لندن ـ كاتيا حداد
نعت وزير "الثقافة" في حكومة الظل البريطانية كريس براينت، منافسه من حزب "المحافظين"، جون ويتينجدال، بـ"المنافق بشكل كلي ومطلق"، وذلك بسبب تورطه في إجراء مفاوضات تمويل سرية مع هيئة الإذاعة البريطانية بعد أن انتقد مثل هذه الصفقات في وقت سابق من هذا العام.
وذكر براينت أن منافسه يبدو وكأنه يشعر بالخجل من نفسه بعد الإعلان الأسبوع الماضي عن أن صفقة التمويل قد تم الاتفاق عليها دون أخذ مشورة البرلمان أو الرأي العام، مضيفًا أن طبيعة الصفقة تتعارض مع تقرير ويتينجدال الخاص الذي نشر في شباط/فبراير والذي انتقد فيه صفقة تمت وراء الكواليس بين رؤساء "بي بي سي" وبعض الوزراء، لتجديد ميثاق هيئة الإذاعة البريطانية عام 2010.
وأضاف "لقد قام ويتينجدال بتوقيع تقرير في وقت سابق هذا العام، يؤكد فيه الصفقة التي تمت في عام 2010 كانت خاطئة، وأن الرأي العام والبرلمان كان يجب أن يشارك، وهاهي الصفقة تتم مرة أخرى وراء الكواليس"، مبينًا أنه "إما أن يكون نفس الشخص الذي انتقد في شهر آذار/مارس الصفقة التي تمت وراء الكواليس، أو أنه شخص آخر حينئذ كان مجرد دجال في السابق".
وكان موقف وزير "الثقافة" ضعيفًا بشكل كبير خلال المفاوضات لمدة أربعة أيام، والتي انتهت بموافقة هيئة الإذاعة البريطانية على دفع تكلفة رسوم الرخصة المجانية لكبار السن فوق الـ 75 عامًا وتكلفتها 145.5 جنيه إسترليني لكل شخص، في مقابل وعد الحكومة بزيادة هذا المبلغ بمعدل التضخم لمدة خمسة أعوام من بين أمور أخرى.
وجاءت تصريحات النائب العمالي، بعد أن طالب في وقت سابق بنشر المراسلات بين الحكومة وهيئة الإذاعة البريطانية في العلن، وهو الأمر الذي يأتي قبل نشر الورقة الخضراء الحكومية الخميس، والتي ستقرر بنود الميثاق الملكي الذي تعمل بمقتضاه "بي بي سي"، حتى نهاية من 2016.
ويعتقد براينت أن وزارة "الثقافة والإعلام" والرياضة تريد إعادة فتح النقاش بشأن مدى قوة الهيئة البريطانية، بطريقة يمكن أن تقوض وعد الحكومة المرتبط برفع رسوم الرخصة وفقاً للتضخم.
وأشار إلى أنه في حالة تمكن مفاوضات تجديد ميثاق "بي بي سي" من تغيير هدفها المنشود المرتبط برفع رسوم الرخصة مع التضخم، حينئذ ستتمكن الحكومة من مناقشة أن ارتباط رسوم مشاهدة التلفزيون بالرقم القياسي لأسعار المستهلك ليس مضمونًا، ما يعني أن الحكومة تركت لنفسها مساحة كافية للتملص.
وستتأكد قيمة الوعود التي قطعها ويتينجدال وجورج أوزبورن ، في الرسائل الموجهة لهيئة الإذاعة البريطانية على مدى الـ18 شهرا المقبلة.
وأشاد براينت في لقاء نظمته نقابة الصحافة والإذاعة والإعلام، بدور "بي بي سي" في زيادة قيمة الأجور وارتفاع أعداد الموظفين، الذي كشف عنه في تقريره السنوي يوم الثلاثاء، وأضاف أنه متعاطف نسبيا عندما يتعلق الأمر بدفع أجور مرتفعة للموظفين الموهوبين، وذلك لأن رواتب التنفيذيين في "بي بي سي" كانت أقل بكثير من تلك التي في القناة الرابعة، على سبيل المثال.
أرسل تعليقك