أكد وزير الخارجية، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، على ضرورة مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة بجدية، وحذر من أن الخلافات في المنطقة ستتعمق وتزداد الفرقة في حال عدم اتخاذ إجراءات في مجال التصدي للتطرف، ودعا إلى ضرورة مواجهة التطرف فكريا وثقافيا وعدم اقتصار معالجته على الوسائل العسكرية والأمنية وعدم الاكتفاء بالتعامل مع نتائج التطرف وعواقبه بل النظر الى الاسباب التي تؤدي الى نشوئه وترعرعه، واعتبر أنّ حل القضية الفلسطينية هو مفتاح التخلص من بذور التطرف واعتبر أن إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية في حدود العام 1967 أحد العوامل المهمة التي تساعد على التصدي للتطرف في المنطقة.
وبحثت المداولات الإماراتية والروسية على مناقشة تطورات الوضع في سوريا والعراق وليبيا واليمن والبرنامج النووي الإيراني وأهمية تضافر الجهود من أجل إيجاد حل للنزاعات في هذه المنطقة.
وشدّد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف في العاصمة الروسية موسكو، على ضرورة حل قضايا المنطقة بالتعاون ما بين دول المنطقة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن. وأوضح الشيخ عبدالله بن زايد أنّ لجوء السلطات السورية إلى القوة والبطش في التعامل مع الشعب هناك يجعل من الصعب التعاون مع الحكومة في دمشق في مجال التصدي للإرهاب. وشدد على أن "الحكومة السورية فرضت أساليب قمعية على شعبها"، ولفت إلى قمع الشعب السوري عبر الشبيحة.
وأشار إلى أن جبهة النصرة، المرتبطة بتنظيم القاعدة، هي جماعة متطرفة حسب تصنيف مجلس الأمن الدولي، وبالتالي لا يمكن لأي دولة مساندتها ولا يمكن التعامل معها.
ودعا الشيخ عبدالله بن زايد حكومتي بغداد ودمشق إلى محاولة القيام بإجراءات فاعلة للتحاور مع شعبيهما ومحاصرة ظاهرة التطرف لدى الشباب الذي صار ينخرط في التنظيمات المتطرفة. وأردف وزير الخارجية على وجوب مواجهة دول إقليم الشرق الأوسط بحث الحلول للأزمات المستعصية والتحديات التي تواجه هذه الدول بالتعاون مع الدول الصديقة والدول الأعضاء في مجلس الأمن بما فيها روسيا.
أما لافروف فقال، من جانبه، إن مواقف روسيا والولايات المتحدة بشأن سوريا تتقارب بعد سلسلة من الاتصالات رفيعة المستوى بين الجانبين، إلا أنه انتقد الموقف الأميركي لدعمها بعض جماعات المعارضة المسلحة.
وأضاف وزير الخارجية الروسي أن موسكو ستواصل حوارها مع الولايات المتحدة من أجل تحفيز الحوار بين الأطراف والقوى السورية المختلفة. وأكد أن مواقف روسيا والولايات المتحدة تقترب من حيث الحاجة للتوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، مشيرا إلى رفض بلاده زيادة الدعم للمعارضة المسلحة.
وأكد لافروف أن بلاده ستواصل التعاون مع واشنطن من أجل إطلاق الحوار الشامل بين جميع الاطراف السورية مشددا على ضرورة انخراط الدول المعنية مثل المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ومصر وإيران وتركيا في إقناع طرفي النزاع في البحث عن تسوية سياسية للأزمة.
وأعرب لافروف عن اعتقاده بأنّ المواقف مع الولايات المتحدة "تتقارب بالفعل.. وخاصة في ما يتعلق بالإعلان عن أنه لا بديل عن التسوية السياسية في سوريا على أساس بيان جنيف حزيران/يونيو 2012 لكنه استدرك بالقول " ومع ذلك، فإننا لا نؤيد موقف واشنطن، الذي يسمح في نفس الوقت وحتى يفترض استمرار تعزيز الدعم للمعارضة المسلحة"، معربا عن اعتقاده بأن "المعارضة المعتدلة ستنحاز في المحصلة النهائية للمتطرفين"، وفق رؤيته. وتابع أن الموقف الأميركي ينطلق من أن دعم المعارضة سيجعل من النظام السوري أكثر طواعية وسيضعف في الوقت نفسه تنظيم داعش وجبهة النصرة، معتبرا هذا الموقف "قصير النظر"، وفق تعبيره.
وفي شأن العلاقات الثنائية بين الإمارات والاتحاد الروسي، أكد الوزير سيرغي لافروف أن بلاده والإمارات تعتزمان تعزيز التعاون في مجال مكافحة التطرف، بما في ذلك عبر صيغ متعددة الأطراف.
وأكد لافروف أن روسيا تنوي تعزيز العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة في كافة المجالات. واعتبر أن زيارة وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان تأتي في وقت مناسب وستساهم في تنفيذ المهمات التي طرحتها قيادتا البلدين.
وأضاف أنّ "علاقات الصداقة والشراكة التي تربط بين دولتينا تتطوّر بشكل متواصل، وهو ما يمثل عاملا يساهم في تطبيع الوضع في الشرق الأوسط. إننا نعتزم تعزيز التعاون بين وزارتي الخارجية والحوار السياسي، ودفع العلاقات في كافة المجالات دون استثناء قدما إلى الأمام" وأعرب لافروف عن ارتياح بلاده لمستوى العلاقات الثنائية مع دولة الإمارات قائلًا إن المحادثات مع الشيخ عبدالله تناولت تطوير العلاقات في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية والانسانية.
أرسل تعليقك