الثورة الشعبية تطيح بالبرامج التلفزيونية اللبنانية حتى إشعار آخر
آخر تحديث 13:50:28 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

كانت المحطات تجهّز لموسم غني بالدراما والبرامج الحوارية

"الثورة" الشعبية تطيح بالبرامج التلفزيونية اللبنانية حتى إشعار آخر

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "الثورة" الشعبية تطيح بالبرامج التلفزيونية اللبنانية حتى إشعار آخر

بيار الضاهر
بيروت ـ صوت الامارات

إذا تصفحت بسرعة برامج التلفزيونات اللبنانية منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) تاريخ انطلاق الانتفاضة اللبنانية حتى اليوم، فلا بد أن تلاحظ تراجعًا كبيرًا في إنتاجاتها الجديدة. فتلك المحطات كانت تخطط لموسم تلفزيوني غني بالدراما وبرامج حوارية منوعة وسياسية. وبدأت في عرض بعضها والترويج لغيرها منذ أواخر سبتمبر (أيلول) 2019، إلا أنها عادت وخلطت أوراقها من جديد بسبب الحراك المدني في لبنان. فالمظاهرات التي عمّت لبنان من شماله إلى جنوبه بين ليلة وضحاها فاجأت القيمين على تلك المحطات، مما دفع بهم إلى التخلي عن مخططاتهم. كما أن كثافة النقل الخارجي الذي تطلبته المرحلة الميدانية لمتابعة مستجداتها أطاحت بمتابعة أي برنامج تعرضه. وهو ما أجبر المحطات على وضع خطط جديدة لشبكات برامجها.

أما العنوان العريض المتبع من قبل المحطات، فتمثل بالتقنين في المصاريف إلى حدّ جعل بعضها يتأخر عن تسديد أجر موظفيه، فيما قررت غالبيتها دفع نصف الأجر الشهري لهؤلاء، بعد حالة شحّ مادية ملحوظة. فيما أعلنت غيرها عن صرف عدد من موظفيها في خطوة منها لعصر نفقاتها.فالإعلانات التجارية التي كانت تغطي معظم مصاريف تلك القنوات تراجعت، وتسبب ذلك باتخاذ التدابير اللازمة لاستمرارية خجولة لا موعد محدداً لتجاوزها. وهكذا بدأت محطات التلفزة بالتخلص من هذا البرنامج وذاك وإيقاف عمليات تصوير والاكتفاء بما يناسب ميزانياتها.وانطلاقا من هذا الأمر أبقت "إل بي سي آي" على برنامج "عشرين 30" لألبير كوستانيان الذي يواكب أحداث الساعة في حوارات سياسية واقتصادية، وكذلك على البرنامج الانتقادي الساخر "لهون وبس" لهشام حداد. ووزعت برامج أخرى تواكب أحداث الانتفاضة اللبنانية على باقي أيام الأسبوع كـ"فساد بفساد" و"نحنا معك".

ويعلّق رئيس مجلس إدارة تلفزيون "إل بي سي آي" بيار الضاهر: "كان علينا اعتماد التغيير في برمجتنا لسببين: أولا لأن اهتمامات الناس تبدلت فتحولت نحو البرامج السياسية، وثانيا لأن السوق الإعلانية تأثرت جذريا بالوضع، فانعكس ذلك سلبا على مداخيلنا".ويضيف في حديث لـ"الشرق الأوسط": "لا نعلم فعليا إلى أي مدى نحن قادرون على الاستمرار، وبرأيي إننا لا محالة واصلون إلى الإفلاس، والثورة من ناحيتها تحاول إيجاد الحل على طريقتها. فكل ما ينتظرنا يتعلق بالوضعين السياسي والاقتصادي في البلد. ونتأمل أن توجد تركيبة جديدة في المجالين. ولكن ما هو الوقت الذي سنستغرقه كي تعود العجلة وتسير بطبيعية فلا نعرف".

