عجمان - صوت الإمارات
سرب كامل من العصافير تم إسقاطه بحجر واحد، هذا ما قامت به كلية الإعلام والمعلومات والعلوم الإنسانية في جامعة عجمان، عندما نفذت فكرة مبتكرة لتدريب الطلاب على الجانب العملي في مساق الإذاعة والتلفزيون، من خلال زملائهم من الطلاب الذين تفوقوا في هذا الجانب، ونجح مشروع "مركز التعليم" في تحقيق فائدة متبادلة وتكافل علمي بين الطلاب المدربين الذين استفادوا خبرة وثقة وتشجيعاً معنوياً ومادياً أيضاً في صورة مكافأة شهرية ثابتة، وبين الطلاب المتدربين الذين شعروا بارتياح أكبر في الاستفادة من أقرانهم وبين الكلية التي أفرزت كوادر مدربة ومستعدة للمنافسة بقوة بسوق العمل .
للتعرف أكثر إلى فكرة المشروع التقينا د .صفا عثمان الأستاذ المساعد بكلية الإعلام والمشرفة على هذا المشروع، وتقول: مركز التعليم الطلابي يهدف إلى تدريب وتعليم الطلاب والطالبات في المجالات العلمية سواء في مجال التصوير أو المونتاج أو الغرافيك، إذ يوجد تدريب حر لكل من يرغب في الاستزادة في النواحي العملية حتى يكون لديه القدرة على مواجهة سوق العمل .
وكانت فكرة المركز أن يكون القائم على التدريب هم طلاب بالكلية تم تدريبهم بشكل كاف في استوديو الكلية حتى أصبحوا مؤهلين لتدريب طلاب مثلهم، وكان الهدف هو إتاحة فرصة للتعليم والتدريب المستمر ورفع الحرج بين الطلاب في حالة عدم قدرة عدد منهم على الاستيعاب وقت المحاضرات بشكل كاف، فيتوجه من يريد الاستزادة من العلم إلى الطالب الموجود بالاستوديو كي يساعده في الأمور التي لم يستوعبها، بجانب أن تكون عملية التدريب والتعليم مستمرة فمن أنهى فترة تدريبه على يد زملائه في الاستوديو تتاح له الفرصة أن يقوم هو الآخر بتدريب طلاب آخرين ليكتسب الخبرة العملية والثقة بالنفس في الوقت ذاته .
وتشير د . صفا عثمان إلى أن فكرة التعليم المستمر أتاحت الفرصة لمن اختار التخصصات المختلفة سواء من العلاقات العامة أو الصحافة أو الغرافيك أن يكون لديه معرفة ودراية عن فن التصوير والمونتاج .
وتضيف واجهتنا بعض الصعوبات في بداية التنفيذ مثل إتاحة التوقيت المناسب للتدريب والتضارب مع مواعيد المحاضرات في الاستوديو، لكن بعد فترة قصيرة من تنفيذ الفكرة تم التنسيق مع إدارة الكلية لتخصيص ساعات محددة بعيداً عن مواعيد المحاضرات على مدار الأسبوع، بحيث يكون متاح أمام الطلاب مختلف المواعيد التي يمكن أن يختاروا الأنسب منها حسب وقت فراغهم . وفي بداية الفكرة لم تكن هناك دعاية كافية عن وجود مركز التعليم الطلابي، وعلى إثر ذلك قام أعضاء هيئة التدريس بالإعلان عنه أثناء المحاضرات وبدأت الفكرة تنتشر .
وكشفت د . صفا عثمان أن هناك فائدة مشتركة للطلاب المدربين والمتدربين وهي الخبرة العملية والثقة في النفس، وأيضاً إتاحة الفرصة لهم للخروج لسوق العمل وهم مؤهلين ومدربين بشكل كاف . وتوضح قائلة: كانت الفكرة مطروحة من رئيس قسم الإعلام د . حسام سلامة، وطلب مني العمل على تأسيسها داخل استوديو الكلية، وكان ذلك منذ عام تقريبا، ومن وجهة نظري أرى أن الفكرة، نجحت من خلال عدد الطلاب الحاليين المشتركين في مركز التدريب، ففي البداية بدأنا مع 5 طلاب، أما الآن تم تدريب أكثر من 20 طالباً خلال الفصل الدراسي الواحد، إلى جانب زيادة أعداد الطلاب المتدربين خلال فترات الإجازات، ما يؤكد أن الطلاب أصبح عندهم دراية كافية بأهمية الجانب العملي وتطوير أنفسهم من خلال التدريب والتعليم بشكل دائم .
ويقول معتز رمضان، طالب بالفرقة الرابعة تخصص غرافيك: فكرة مركز التعليم مبدعة ومبتكرة، فهي تعطي فرصة للطالب لتطوير نفسه والتدريب، والتعرف إلى جميع مكونات الاستوديو التلفزيوني قبل انتقاله إلى مجال العمل، حيث نتدرب على كاميرا الفيديو وكيفية استخدامها ومبادئ التصوير، وكل ما يتعلق بالاستوديو الإذاعي والتلفزيوني، وأعتقد أن قيام طالب زميلي بتدريبي يريحني أكثر من أن يتولى المهمة شخص آخر، وبالنسبة لطموحاتي في المستقبل أتمنى أن أكون قادراً على الربط بين تصميم الغرافيك والإذاعة والتلفزيون، وأكون محترفاً في هذين المجالين، وناجحاً في توصيل الأفكار بشكل مبتكر وجيد للمشاهد .
أما عمرو مكي، طالب بالفرقة الرابعة تخصص إذاعة وتلفزيون، وهو أحد الطلاب الذين يقومون بمهام التدريب داخل الاستوديو فيقول عن هذه المهمة بعد أن انتهيت من دراسة مساق التصوير والمونتاج ونظراً للمشروع الذي قدمته والذي لقي إعجاب أستاذة المساق د . صفا عثمان ورئيس القسم د . حسام سلامة، تم اختياري لأكون ضمن فريق الاستوديو، وأقوم بتدريب الطلاب على تقنيات التصوير والمونتاج مع أساسيات غرفة التحكم والتعامل مع الأجهزة، وفي البداية واجهتني بعض الصعوبات أثناء تغطية فعاليات الكلية، لكن مع الوقت تمكنت من التغلب عليها وأصبح الموضوع سهلاً وعادياً بالنسبة إلي، وهذا الأمر عاد عليّ بكثير من الفوائد المعنوية قبل المادية، فأنا أتلقى راتباً شهرياً من الكلية على مهام التدريب التي أقوم بها، كما أحصل على تقدير خاص من الإدارة وأشعر بقيمة ما أفعله وأنا أساعد زملائي .
وتروي فجر العلمي، خريجة تخصص إذاعة وتلفزيون عام ،2014 ظروف اختيارها لتكون مدربة بالاستوديو قائلة: لطالما كان لدي شغف في معرفة المزيد عن مجال التصوير والمونتاج، فلم أكن أكتفي فقط بالمعلومات التي تقدم لي في المحاضرات والمختبرات، بل كنت أسعى دائماً لمعرفة المزيد من خلال كتب ومواد تدريبية خارجية، فاتقنت عدة برامج مونتاج قبل أن أدرس مساق تصوير ومونتاج، كما كنت دائمة التردد على الاستوديو سواء لإنجاز مشاريع خاصة بي أو لتقديم المساعدة لزميلاتي في إنجاز مشاريعهن، فلاحظت د . صفا عثمان حماسي ورغبتي الدائمة في تعلم المزيد، فعرضت عليّ أن أعمل في الاستوديو .
أرسل تعليقك