أعلن المتحدث باسم التحالف العربي العميد الركن أحمد عسيري، أن صاروخ "كاتيوشا" أطلقه "الحوثيون" من الأراضي اليمنية، أصاب مسجدًا في جازان وقت صلاة الجمعة، وأدى إلى استشهاد مدني.
ونفى عسيري أن تكون طائرات التحالف قصفت الأحياء القديمة في قلب صنعاء، والتي تُعدّ معلمًا تاريخيًا، ولم يستبعد انفجار أسلحة أو ذخائر يخفيها الحوثيون هناك، فيما وصفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" تلك الأحياء بأنها "واحدة من أقدم جواهر العالم"، لتندّد بالحادث.
وكان مواطن سعودي استشهد وأصيب آخر جراء استهداف "الحوثيين" مسجدًا أثناء صلاة الجمعة في قرية العطايا الحدودية.
وأوضح المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني في منطقة جازان الرائد يحيى القحطاني أنه في تمام الساعة 1:00 من ظهر أمس الجمعة، باشرت فرق الدفاع المدني بلاغًا عن سقوط مقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية بجوار جامع قرية العطايا في محافظة صامطة عند خروج المصلين بعد أداء صلاة الجمعة، نتجت عنه وفاة مواطن وإصابة آخر، إضافة إلى تعرض المسجد لبعض الأضرار، وتم تنفيذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك، وإعادة الأوضاع إلى حالتها الطبيعية وفق خطط الدفاع المدني المعتمدة.
وكانت جماعة "الحوثي" اتهمت التحالف بشن غارات جوية على الأحياء التاريخية في قلب العاصمة اليمنية، وفيما تواصلت المواجهات بين مسلحي المقاومة المؤيدين للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وميليشيا جماعة الحوثيين والقوات الموالية لها في تعز ومأرب والضالع وسط أنباء عن تقدم المقاومة، أعلنت الأمم المتحدة أن موفدها إلى اليمن سيُجري في جنيف بعد غد الاثنين، مشاورات منفصلة مع طرفي الصراع، سعيًا إلى التمهيد لمفاوضات بينهما.
وأعلن الحزب الاشتراكي اليمني رسميًا موافقته على المشاركة في محادثات جنيف، في حين لم يعلن الحوثيون وحزب "المؤتمر الشعبي" رسميًا من سيمثلهم، وسط أنباء عن خلافات على نسب التمثيل في وفد من سبعة أعضاء، في مقابل سبعة آخرين يمثلون حكومة الرئيس هادي.
وطاول قصف طيران التحالف في صنعاء فجر أمس، مخازن للسلاح في مصنع مهجور للغزل والنسيج قرب مقر قيادة الشرطة العسكرية، كما جدد استهداف معسكر ألوية الصواريخ في فج عطان غرب العاصمة ومعسكر قوات الاحتياط جنوبها، في منطقة السواد.
وذكرت مصادر في محافظة لحج شمال عدن، أن طيران التحالف استهدف مواقع للحوثيين في مفرق عقان ومفرق قيف في المسيمير ومنطقة العند، ما أدى إلى سقوط العشرات في صفوفهم بين قتيل وجريح، وامتد القصف إلى عمران وصعدة شمال صنعاء، وقال شهود إن الغارات استهدفت مجمع المحافظة في عمران ومعسكر اللواء السابع ومقر الشرطة العسكرية.
وأضافت المصادر أن غارات أخرى لقوات التحالف استهدفت مواقع للحوثيين في مناطق باقم ومنبّه والنضير التابعة لصعدة. وتحدثت مصادر الحوثيين عن إصابة سوق شعبي في منطقة باقم يدعى "يسنم"، وسقوط 12 مدنيًا.
وأشارت مصادر المقاومة في محافظة الضالع الجنوبية، إلى أن عشرين مسلحًا حوثيًا قُتِلوا وجُرِح آخرون في هجوم على مواقعهم في منطقة سناح شمال مدينة الضالع، في حين ذكر شهود في تعز جنوب غرب، أن المواجهات تجدَّدت أمس في وسط المدينة، غداة معارك ضارية وقصف متبادل أدى إلى مقتل 15 شخصًا بينهم مدنيون.
وفي محافظة مأرب شرق صنعاء، قالت مصادر قبلية إنَّ مسلحي المقاومة من رجال القبائل، حقّقوا تقدمًا في جبهة الجدعان وسيطروا على ثلاثة مواقع للحوثيين واستولوا على عتاد لهم في منطقة نجد العتق غرب معسكر "ماس"، وسط أنباء عن قائد ميداني في جماعة الحوثيين.
إلى ذلك، نقلت وكالة "فرانس برس" عن الناطق باسم التحالف العربي العميد الركن أحمد عسيري، قوله إن التحالف لم يشنّ أي غارة داخل المدينة القديمة في صنعاء. وشدّد على أهميتها التاريخية، علماً أنها مُدرجة على لائحة "يونسكو" للتراث العالمي.
وتابع عسيري أن "مسلحي الحوثيين ربما كانوا يخفون أسلحة أو ذخائر في تلك المنطقة وقبل أيام وقع انفجار في واحد من مخازنهم، لذلك ربما يكون ما حصل أمس واحدًا من انفجارات مماثلة".
وفي جنيف، أعلن ناطق باسم الأمم المتحدة أمس، أن مبعوث المنظمة الدولية إلى اليمن، سيُجري الاثنين محادثات منفصلة مع طرفي الصراع على أمل جمعهما إلى طاولة تفاوض.
ويُجري المبعوث إسماعيل ولد الشيخ أحمد المحادثات، التي يُتوقَّع أن تستمر ثلاثة أيام، سعيًا إلى إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من شهرين بين جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وأوضح الناطق أحمد فوزي في جنيف، أن المحادثات "ستنطلق عن قرب، أي أن المبعوث سيتنقل بين الطرفين آملًا في أن يتمكن من جمعهما خلال هذه المشاورات".
ويحضر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الأول من محادثات جنيف التي لفت فوزي إلى أنها ستكون بداية لعملية. وزاد: "هذه أول مشاورات تشارك فيها أطراف الصراع منذ استئناف القتال، لذلك هي خطوة مهمة، إذ تتحرك الأطراف كما نأمل صوب التسوية، ويأمل المبعوث الخاص والأمين العام بأن تعطي المشاورات قوّة دفع جديدة تبني الثقة بين الأطراف اليمنية، وتتمخّض عن مزايا ملموسة للمدنيين، خصوصاً خفض العنف وإتاحة المساعدات الإنسانية والخدمة الأساسية".
أرسل تعليقك