لندن - جمال أبو سمرا
ألقى الشيخ الدكتور خالد بن سلطان بن زايد آل نهيان، بصفته زميلاً زائراً في قسم الدراسات الحربية في جامعة كينجز كوليج، في لندن بالمملكة المتحدة، محاضرة مساء أمس الأول الجمعة تناول فيها بالشرح والتحليل دور دولة الإمارات العربية المتحدة على الساحة الإقليمية في مرحلة ما بعد الربيع العربي، وتأثير الجماعات المتطرفة في المنطقة.
وأشار إن مواقف دولة الإمارات وسياساتها تنطلق من المبادئ الراسخة لقيادتها الرشيدة، وإن هذه المواقف تواجه حالياً عدداً من التحديات التي فرضها الواقع المضطرب في الدول التي شهدت أحداث الربيع العربي، وإن العنف والتطرف من بين أهم هذه التحديات. ولم يخف قلقه من الأحداث التي تشهدها ليبيا واليمن حالياً، في حين أشاد بمواقف الإمارات من ثورة يونيو في مصر، وبوقوفها إلى جانب الجهود الدولية لتخفيف معاناة الشعب السوري، وأشاد كذلك بالإجراءات القانونية التي اتخذتها الإمارات لمكافحة الإرهاب على أراضيها، وبمشاركتها العملية مع القوى الدولية في مكافحته.
ولفت إلى أن مواقف دولة الإمارات العربية المتحدة من التطورات في العالم العربي التي حدثت منذ أواخر عام 2010 تنطلق في الأساس من المبادئ الرئيسية والراسخة في السياسة الخارجية التي أرسى قواعدها المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسار على هديها من بعده رئيس الدولة،. الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وهذه المبادئ ما زالت ثابتة الأركان في تعاملها مع القضايا الخارجية، انطلاقاً من قناعاتها بعدالة القضايا التي تناصرها، ومن أبرز هذه المبادئ، التركيز على حل النزاعات بالطرق السلمية، وحسن العلاقات مع دول الجوار، والالتزام بنصرة القضايا العربية والإسلامية، إضافة إلى الانفتاح على العالم الخارجي. وقد ساعد على نجاح هذه السياسة، ما تتمتع به دولة الإمارات من استقرار داخلي، واعتدال، وحكمة القيادة، والتواصل والثقة المتبادلة بين القيادة والشعب.
ثم فصَل الشيخ الدكتور خالد ما أجمله، مبتدئاً بالمستوى السياسي، فذكر أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أصدر قانوناً اتحادياً رقم 7 /2014 لمواجهة الجرائم المتطرفة، وأعلنت قائمة تضم 83 منظمة اعتبرتها الإمارات منظمات إرهابية.
وذكر أن العلاقات الإماراتية ــ التونسية ونتيجة للتحولات التي شهدتها تونس والحد من سلطة الإخوان المسلمين وتولي مهدي جمعة رئاسة الحكومة، عاد السفير سالم عيسى القطامي الزعابي إلى تونس وتحسنت العلاقات بين البلدين، حيث شهدت تبادلاً للزيارات على أعلى المستويات.
وعن ليبيا، أوضح أن الموقف الإماراتي كان متعاطفاً مع الشعب الليبي عمليا من خلال مشاركة الإمارات الفاعلة في عملية الإغاثة الإنسانية للشعب الليبي على أكثر من صعيد، إلا أن تطور الأحداث في ليبيا يثير القلق في الإمارات على المستويين الرسمي والشعبي.
وبالنسبة لسوريا أضاف يتجسد موقف دولة الإمارات من الأزمة السورية من خلال تجاوبها مع الجهود الإقليمية والدولية التي تبذل لتخفيف معاناة الشعب السوري، ومن خلال مواقفها الإيجابية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وختم بالحديث عن اليمن فلفت إن موقف الإمارات تجاه ما جرى في اليمن يبرز من خلال دورها ضمن المبادرة الخليجية وتنازل الرئيس علي عبدالله صالح عن الحكم.
علق سفير الدولة في المملكة المتحدة عبد الرحمن غانم المطيوعي،على الحدث قائلاً: "إن المحاضرة هي مثال نموذجي لعمق العلاقات الإماراتية ــ البريطانية، لأن الشيخ الدكتور خالد بن سلطان بن زايد آل نهيان من الباحثين الإماراتيين المتميزين الذين درسوا في الجامعات البريطانية .
ذكر الشيخ الدكتور خالد بن سلطان بن زايد آل نهيان أن الإمارات ألقت بكل ثقلها السياسي لدعم ثورة الثلاثين من حزيران/ يونيو في مصر، ودعم مطالب الشعب إقليمياً ودولياً، فكانت الزيارات الإماراتية رفيعة المستوى من كبار المسؤولين، كما برز الموقف الإماراتي في التأييد الكبير لترشيح المشير عبد الفتاح السيسي وفوزه في الانتخابات الرئاسية، إلى جانب الدعم المادي والاقتصادي لمصر إنْ كان بصورة ثنائية أو من خلال مؤتمر المانحين؛ ما يعزز، من دون شك العلاقات الإماراتية – المصرية.
أكد الشيخ الدكتور خالد بن سلطان بن زايد آل نهيان، إن موقف دولة الإمارات من "ثورات ما يسمى بالربيع العربي" ينطلق من مساندتها لحقوق الشعوب العربية في الحرية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم.
أرسل تعليقك