يعود برنامج "أبو حفيظة"، "أسعد الله مساءكم من جديد" الذي يقدمه الإعلامي أكرم حسني، من جديد إلى شاشة الفضائيات، حيث ينتمي منذ سنوات إلى نوعية البرامج الساخرة الكوميدية والتي تلقي الضوء على مشاكل الشعب المصري ولكن بطريقة كوميدية ساخرة.
ولم يثر البرنامج جدلًا من قبل، منذ عرضه على قناة " موجة كوميدي" وحتى عرضه حاليًا على قنوات "إم بي سي مصر"، على الرغم من مناقشة البرنامج للعديد من القضايا الهامة التي تشغل الشعب المصري، ولكن الحلقة الأخيرة التي قدّمها الإعلامي الساخر أكرم حسني "أبو حفيظة" أثارت جدلًا كبيرًا حيث انتقد أبوحفيظة، التلفزيون المصري بجميع قنواته وجميع مذيعيه عبر أغنية ساخرة تم تأليفها على لحن أغنية المطربة لطيفة "تعرف تتكلم مصري" من فيلم "سكووت هنصوّر" للمخرج الراحل يوسف شاهين ولكنه حوّلها إلى "شوف الحصري في التلفزيون المصري".
وهدّد رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون عصام الأمير، إدارة "إم بي سي" مطالبًا بتقديم الاعتذار الرسمي للتفزيون المصري والإتحاد وإلا وقف بث القناة داخل جمهورية مصر العربية.
وأكدّ الأمير، أنّ أبو حفيظة قصد بذلك هدم اتحاد الإذاعة والتلفزيون، قائلًا: "لا بد من اعتذار رسمي من هذه المحطة على البرنامج الفج، وأن يكون من من المؤسسة ككل وليس كشخص وإذا لم يصل حتى صباح الغد سيتم اتخاذ الإجراءات مع المنطقة الحرة الإعلامية للمطالبة بوقفها، كما سأقدم طلبًا لأي جهة لمنع بثها من داخل جمهورية مصر العربية".
وأشار رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون إلى أن "الإعلام أكثر حاجة تسىء للدولة في الفترة الأخيرة ولم يترك شيئًا من الموبقات، ولكن لا يمكن السماح لمؤسسة إعلامية ضيفة علينا في مصر، أن تشن هجومًا على التليفزيون المصري بهذا الشكل، لأنه أمر مرفوض وإساءة كبيرة لمصر".
وتساءل رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري في بيان أوردته قناة "النيل للأخبار" الرسمية ، بقوله: "هل نرد بالمثل؟.. في الوقت الذي من المفترض فيه أن نحافظ على العلاقات المصرية السعودية".
وأصدرت شبكة قنوات "إم. بي. سي" بيانًا حول الجدل المثار حول حلقة برنامج "أسعد الله مساءكم من جديد" وقال البيان: "تكُن شبكة قنوات "MBC مصر" وإدارتها الاحترام الكامل والمتواصل لـ "اتحاد الإذاعة والتلفزيون" في مصر، وقيادته وكافة العاملين فيه، كما تقدّر تاريخه المشرّف، ودوره الطليعي، والمسؤوليات الملقاة على عاتقه، على كافة الأصعدة والمستويات. وفي السياق ذاته، تعتز "MBC مصر" بعلاقتها المهنية الوطيدة مع "الاتحاد"، والتي تمتد لعقود طويلة، وتستمر حاضرًا ومستقبلًا، إن شاء الله".
وأوضح البيان أن "أسعد الله مساءكم من جديد" برنامج كوميدي ساخر بامتياز وناجح جماهيريصا. وبالتالي، لا يجوز تحميل فقرة وردت فيه أكثر ممّا تحتمل، والسعي عن سابق قصد وتصميم، ولأهدافٍ مشبوهة إلى تضخيم تلك الفقرة، أو وضعها خارج سياقها الكوميدي الفني الطبيعي، أو إعطائها مدلولات لا تحملها أصلًا، وذلك خدمة لغايات باتت معروفة من الجميع.
وناشدت الشبكة وسائل الإعلام المصرية والعربية عدم تضخيم الأمر والاستغلال والإساءة المتعمّدة لـ "MBC مصر" وجمهورها من جهة، والإعلام المصري برمّته بصفة خاصة، متمنية إعادة الأمور إلى سياقها الطبيعي، بعيدًا عن السجال الدائر.
وأكدّ الإعلامي أكرم حسني صاحب شخصية "أبو حفيظة" قائلًا : لم أقصد الإساءة للتلفزيون المصري ولكني ألقيت الضوء على المشاكل التي يعاني منها التلفزيون بهدف إيجاد الحلول للنهوض به وإستعادة جمهوره من جديد.
