أنقرة ـ جلال فواز
اتهمت تركيا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بـ"التغاضي عن جريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي" في قنصلية المملكة العربية السعودية في اسطنبول. ودعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى إجراء تحقيق دولي في عملية القتل ، واصفاً ردَّ الاتحاد الأوروبي بأنه "ليس أكثر من رد تجميلي".
يأتي ذلك بعد أن تعهد الرئيس الأميركي بالبقاء "شريكاً ثابتاً" للمملكة العربية السعودية، على الرغم من التقارير التي زعمت بأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد يكون على علم بمخطط القتل، ولا سيما تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.
وفي مقابلة مع "سي أن أن تورك" ، قال أوغلو: إن "تصريحات ترامب تعني أنه سيغض الطرف عن أي شيء ". وأضاف: "المال ليس كل شيء. يجب ألا نبتعد عن القيم الإنسانية ". وتابع أوغلو: إن الولايات المتحدة لم تكن قد أبلغت تركيا بالتسجيل الذي وصفته صحفية "هيرييت ديلي نيوز" بأنه مثل "القنبلة ". و زعمت الصحيفة أن وكالة الاستخبارات حصلت على صوت للمحادثة من خلال التنصت". وهناك مزاعم تقول إن وكالة المخابرات المركزية لديها تسجيل لمكالمة هاتفية يُسمع فيه ولي العهد السعودي وهو يؤكد على ضروره احضار شقيقه لإسكات جمال خاشقجي في أقرب وقت ممكن.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع ، ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى أنه "ربما يكون ولي العهد على علم بهذا الحدث المأساوي". وقال: "ربما فعل ذلك وربما لم يفعل" ، مؤكداً أن "السعودية حليف عظيم". وأضاف: " الحقيقة هي ... أن المملكة تخلق ثروة هائلة في الولايات المتحدة، والأهم من ذلك بكثير ، فهي تحافظ على انخفاض أسعار النفط".
وقال نعمان كورتولموس ، نائب رئيس "حزب العدالة والتنمية" ، ونائب الرئيس رجب طيب أردوغان: "ليس من الممكن أن تقوم وكالة مخابرات مثل وكالة المخابرات المركزية الأميركية، والتي تعرف حتى لون الفراء على القط الذي يتجول في حديقة القنصلية السعودية، ان لا تعرف من أعطى هذا الأمر. هذا غير موثوق به سواء للرأي العام الأميركي أو للرأي العام العالمي ".
وقالت تركيا مراراً إن الأمر بقتل خاشقجي جاء من "أعلى المستويات" في الحكومة السعودية ، على الرغم من أنها لم تتهم ولي العهد مباشرة بذلك. وقد طلب ولي العهد مقابلة الرئيس أردوغان على هامش قمة "مجموعة العشرين" المرتقبة في الأرجنتين ، كما أعلن أوغلو.
وأضاف وزير الخارجية التركي أنه لا يرى أي عائق لعقد اجتماع بين الطرفين، لكنه أضاف أن الرئيس التركي سيتخذ القرار النهائي بشأن عقد المحادثات. وسيكون هذا أول اتصال رسمي بين ولي العهد وأردوغان ، منذ مقتل خاشقجي.
وبعد تقديم العديد من التفسيرات المتناقضة ، قالت الرياض الأسبوع الماضي إن خاشقجي قد قُتل عندما فشلت المفاوضات بإقناعه بالعودة إلى السعودية. وقد فرض البيت الأبيض عقوبات على 17 شخصاً سعودياً يقال أنهم متورطون في عملية القتل ، لكن ترامب تعرض لضغوط من "الكونغرس" لفرض عقوبات أشد على المملكة.
أرسل تعليقك