هجوم نيوزيلندا يفضح توجهات عنصرية وتصحيحية للإعلام الغربي تجاه المسلمين
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

مراقبون يرون أن الهجوم غيّر الصورة النمطية لـ"الإرهابي" والذريعة التي تسوّغ التطرف

هجوم نيوزيلندا يفضح "توجهات عنصرية" و"تصحيحية" للإعلام الغربي تجاه المسلمين

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - هجوم نيوزيلندا يفضح "توجهات عنصرية" و"تصحيحية" للإعلام الغربي تجاه المسلمين

دفن ضحايا "هجوم المسجدين" في نيوزيلندا
وينلينغتون - صوت الإمارات

سلّط الهجوم المتطرف على مسجدي نيوزيلندا، الضوء على التغطية الإعلامية الغربية المنحازه و غير المتكافئة للهجمات التي ينفذها مسلمون، مقابل  تلك التي تستهدف مسلمين، سواء كانت في بلاد مسلمه او غير مسلمه   فوفق مراقبين، غيّر الهجوم  الأخير الصورة الإعلامية لمنفذ الهجوم من "الإرهابي ذي اللحية" إلى "الإرهابي الأشقر"، ما أجبر وسائل الإعلام الغربية على تناول موضوعات  مختلفه عن الضحايا، وقصصهم، ومظاهر الدعم التي قدمها الساسة والأفراد للضحايا وأسرهم، رغم استمرار تجاهلها لعرض النماذج السابقه للارهاب الغربي ( المسيحي مقارنه بالارهاب الشرقي الاسلامي) في تغطيتها وهو ما يعكس ان الموضوعيه والحياديه ما زالت غائبه .

فيما استمرت على النقيض منصّات بعينها تذكر اسم منفذ الهجوم وخلفيته اليمينية أكثر من الضحايا وديانتهم، وصورته على أنه "الفتى الأشقر الذي تحول إلى يميني متطرف".

تمثلت العلامة المضيئة في الطرح الإعلامي لتداعيات الحادث منذ بدايته، في كلمات قلائل خرجت من رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أردرن، في خطابها أمام البرلمان، عُدت من المرات القلائل التي تستخدم فيها شخصية سياسية مثل هذه الكلمات لوصف هجوم على مسلمين، في وقت يراقب فيه الكثيرون طريقة تناول الإعلام الغربي للهجوم، إذ قالت : "سعى (منفذ الهجوم على المسجدين) لتحقيق عدة أهداف من عمله الإرهابي. وكان أحدها أن يكتسب شهرة. ولهذا السبب لن تسمعوني أذكر اسمه أبداً. إنه إرهابي. إنه مجرم. إنه متطرف. وعندما أتحدث لن أذكر اسمه. وأناشدكم أن تذكروا أسماء الذين فقدوا حياتهم، بدلا من ذكر اسم من أنهى حياتهم".

إقرا ايضًا: 

رسائل حب على قصاصات ورقية من تلاميذ المدارس لضحايا المسجدين في نيوزيلندا

وخلصت دراسة أُجريت في جامعة ألاباما وجامعة ولاية جورجيا في الولايات المتحدة في يوليو/تموز 2018 إلى أن دين منفذ أي هجوم هو العامل الأكبر في تحديد توجه التغطية الإخبارية. وشملت الدراسة التغطية الإعلامية لأعمال العنف في الولايات المتحدة بين عامي 2008 و2016. وبينت أن تغطية العمليات التي ينفذها مسلمون تزيد على التي ينفذها غير المسلمين بحوالي 357 في المئة؛ وذلك رغم أن العمليات التي نفذها اليمينيون المتطرفون بلغت حوالي ضعف التي نفذها المسلمون.

تقول شاهين باشا، مدرسة الإعلام بجامعة ماساتشوسيتس الأمريكية، لبي بي سي عربي إن التغطية الإعلامية للحادث أبرزت المهاجم في "إطار إنساني؛ فهو الصبي الملائكي الأشقر، الذي ظهر في صورة تدعو للتعاطف كونه تعرض للتنمر في طفولته، وبالتالي، يظهر الضحايا في هذه السردية بشكل ثانوي، على أنهم نتاج عملية تحول هذا الصبي إلى الشر". وتكمل: "فالمهاجم المسلم عادة ما يظهر في صورة الخطر الذي تجلبه الثقافات الأجنبية، أما الإرهابي الأبيض دائمًا ما يحتاج إلى سبب ليكون شريرًا. ويعكس هذا الأمر ثقافة المجتمع ككل، الذي يشمل العاملين في الإعلام".

وأضافت أن هذا التناول يشكل عبئًا على الضحايا من المسلمين، "فعندما يكون المهاجم مسلما، يقع عليهم عبء تحمل تبعات الهجوم والنأي بأنفسهم عنه. وعليهم دائما إثبات صحة مخاوفهم من تزايد نزعات الإسلاموفوبيا، حتى يقع هجوم كبير (مثل هجوم نيوزيلندا)، وعندها فقط تظهر مظاهر الدعم. ثم يجدون أن الإعلام يبرزهم في صورة "الآخر" وليس كجزء من المجتمع."

وأوضحت باشا أن الفضل يعود لوسائل التواصل الاجتماعي في الزخم الذي اكتسبته قصص الدعم والتعاطف مع الضحايا المسلمين، وليس بالضرورة للتغطية الإعلامية التي طالما تجاهلت مثل هذه القصص، مشيرة إلى أن الإعلام الغربي عادة ما يبحث عن ذريعة تسوّغ للمهاجم غير المسلم تصرفه "الإرهابي"، على عكس المهاجم المسلم الذي يظهر في سياق أن الشر جزء من تكوينه الفكري. وفي حالة هجوم نيوزيلندا، كانت هذه الذريعة هي القوانين الخاصة بالسلاح".

وتضرب باشا مثالاً بهجوم سان بيرناردينو، الذي وقع عام 2015 في ولاية كاليفورنيا الأمريكية ونفذه اثنان من الإسلاميين المتشددين، "إذ أظهرت بعض وسائل الإعلام محتويات منزل منفذي الهجوم على أنها علامات على التطرف، في حين أنها ليست إسلامية بالمرة".

ويرى الدكتور محمد المصري، أستاذ مشارك ورئيس برنامجي الإعلام والدراسات الثقافية والصحافة بمعهد الدوحة للدراسات العليا، أن بعض وسائل الإعلام الغربية قد تكون غيرت من سياساتها التحريرية - سواء عن قصد أو بدونه- بسبب الانتقادات والضغوط التي وُجهت إليها" مؤكدًا أنه "بشكلٍ عام، يمكن رصد تحول في طريقة تناول وسائل الإعلام الغربية للهجمات ضد مسلمين".

ووصف المصري تغطية هجوم نيوزيلندا الأخير بأنها "مفاجئة إلى حد ما، فبشكلٍ عام، لاحظت أن وسائل إعلام غربية مرموقة تناولت الهجوم في إطار كونه عملاً إرهابياً، وسلطت الضوء على قصص الضحايا وتأثير اليمين المتطرف. وهو أمر يختلف عما أثبتته الدراسات من قبل، بقصر استخدام وصف الإرهاب على المهاجمين المسلمين".  . ويرى أن وجود خلفيات ومصادر معلومات متنوعة يساهم بشكل كبير في تشكيل السياسات التحريرية "فالمسلمون الغربيون لا يساعدون أنفسهم بتجنبهم لمهنة الصحافة".

وتساءل جعفر عبد الكريم مقدم برنامج شباب توك علي دويتش فيلا عربيه  لماذا  جاء تضامن الناس في ألمانيا مع ضحايا كرايس تشيرش قليل بهذا الشكل؟ لماذا لا يوجد حملات تضامن كبيرة؟ هل يعقل أن يكون وزير الداخلية هورست زيهوفر محقا حين قال إن الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا؟ لم أجد حتى الآن تفسيرا آخر لقلة التضامن.

المسلمون في الدول العربية وكذلك في ألمانيا يتساءلون أيضاً: كيف سيكون الحال لو كان الضحايا من غير المسلمين والجاني المشتبه به هو المسلم، هل كانت وسائل الإعلام لتناقش الأمر بطريقة مختلفة؟ لماذا يتجنب البعض تسمية الجاني المشتبه به بالإرهابي؟ يبدو وكانه يجب أن يكون للإرهابيينً دائما دين معين.   

وأضاف  عندما يكون الإرهابي مسلماً، يصبح الإسلام في دائرة الاتهام. أما الآن فالإرهابي رجل أبيض، ولا تُلقى مسؤولية فعله على أي فئة من الناس وإنما يصبح المشتبه به فردا يمثل نفسه فقط. متى يُمثل فعل فردي واحد مجموعة كاملة من الناس، متى لا يلعب ذلك دوراً؟ في حالة كرايس تشيرش، لم يطالب أحد مجموعة معينة النأي بنفسها عن الفعل. وليس على الرجل الأبيض أن يقلق من اجراءات التدقيق الأمنية في المطارات.ة؟

قد يهمك أيضًا: 

مسؤول مصري يؤكّد أن بعض وسائل الإعلام الغربية أثارت القلق لدى الأجانب

المندوب الروسي في مجلس الأمن يصرح أن وسائل الإعلام الغربية تزيف الحقائق في 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هجوم نيوزيلندا يفضح توجهات عنصرية وتصحيحية للإعلام الغربي تجاه المسلمين هجوم نيوزيلندا يفضح توجهات عنصرية وتصحيحية للإعلام الغربي تجاه المسلمين



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد

GMT 04:52 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

"هيئة الكتاب" تحدد خطوط السرفيس المتجهة للمعرض

GMT 04:47 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

شادي يفوز بكأس بطولة الاتحاد لقفز الحواجز

GMT 18:39 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل الأماكن حول العالم للاستمتاع بشهر العسل

GMT 17:16 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وعد البحري تؤكّد استعدادها لطرح 5 أغاني خليجية قريبًا

GMT 05:14 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيرباص A321neo تتأهب لتشغيل رحلات بعيدة المدى

GMT 02:08 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

مدربون وكأنهم على شاطئ البحر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates