لندن ـ كاتيا حداد
كشفت كيرستي لانج، مذيعة في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الثلاثاء، أنها اضطرت إلى العمل طوال فترة علاجها من السرطان لأن "البي بي سي" لم تمنحها أجرة مرضية ولا إجازة، وأبلغت "لجنة إيرادات وجمارك الحكومة" أن المؤسسة رفضت منحها إجازة عندما توفيت حفيدة زوجها فجأة أيضا.
وقالت السيدة لانج إن "بي بي سي" جعلتها تحصل على رواتبها من خلال شركة خدمات شخصية (PSC)، والتي تسمح للمؤسسة بتفادي إعطاء الموظفين أجرا مريضا أو عطلة أو رواتب تقاعد، وأنقذت المؤسسة نحو 10 ملايين جنيه إسترليني في السنة من خلال عدم دفع اشتراكات تأمين للموظفين الذين تم الدفع لهم بهذه الطريقة، كما سمعت اللجنة.
وتقوم اللجنة بالتحقيق في الشركات التأمينية الخاصة بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بعد أن تم ترك الموظفين على وشك الانتحار، وبعد أن تعرضوا لفواتير ضريبية ضخمة.
وقالت مقدمة برنامج "نورث لوك" السابقة "كرستينا أكرود" إنها تواجه فاتورة ضريبية قيمتها 419.000 جنيه إسترليني لأنها كانت مدفوعة من خلال (PSC) وهي شركة للخدمات الشخصية، على الرغم من انتظامها في العمل. وقالت: "لقد وثقت في (بي بي سي) وكنت فخورة بكوني جزءًا من هيئة الإذاعة البريطانية وأشعر بأنني قد تعرضت للخيانة، وأنا أسأل، أين هو واجب الرعاية تجاهي وتجاه زملائي؟".
وكانت السيدة لانج تتحدث إلى أعضاء البرلمان الذين يحققون في تأثير (بي بي سي) على العمال الذين تعرضوا لصفقات ضريبية غير متوقعة بعد إجبارهم على تلقي رواتبهم من شركات القطاع الخاص.
ووصفت السيدة لانج كيف أرادت البقاء كعاملين في هيئة الإذاعة البريطانية مع عقد مناسب، ولكن قيل لها إن عليها إنشاء حساب في PSC وإلا سيتم تجريدها من حقوق العمل الخاصة بها. وتقول "لم يمض وقت طويل بعد أن ذهبت لعمل الحساب الخاص، وتوفي ابنة زوجي فجأة. ولم أكن قادرة على أخذ إجازة، وعدت لأعرض الحلقة حتى قبل جنازتها لأنني اضطررت للحصول على بعض المال وبعد عامين من ذلك تم تشخيصي بالسرطان، وأجريت لي عملية جراحية، علاج إشعاعي، علاج كيميائي، وعلاج هرموني. وقمت بعملي طوال تلك الفترة، وأخذت شهرا واحدا في نهاية العلاج الكيميائي في الواقع".
ووصفت كيف أنها منذ عام مضى حصلت على فاتورة ضريبية جديدة لم تكن تتوقعها. وفي غضون ذلك، قال مقدم البرنامج والخبير في شؤون المال، "بول لويس" إن هيئة الإذاعة البريطانية ستوفر نحو 10 ملايين جنيه إسترليني سنويا في شكل مساهمات ضريبية باستخدام الشركات الأمنية الخاصة.
وأخبرت إحدى العاملات البرلمانيين أن الضغط الذي تعرضت له أمام المحاكم لأنها عملت من خلال PSC أدى بها إلى محاولة الانتحار. وقال: "هذه ليست قصة مقدمي عروض مدفوعة الأجر عن طريق الشركات لتجنب الضرائب، بل هذه هي قصة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) التي أجبرت المئات من المقدمين على استخدام PSC وتعاملهم كمن يعملون لحسابهم الخاص لأن ذلك أعطى المرونة التي تتمتع بها هيئة الإذاعة البريطانية وحماية لخفض الرواتب".
وفي الأشهر الأخيرة، قيل لعشرات من مقدمي العروض مع PSCs أنهم مدينون بالآلاف كضرائب. وجاء في بيان من مجهول: "لقد أحببت دائمًا العمل مع هيئة الإذاعة البريطانية ولكن الطريقة التي تصرفت بها معي فعتنى للبكاء. إنه أحد العوامل التي جعلتني قبل ثلاثة أيام حاولت شنق نفسي".
ويجري التحقيق حول نحو 200 مقدم من "بي بي سي" من قبل HMRC "لجنة إيرادات وجمارك الحكومة" من أجل تجنب الضرائب المزعومة، بعد الإعلان عنها، والتي تعني أنهم يتقاضون أجورا كمقاولين بدلا من الموظفين.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنها ستنشئ عملية "عادلة ومستقلة" تحت إشراف مركز حل النزاعات الفعال لحل الخلاف. يستطيع مقدمو العروض الذين يعتقدون بأنهم فقدوا أي خطأ من تلقاء أنفسهم أن يطلبوا مراجعة الظروف المحيطة باستخدامهم لـPS.
أرسل تعليقك