وعن ردود الفعل السلبية التي تواجهها المحطة في ظل إعادات لمسلسلات معروضة سابقا يقول: "هل فكروا بالأزمة الاقتصادية التي نعاني منها قبل نشر هذا النوع من التعليقات؟ فالصرف الإعلاني هبط إلى ما دون نسبة 20 في المائة في المحطة. فمن أين نحصل على المال لشراء مسلسلات عرض أول؟" وعن سبب صرفه نحو 8 موظفين من المحطة يوضح: "كانوا تابعين لمحطة (إل بي سي) التي أقفلت أبوابها، فجاء القرار يواكب ما جرى على أرض الواقع". ويضيف "لا أريد أن أتشاءم ولكننا من دون شك سنصل إلى حائط مسدود. وفي حال وجد الحل سيكون صعبا، ويستغرق وقتا للعودة إلى ما كنا عليه. ولطالما حذرنا من هذه الأزمة منذ نحو 5 سنوات، ولا أحد كان يرد علينا. فلا المحطات تضامنت مع بعضها، ولا الدولة تجاوبت مع مقترحاتنا لتغيير الأنظمة فيها. ولكن هل بيار الضاهر متفائل أم متشائم؟ أنا متفائل ولسبب وحيد هو أن الطبقة السياسية الموجودة حاليا سترحل قريبا، وبالتالي سيتجدد لبنان من إعلامه ومجتمعه واقتصاده وصولا إلى تركيبته السياسية". وعن اتفاق جميع محطات التلفزة المحلية على تغيير بثها الفضائي لتنتقل من "نايل سات" إلى "عرب سات" يرد: "في أيامنا الحالية هل من معادلة أفضل من اعتماد التوفير واقتناص الفرص؟ فالمجان لا يمكن لأحد أن يرفضه وهو ما قدمته (عربسات) لنا من خلال اتفاق يؤمن لنا سنة ونصف السنة من البث من خلالها، مجانا من دون أي تكلفة".

وعن سبب تراجع محطات التلفزة وبينها "إل بي سي آي" في تغطية تحركات الثورة على الأرض يوضح: "لا يسعني أن أفتح الهواء من أجل حفنة من المتظاهرين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة. فعندما كنا نواصل في الشهرين الماضيين هذه التغطية، فلأنه كان هناك ما نسميه (الخبر) في لغتنا الإعلامية. فلا مبرر للتغطية في ظل غيابه. كما أن نشاطات هؤلاء لم تعد يومية بل انتقائية. وعندما نلمس ضرورة للتغطية، فإننا لن نقصّر".من ناحيتها فإن محطة "إم تي في" اللبنانية ليست في حال أفضل من زميلتها الأولى. فهي أيضا اضطرت أن تعتمد التأني في مصاريفها والتي تنعكس سلبا على إنتاجاتها. ولذلك أوقفت عرض مسلسل "بردانة أنا" الذي خصصت له حزمة إعلانية ملحوظة قبيل عرضه على شاشتها في منتصف سبتمبر الفائت. لتأتي ثورة "لبنان ينتفض" وتطيح به على أمل متابعة عرضه في موسم رمضان المقبل.وأبقت إدارة برامج المحطة على عرض برامج مسلية كـ"منا وجر" لبيار رباط و"بالوكالة" لجو معلوف و"بيت الكل" لعادل كرم، والتي قد تشهد تعديلات في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة.

ويعلق مدير البرامج في محطة "إم تي في" جوزيف الحسيني: "نعم الثورة أطاحت بالبرامج التلفزيونية. وحاليا نتعامل مع الواقع الذي فرضته علينا كما هو. وهناك رسائل إلكترونية داخلية دائمة نعتمدها بين مديري الأقسام في المحطة للإعلان عن أي تغييرات وتعديلات في البرمجة تفرضها علينا الأوضاع الميدانية والسياسية". وعن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها المحطة يقول في سياق حديثه لـ"الشرق الأوسط": "هبطت نسبة الإعلانات عندنا لتلامس الصفر في عزّ أيام الثورة، وحاليا بالكاد نؤمن الـ20 في المائة منها. وكنا قبيل الثورة ملتزمين مع أكثر من مقدم برامج وشركات منتجة لتأمين عروض برامج دراما وأخرى اجتماعية ومسلية لسبعة أيام في الأسبوع. ولكن جميع تلك الارتباطات حلّت تلقائيا بسبب الثورة. حتى أننا اضطررنا إلى وضع بعض إنتاجاتنا في الأدراج كـ"مين بيعرف؟" لناديا بساط الذي صورنا عددا من حلقاته، ودراما "ع اسمك" لكارين رزق الله وجيري غزال. وبالتالي ألغينا برنامج "رقص المشاهير"، وآخر كان سيقدمه طوني بارود وثالث لمحمد قيس. إلى حين تتبلور الصورة عامة وعودة الحركة الإعلانية لتغطية تكلفتها".

