ظل الرئيس التنفيذي لموقع "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، هادئًا ومتماسكًا لأكثر من 10 ساعات من الاستجواب من قبل أعضاء الكونغرس يومي الثلاثاء والأربعاء، ويبدو أن إستراتيجيته هي إظهار الندم والمراعاة، وإبراز التغييرات التي أجراها "فيسبوك" بالفعل، والتعهد ببذل المزيد لحماية خصوصية المستخدم ومنع التدخل الأجنبي في الانتخابات، ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بصواميل ومخططات نموذج أعمال فيسبوك، فإن هذا الرجل الذي يبلغ من العمر 33 عامًا، يتجنب التدقيق من خلال مزيج من الجهل المعلن، وفقدان الذاكرة، والعلاقات العامة ذات المستوى العالمي، وفيما يلي خمسة ردود لا تصمد أمام التدقيق.
وجود ملفات تعريف الظل
وسأل العديد من أعضاء الكونغرس زوكربيرغ عن البيانات التي يجمعها "فيسبوك" بشأن أشخاص ليسوا أعضاء في المنصة الاجتماعية، وتُعرف هذه الملفات باسم "ملفات تعريف الظل" وتشرح أسباب التسجيل على الموقع الإليكتروني للمرة الأولى في الوقت الجاري، وهنا ستعرف بالفعل من هم جميع أصدقائك، وذلك بفضل فيسبوك الذي يحصل دفتر عناوين أصدقائك بالكامل من هواتفهم والصور ومصادر البيانات الأخرى.
أولًا، قال زوكربيرغ إنه "ليس على دراية" بمصطلح "ملفات تعريف الظل"، وبالنظر إلى التغطية الإعلامية الواسعة لهذه الظاهرة، بقيادة فيوليت بلو في "زدنيت وجزموث هيل" في كيزمو، يبدو أن هذا الأمر يصعب تصديقه.
موافقة الجميع على إعطاء فيسبوك بياناته الشخصية
وجه عضو الكونغرس بن لوغان، أسئلة أكثر لزوكربيرغ، بشأن ملفات تعريف الظل، وسأل عما إذا كان الأشخاص الذين ليس لديهم حسابات على "فيسبوك" يمكنهم الانسحاب من جمع البيانات غير الإلزامية للموقع، قائلًا "لقد قلت إن الجميع يتحكمون في بياناتهم، لكنك تجمع بيانات عن أشخاص ليسوا حتى مستخدمي فيسبوك، ولم يوقعوا أبدًا على موافقة أو اتفاقية خصوصية، وأنت تجمع بياناتهم".
وتبدو هذه مشكلة كبيرة بالنسبة لـفيسبوك لأن الحصول على الموافقة على جمع البيانات حول الفرد هو جزء من حماية البيانات 101، وقبل أن نفكر في ما إذا كانت الموافقة التي يمنحها الأشخاص عند تسجيل الاشتراك يمكن اعتبارها "مطلعة"، نظرًا لأنه من غير المحتمل أن يقرأ العديد من الأشخاص سياسة البيانات المكونة من 2700 كلمة.
تمتع فيسبوك بالمنافسة
وعندما سأل السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، عن أكبر منافس لفيسبوك، كافح زوكربيرغ لتجنب السؤال بقوله "يستخدم الأميركي العادي ثمانية تطبيقات مختلفة للتواصل مع أصدقائه والبقاء على اتصال."
ما لم يذكره زوكربيرغ هو أن فيسبوك لديه 2.2 مليار مستخدم، وهو العدد الأكبر على الإطلاق، وأن العديد من التطبيقات الأخرى الأكثر شعبية مثل واتساب وإنستغرام وماسنجر مملوكين لموقع فيسبوك، أما التطبيقات الأخرى مثل سنابشات وسكايب وهاوس بارتي لا تتمتع بنفس المنافسة الخاصة بفيسبوك.
وسأله غراهام "لا تعتقد أنك محتكر"، أجاب زوكربيرغ "بالتأكيد لا أشعر بذلك"، ولا يتفق الكثير من الأكاديميين مع هذا التقييم، مجادلين بأن هيمنة فيسبوك وتأثير الشبكة يعني أنه يزيح السوق عن طريق امتصاص رأس المال الاستثماري والأرباح بعيدًا عن الشركات الصغيرة، وذلك بمجرد إلقاء نظرة على وضع موقع الفيسبوك وثم سنابشات.
تتبع سلوك تصفح الويب للمستخدمين حتى بعد تسجيل الخروج
وأعطى زوكربيرغ ردًا غامضًا عندما سأل السناتور روغر ويكر عما إذا كان فيسبوك يستطيع تعقب المستخدمين بعد مغادرتهم الموقع، في البداية، قال إنه سيحصل على متابعة فريقه من أجل الدقة، مضيفًا "أعلم أن الأشخاص يستخدمون ملفات تعريف الارتباط على الإنترنت وأنه من الممكن تنسيق النشاط بين الجلسات، نحن نفعل ذلك لعدد من الأسباب، بما في ذلك الأمان وتضمين قياس الإعلانات للتأكد من أن تجارب الإعلانات هي الأكثر فاعلية، والتي يمكن بالطبع للأشخاص تعطيلها".
واكتشف مدون أمن الإنترنت الأسترالي نيك كوبريلوفيتش، أن موقع فيسبوك يتتبع على ما يبدو تصفح المستخدمين بعد تسجيل خروجهم في عام 2011، وردًا على كوبريلوفيتش، أكد مهندس الفيسبوك جريغ ستيفانيك، أن الموقع لديه ملفات تعريف الارتباط التي تستمر بعد تسجيل الخروج كتدبير أمان؛ لمنع الآخرين من محاولة الوصول إلى الحساب، ومع ذلك، بدأ في عام 2014 استخدام بيانات تصفح الويب لتقديم إعلانات "مستندة إلى الاهتمامات" المستهدفة، وهذا ما يفسر سبب ظهور إعلانات للمنتجات التي كنت تنظر إليها عبر الإنترنت.
جمع بيانات المعاملات
عندما سُئل عما إذا كانت أدوات فيسبوك على مواقع الويب الخارجية قد جمعت بيانات المعاملات، قال مارك "لا أعتقد أن أيًا من هذه الأزرار يجمع بيانات المعاملات"، ويبدو أن تفاصيل موقع فيسبوك الخاص به حول أداة "البكسل" تتناقض بشكل مباشر مع هذا البيان، حيث يمكن للمعلنين الذين يرغبون في تتبع إعلاناتهم على الفيسبوك جعل الأشخاص يشترون منتجاتهم بتثبيت جزء صغير من رمز الكمبيوتر "البيكسل" على مواقعهم على الويب وهذا سيخبر المستخدمين الذين يزورون فيسبوك أي صفحة من موقعهم على الويب.
أرسل تعليقك