فهدف البرنامج هو محاولة إيجاد حلول للأوضاع التي نريد من إصلاحها، والنهوض بالتلفزيون المصري ليس مطلبي ولكنه مطلب العديد من المشاهدين المصريين، وهناك من أيّد انتقاد "أبو حفيظة" للتلفزيون المصري وهناك من رفض ذلك.
ووجّه الإعلامي خالد صلاح اللوم على الإعلامي " أكرم حسني " لانتقاده التلفزيون المصري ووصفه بغير اللائق، وقال : أنا لن أنكر إن التلفزيون المصري يعاني من أزمة كبيرة إلا أننا لا يمكن أن ننسى إن هذا التلفزيون تخرج منه العديد من عمالقة الإعلام، ولا يمكن أن ننكر دور التلفزيون المصري في شهرة العديد من الفنانين". ولكن هذا النقد الساخر الذي قدمه الإعلامي أكرم حسني في برنامجه غير لائق وتم بطريقة غير مقبولة ، وخاصة إن القناة التي يعمل بها هي قناة سعودية وليست مصرية لذا فهذا الأمر غير مقبول.
وأيّد السيناريست وليد يوسف انتقاد "أبو حفيظة" للتلفزيون المصري وقال لـ"العرب اليوم" : الانتقاد كان في محله لأن جميع قنوات التلفزيون المصري ليس لها أي جمهور، منْ الآن يشاهد التلفزيون المصري من يشاهد البرامج أو الأعمال التي تعرض على القنوات المحلية؟ ملايين يتم إنفاقها على الاتحاد وآلاف من العاملين ولا يوجد أي جمهور يتابع التلفزيون المصري.
وأكدّ يوسف : على رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون أن يراجع جيدًا ما هو عدد جمهور التلفزيون المصري وما هو المحتوى الذي يقدم وكيف يعمل على إعادة الجمهور مرة آخرى للتلفزيون المصري مثلما كان من قبل، وهذا قبل أن يطالب قنوات أم بي سي بالإعتذار.
وأضاف "كان الأستاذ نور الشريف الله يرحمه يشترط في عقده مع المنتج أنه لازم يبيع للتليفزيون المصري وكذلك الفنان يحيى الفخراني لأنه كان لديه هيبة وجمهور إنما الآن لم يعد التلفزيون المصري كما كان من قبل".
وعبّر المخرج عمرو سلامة، عبر صفحته على مواقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" عن تأييده لانتقاد أكرم حسني " أبو حفيظة " من التلفزيون المصري وقال : " أكرم حسني وطاقم عمل برنامجه قالوا ما نعرفه، ونقوله عن تليفزيون الدولة".
وتابع: "أتعجب من ناس تركت المرض وهاجمت الذي شخّصه، لسنا رجالًا في مواجهة المشكلة ولكن رجالًا أقوياء على من أشار إلى العيب، تركوا الزبالة التي تشوه سمعة مصر وصلبوا من صوّرها من أجل إبرازها حتى نزيلها".
وأضاف: "حتى البرامج الكوميدية التي لا تتناول السياسة بشكل مباشر وتنتقد بعضًا من الحال المائل تسابق المؤيدون والموائمون للعنها. خلاص؟ تريد أن نرى المجاري ونقول عليها جناين؟ نرى الفضائح ونتكلم عن الإنجازات الملفقة؟ نرى الجوع فنغني "قول هاتدي إيه لمصر؟" يا إما نسجد ونركع يا مش عاجب"؟
واختتم كاتبًا: "متفهم أنكم مش قادرين إلا على البردعة، وكل ما تلاقوا بردعة ليس لها ظهر تعملوا حفلة من أجل أن تعرفوا تعلوا صوتكم. لكن القليل من الخجل لا يضر، أبدًا".
كما أيد الشاعر أمير طعيمة انتقاد " أبو حفيظة " للتلفزيون المصري وكتب على صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" " من قال إن السخرية من التلفزيون المصري تعني السخرية من مصر؟... القنوات الخاصة بمال شخص واحد تنجح وتجتذب الجماهير حتى لو اختلفنا على محتواها".
وتابع: "لماذا تدفنوا دماغكم في الرمال، أداء التلفزيون المصري ضعيف وجودة الصورة سيئة والمعلنين يهربوا منه لأن نسبة مشاهدته ضعيفة لأنه لم يستطع أن يتطور، مين في التلفزيون المصري ومن كوادره لا يدعي ربنا يرزقه عقدًا من قناة خاصة من أجل أن يعيش عيشة كريمة".
واستكمل: "هنفهم متى إن برنامج ساخر يعني يسخر من الواقع، وهنفهم متى إن البرامج ما دامت هادفة بترفه عن ناس كرهوا كل برامج التوك الشو التي تتحرك بالريموت كنترول ومعظمها موجه إلا من رحم ربي. اتركوا المواطن المصري يضحك بدل ما فمه يقاس بالكيلو وليس بالشبر" تعبير عن الغضب والحزن.
بينما كتب الإعلامي محمد الطوبجي، مقدم برنامج "شباب على الهوا" في قطاع القنوات المتخصصة، عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، موجهًا حديثه لـ"أبو حفيظة": "لمّا تنتقد لا تبرز الحاجات القديمة تنتقد ماسبيرو من خلالها، لمّا تنتقد أبقى اعرف معنى النقد وقواعده وأساسه، من علمك إعلام وساعدك على تقديم حلقتك، ضد التليفزيون يحتاج يتعلم إعلام من أول وجديد".
وتابع: "سنستمر في الدفاع عن ماسبيرو ضد كل من يحاول الإساءة لهذا المبنى العريق، الذي يملكه الشعب المصري، ونعترف أن ماسبيرو يمر بمرحلة مرض لكنه يتعافى وسيتعافى نهائيًا".
ورفض العديد من الإعلاميين عبر برامجهم انتقاد " أبو حفيظة" للتلفزيون المصري، حيث علّق الإعلامي عمرو الليثي عبر برنامجه " بوضوح" عن هذا الانتقاد موجهًا حديثه للإعلامي أكرم حسني وقال " التليفزيون المصري، واتحاد الإذاعة والتليفزيون من أهم وأعرق الأجهزة الإعلامية في مصر والعالم العربي".
وذكر أنّ اتحاد الإذاعة والتلفزيون منذ إنشائه عام 1960، وهو مدرسة كبيرة خَرّجت المئات والآلاف من المبدعين في كل المجالات، من مجال كتابة السيناريو والإخراج والتصوير والتمثيل، موضحًا أن التليفزيون المصري يتعرض لحملة ظالمة.
وتابع: "التليفزيون المصري صاحب فضل على الجميع، وهناك حملة سيئة للغاية ومؤلمة للأسف الشديد تسيء لهذا المبنى العريق، وكل العاملين به أجلاء محترمون، تعبوا وشقيوا ليبنوا هذا الصرح العظيم منذ عام 1960 حتى 2015".
ووجه الليثي رسالة للمسيئين للتليفزيون المصري مفادها: "أقول لكل من يحاول أن يسيء للتليفزيون المصري، نحن تعلمنا منه كإعلاميين.. عيب اختشوا على دمكم".
ورفضت الإعلامية منى الحسيني انتقاد أكرم حسني للتلفزيون المصري وقالت لـ "العرب اليوم" : ما حدث أصفه بالمهزلة بكل ما تحتويه الكلمة من معنى، فالتلفزيون المصري ليس مجرد تلفزيون وقنوات بل هو مدرسة عملاقة تخرج منها العديد من الإعلاميين ذوات الخبرة، فالآن أصبح أي شخص يريد أن يعمل في مجال الإعلام يلتحق بالقنوات المتخصصة لكن التلفزيون المصري لا يمكن أن يقبل أي إعلامي إلا ذو الخبرة الإعلامية والحضور المميز. لو كان يريد " أكرم حسني" أن ينتقد وضع فعليه أن ينتقده بكامل حريته ولكن في حدود اللائق والمقبول لكن كلمات الأغنية التي قدمت عبر البرنامج كانت مسيئة بشكل كبير للإعلاميين في التلفزيون المصري ولجميع العاملين في الإتحاد، وليس مجرد نقد".
وأكدت الإعلامية والفنانة صفاء أبو السعود رفضها لانتقاد " أبو حفيظة " للتلفزيون المصري وقالت : التلفزيون المصري صرح عملاق تخرج منه العديد من العمالقة في كافة المجالات الفنية والثقافية والإعلامية. فمن غير المقبول هذا الأسلوب الهزلي في إنتقاد كيان ضخم بحجم التلفزيون المصري الذي تخرج منه أجيال عديدة. التلفزيون المصري لا يزال حلم أي إعلامي الإنضمام إليه فلا يمكن أن ننتقده بهذا الشكل. أنا مع النقد البنّاء وليس النقد الهادم وهذا النوع من الإنتقاد هو انتقاد هادم وليس بنّاء"
وأضافت أبو السعود، "أعلم أنّ التلفزيون المصري يعاني من العديد من الأزمات وعلينا الوقوف بجواره بدلًا من انتقاده علينا أن نتكاتف من أجل حل أزمة ماسبيرو ، على الرغم أنني لاحظت تطورًا كبيرًا في المحتوى الذي يقدم عن ما قبل وهذا معناه أنه في طريقه لحل الأزمة وإستعادة جمهوره من جديد".
أرسل تعليقك