وعما إذا كانت هذه الأزمة التي تمر بها محطات التلفزة يمكنها أن تدفع بمشاهدها للتحول إلى قنوات فضائية يرد: "سيكون ذلك من أصعب المراحل التي يمكن أن نمر بها فرئيس مجلس إدارة (إم تي في) ميشال المر حاول جاهدا وضع تركيبة تلفزيونية تجذب المشاهد اللبناني والعربي وحتى المغتربين، وهو لا يزال يجتهد للحفاظ عليها. فالأزمة الاقتصادية تسري على الجميع. وحاليا لا نقوم بوضع برمجة تلفزيونية بل ما يمكن أن نسميه (إدارة الأزمة)".ومن ناحيته فإن تلفزيون "الجديد" عرف كيف يستدرك الأزمة المادية التي يمر بها كغيره من المحطات، عندما اكتفى بعرض برنامج "يوميات ثورة" مساء كل يوم. وتناوب على تقديمه إعلاميون كانوا يتمتعون ببرامج خاصة بهم عبر هذه الشاشة أمثال نيشان ديرهاروتونيان وطوني خليفة وجورج صليبي إضافة إلى عدد من مذيعي الأخبار. ولكنها عادت مؤخرا تعلن عن عودة تلك البرامج منفصلة "أنا هيك" و"طوني خليفة" و"هلق شو".

"إن الأولوية التي تقدمها محطتنا على غيرها هي إعطاء الشاشة للناس وللمستجدات على الأرض. ونحن كما أحوال البلاد نعيش كل يوم بيومه. وسنكمل في هذا الإطار؛ إذ لا يمكننا أن نغيب أخبار (الثورة) عن برمجتنا العامة". تقول كرمى خياط نائب رئيس مجلس إدارة تلفزيون "الجديد". وتضيف في حديث لـ"الشرق الأوسط": "لقد قمنا حاليا في إعادة إطار الشكل لبرامجنا بحيث تعود برامج (أنا هيك) لنيشان ديرهاروتونيان و(طوني خليفة)، ولكن ضمن قالب يواكب الثورة والمستجدات على الأرض، وسنضيف إليها (فليسقط حكم الفاسد) مع رياض قبيسي ليطل مرة في الأسبوع في ملفات ساخنة تدور في فلك محاربة الفساد". وعن الخطة المستقبلية للقناة في رمضان 2020 تقول: "لا شك أننا نفكر في إتاحة متنفس للناس من خلال مساحة درامية. ونتوجه إلى برمجة تؤمن لهم ذلك وتناسب قدراتنا المادية في الوقت نفسه في ظل سوق مضروبة للإعلانات التجارية. فليس من الضرورة أن نلتزم ببرمجة معينة في موسم رمضان سيما وأننا محكومون بمستجدات نجهلها. وفي حال كان الهدوء سيد الموقف فإننا ندرس سيناريوهات مختلفة لإرضاء المشاهدين على اختلاف مشاربهم".

 يذكر أن الاحتجاجات غير المسبوقة في لبنان تدخل شهرها الرابع، وشهد وسط بيروت في الأيام الأخيرة مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، أوقعت أكثر من 160 إصابة في صفوف الطرفين، فيما لا تزال القوى السياسية عاجزة عن تشكيل حكومة تهدئ غضب الشارع. ويتهم البعض الإعلام مؤخرا بأنه لا ينصف الشارع في التغطية.

قد يهمك ايضا:

بيار الضاهر يتلقى عرضًا بأن يكون مدير عام تلفزيون لبنان

الضاهر ينفي أن يكون الشخص الثاني برفقة سماحة

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة الشعبية تطيح بالبرامج التلفزيونية اللبنانية حتى إشعار آخر الثورة الشعبية تطيح بالبرامج التلفزيونية اللبنانية حتى إشعار آخر



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 06:14 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين
 صوت الإمارات - العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 18:09 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميمات مختلفة لسلاسل من الذهب رقيقة تزيدك أنوثة

GMT 11:26 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الصين تتسلم الدفعة الأولى من صواريخ "أس-400" الروسية

GMT 16:28 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

تسمية بافوس القبرصية عاصمة للثقافة الأوروبية

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:16 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 17:14 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بن راشد يُصدر مرسوماً بضم «مؤسسة الفيكتوري» إلى نادي دبي

GMT 01:20 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

نبضات القلب المستقرة “تتنبأ” بخطر وفاتك!

GMT 02:41 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

"الفاتيكان" تجيز استئصال الرحم من المرأة لهذا السبب فقط

GMT 23:19 2013 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

"Gameloft" تستعرض لعبة "Asphalt"بهذا الصيف

GMT 13:12 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض الكتاب الكويتي منصة متميزة لأصدارات الشباب الأدبية

GMT 09:48 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الإذاعة المِصرية تعتمد خِطة احتفلات عيد "الأضحى"

GMT 14:28 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الأردن يشارك في معرض الجواهر العربية في البحرين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates