غادر العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء الأحد، العاصمة السعودية الرياض، بعد زيارة "عمل وأخوة" استمرت لساعات فقط، التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بحثا فيها سبل تعزيز التعاون بينهما وآخر التطورات على الساحتين العربية والإقليمية.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، استقبل ظهر الأحد في مطار الملك خالد الدولي في العاصمة السعودية الرياض، العاهل المغربي الملك محمد السادس، بحضور لفيف من كبار المسؤولين في المملكة.
وعقد خادم الحرمين، جلسة محادثات مع العاهل المغربي، بحثا فيها أوجه التعاون بين البلدين وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، فضلًا عن استعراض آخر التطورات التي تشهدها المنطقة العربية، بحضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
وتستمر زيارة العاهل المغربي يومًا واحدًا، بعدما كانت مقررة الأربعاء الماضي وتم تأجيلها بضعة أيام، نظرًا إلى التغييرات الجوهرية التي أجراها العاهل السعودي على عدد من المناصب في المملكة، ويجري الملك محمد السادس، خلال زيارته الرسمية لقاءات مع أبرز المسؤولين السعوديين.
وتعتبر زيارة العاهل المغربي إلى المملكة هي الثانية بعد أن تولى مقاليد الحكم في البلاد عام 1999، وكانت زيارته الأولى عام 2012.
ويتجه الملك محمد السادس بعدها إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث سيلتقي ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في "زيارة أخوة وعمل".
وتأتي هاتين الزيارتين في وقت تشارك فيه الرباط في العمليات العسكرية التي ينفذها التحالف العربي ضد المتمردين "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، حيث أعلنت الرباط نهاية الماضي قديم جميع أشكال الدعم والمساندة إلى التحالف لمساندة الشرعية في اليمن سياسيًا ومعلوماتيًا وعسكريًا.
وأكدت الرباط أنَّ هذا الدعم يشمل وضع القوات الجوية الملكية الموجودة في دولة الإمارات بتصرف قوات التحالف، فضلًا عن مشاركة مقاتلات مغربية "إف-16" في العمليات العسكرية.
وتتميز العلاقات المتينة بين المملكتين منذ أمد بعيد، حيث تربط كلا العاهلين علاقات أخوية تترجمها الزيارات المتكررة لبعضهما، ويعيد بعض من الباحثين العلاقات المميزة بين البلدين في الوقت الحاضر إلى عمقها التاريخي، إذ بدأت العلاقات بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية عام 1957م أي بعد أقل من عام على استقلال المغرب، و تعتبر العلاقات بين البلدين من أكثر العلاقات العربية استقرارًا.
وفي السياق، صرَّح رئيس المجلس الوطني لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم في المغرب وزير الخارجية السابق سعد الدين العثماني، بأنَّ "هناك الكثير من الاتفاقات والمشاريع على جدول أعمال العلاقة بين البلدين"، مضيفًا: "بمناسبة هذه الزيارة، يجب أن نستحضر العلاقات المتميزة والوثيقة بين البلدين منذ عقود من الزمن، وأيضا بين الملوك المتعاقبين في المملكة العربية السعودية مع الملك الراحل الحسن الثاني والملك محمد السادس".
وأوضح العثماني في تصريحات صحافية، أنَّ "أهم ما في العلاقات المغربية السعودية الاقتراح الذي أبداه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، بانضمام المغرب والأردن لمجلس التعاون الخليجي".
ونوَّه بأنَّ "الشراكة الاستراتيجية بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي تمخضت عن هذا الاقتراح، ما أدى إلى برنامج عمل متعدد المجالات الاقتصادية بالخصوص والاجتماعية".
وأبرز أنَّ الملكين سيبحثان الحالة الأمنية التي تشهدها المنطقة، لاسيما الأحداث في اليمن والملف السوري، قائلًا: "كان هناك تشاور مستمر حول الأحداث في اليمن والملف السوري، ونحن نعرف بأنَّ المغرب دعم وساهم بطريقة من الطرق في عاصفة حزم، وهو من الدول العشرة التي شاركت فيها".
يشار إلى أنّ مواقف المملكتين المغربية والعربية السعودية تتسمان بانسجام دائم، خصوصا في مواجهة التطرف الذي يغزو المنطقة، علمًا أنَّ زيارة العاهل المغربي تأتي غداة زيارة للرياض قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تشارك بلاده أيضا في التحالف ضد الحوثيين.
أرسل تعليقك