم تصدقه.
في آيار/مايو، رفع توماس وريا دعوى مدنية ضد المدرسة، ورفعا المبلغ المالي من 12 مليون دولار إلى 125 مليون، والذي دفع المدرسة التشكيك في دوافع الدعوى، وتقول تراسي زوجة السيد بانتلمان وهي معلمة في المدرسة درست للثلاثة أطفال:" للأسف الثلاثة أشهر الماضية كانوا محبطين للغاية، فلا يوجد أي دليل، لم يتم سؤال أزواجنا على أي دليل، لقد تم سؤالهم أسئلة أساسية مثل ممارسة اللواط مع الصبي".
وتوضح "سيسكا" زوجة "تجيونج" أن زوجها يشعر بالخجل من نظام العدالة الإندونيسي.
المثير للدهشة، أن المدرسة تنظم مسيرة بالشموع كل جمعة، من طرف أعضاء هيئة التدريس والطلاب، للمطالبة بإطلاق سراح المعلمين.
أرسل تعليقك