أعلنت الإمارات أنها تتابع عن كثب قضية المواطن الإماراتي بافيل دوروف مؤسس تطبيق تليغرام، الذي ألقت السلطات الفرنسية القبض عليه في مطار لوبورجيه قرب باريس، وأنها تقدمت بطلب للحكومة الفرنسية لتقديم كافة الخدمات القنصلية له بشكل عاجل.
وأشارت وزارة الخارجية في بيان إلى أن رعاية المواطنين وحفظ مصالحهم ومتابعة شؤونهم وتقديم كافة أوجه الرعاية لهم أولوية قصوى لدى دولة الإمارات، وفق ما أفادت وكالة "وام".
يأتي ذلك فيما أفاد مكتب المدعي العام في باريس بوقت سابق الاثنين أن اعتقال دوروف سببه التحقيق بجرائم إلكترونية، لافتاً إلى أن فترة توقيفه تنتهي في 28 أغسطس.
وقال في بيان إن "قاضي التحقيق مدد في 25 أغسطس 2024 فترة التوقيف والتي يمكن أن تصل إلى 96 ساعة (أي حتى 28 أغسطس 2024) مع مراعاة الإجراءات المطبقة، فيما يتعلق بالجرائم المذكورة أعلاه والمتعلقة بالجريمة المنظمة".
كما أضاف أن "توقيف دوروف هو جزء من تحقيق أولي بدأ في 8 يوليو 2024 بناءً على نتائج مراجعة التحقيق الأولي، الذي تم تنفيذه بمبادرة إدارة لمكافحة الجرائم الإلكترونية، في مكتب المدعي العام بباريس".
مذكرة تفتيش
يذكر أن دوروف كان أوقف مساء السبت بموجب مذكرة تفتيش أصدرها بحقه محققون فرنسيون على خلفية انتهاكات مختلفة منسوبة لتطبيق المراسلة المشفرة، من بينها عدم اتخاذ إجراءات ضد الاستعمال المسيء للتطبيق، حسب مصادر مطلعة.
وقال مصدر مطلع على الملف إن دوروف كان آتياً من باكو (أذربيجان) وإنه كان سيقضي المساء على الأقل في باريس حيث كان مقررا أن يتناول العشاء، وفقاً لرويترز.
في حين وجهت روسيا انتقادات لاذعة إلى السلطات الفرنسية على خلفية توقيف الملياردير البالغ 39 عاماً، منتقدة تكميم الأفواه والتعدي على حرية التعبير.
يشار إلى أن تليغرام الذي يستخدمه ما يقرب من مليار شخص، وتخضع المحادثات عليه للتشفير، يشيع استخدامه في روسيا وأوكرانيا وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة.
كما أنه مصنف واحداً من منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية بعد فيسبوك ويوتيوب وواتساب وإنستغرام وتيك توك ووي تشات.
أسسه مع شقيقه
وأسس دوروف، المولود في روسيا ويحمل الجنسية الفرنسية، تليغرام مع شقيقه في 2013.
ثم غادر الرجل الذي تقدِّر مجلة فوربس ثروته بنحو 15.5 مليار دولار ، روسيا في 2014 بعد رفضه الامتثال لمطالب بإغلاق مجموعات المعارضة على منصته "في.كيه" للتواصل الاجتماعي والتي باعها لاحقاً.
فيما عمدت السلطات الروسية إلى حجب تليغرام في 2018 بعد أن رفض التطبيق الامتثال لأمر قضائي بمنح أجهزة أمن الدولة إمكانية الوصول إلى المحادثات المشفرة لمستخدميه.
وتسبب هذا الإجراء في انقطاع العديد من خدمات الطرف الثالث، لكن لم يكن له تأثير يذكر على توافر خدمات تليغرام هناك.
مع ذلك، أثار أمر الحظر احتجاجات حاشدة في موسكو وانتقادات من المنظمات غير الحكومية.
"ساحة معركة افتراضية"
ثم تحول تليغرام بعدما شنت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا عام 2022، إلى المصدر الرئيسي للمحتوى الذي لا يخضع لرقابة، وفي بعض الأحيان المضلل، من كلا الجانبين بشأن الحرب والسياسات المحيطة بالصراع.
كما أضحت المنصة وفق ما يسميه بعض المحللين "ساحة معركة افتراضية" للحرب، ويستخدمها بكثافة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والمسؤولون في بلده، وكذلك الحكومة الروسية.
وأصبح تليغرام، الذي يسمح للمستخدمين بالتهرب من التدقيق الحكومي، أيضاً أحد المنافذ القليلة التي يمكن للروس من خلالها الوصول إلى الأخبار المستقلة حول الحرب بعد أن زاد الكرملين القيود المفروضة على وسائل الإعلام المستقلة في أعقاب العملية العسكرية بأوكرانيا.
غير أن تنامي شعبية هذا التطبيق دفعت عدة دول في أوروبا منها فرنسا للتدقيق بشأنه بسبب مخاوف أمنية وقلق من اختراق البيانات.
قد يُهمك ايضـــــًا :
تليغرام تُشدد علي أن مؤسسها المُعتقل بافيل دوروف ليس لدية ما يخفيه
إصابة 10 أشخاص جراء قصف صاروخي على العاصمة الأوكرانية
أرسل تعليقك