الرياض ـ سعيد الغامدي
علقت طهران رحلات العمرة إلى المملكة العربية السعودية؛ بسبب الصراع والتوتر في اليمن، ووسط مزاعم بأن اثنين إيرانيين تم الاعتداء عليهما جنسيًا بينما كانا في طريقهما إلى المقدسات الإسلامية.
وأمر الرئيس الإيراني حسن روحاني، وزارة الثقافية، "إصدار أمر بالتعليق السفر حتى إشعار آخر لرحلات العمرة"، ويسافر كل عام 500000 من الإيرانيين لزيارة مكة المكرمة على مدار العام، والحظر يستثني الحج الذي سيبدأ في الشهر الأخير من التقويم الإسلامي.
وتشهد العلاقات بين طهران والرياض توترًا؛ بسبب الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، وتوترت بشكل أكبر خلال ورود تقارير بأن اثنين من الحجاج الإيرانيين في سن المراهقة تعرضا للاعتداء الجنسي في مطار جدة قبل أسبوعين، ما أثار احتجاجات في السفارة السعودية في طهران الأسبوع الماضي.
من جهته، أبرز وزير إيران للثقافة والتوجيه الإسلامي علي جنتي، في تصريح صحافي "لقد كنا على اتصال مع المسؤولين السعوديين من خلال القنوات الدبلوماسية لدينا في شأن الحادث المؤسف الذي وقع في مطار جدة، حيث وعدوا بمعاقبة الجناة".
وفي الوقت الذي يدور فيه الخلاف بين إيران والمملكة العربية السعودية؛ بسبب الصراع في اليمن بين المتمردين "الحوثيين" المتحالفين مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والقوات الموالية للرئيس المخلوع عبده ربه منصور هادي، اكتسب "الحوثيون" السيطرة على العاصمة صنعاء ويشاركون الآن في القتال في الشوارع في عدن، أما السعوديون وحلفاؤهم من العرب السنة الذين يقاتلون "الحوثيين" الذين ينتمون إلى الطائفة الزيدية من الشيعة، فيتهمون طهران بمنح "الحوثيين" الدعم العسكري، وهي تهمة ينكرها الإيرانيون بشدة.
وأطلقت المملكة العربية السعودية منذ الشهر الماضي، ضربات جوية لإعادة هادي ومواجهة تقدم "الحوثيين"؛ لكنها لم تحقق الكثير في دفع المتمردين إلى الخلف، فيما توفي ما لا يقل عن 600 شخص، ضمنهم أطفال، وفقًا للأمم المتحدة.
يذكر أنّ التدخل العسكري في الرياض، مدعوم من طرف الولايات المتحدة وبريطانيا، الأمر الذي استنكرته طهران، ووصفه المرشد الأعلى بـ"أنه إبادة جماعية"، ورفض وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في عطلة نهاية الأسبوع، دعوة طهران إلى وقف إطلاق النار في اليمن، قائلًا في مؤتمر صحافي عقده في الرياض مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس. "لقد جئنا إلى اليمن لمساعدة السلطة الشرعية، وإيران ليست مسؤولة عن اليمن".
و في سياق مخالف في الأسبوع الماضي، قدم البرلمان الباكستاني ضربة للآمال السعودية بغزو بري في اليمن حيث صوت البرلمان بضرورة البقاء على الحياد في الصراع.
كما نشر الهادي، الأحد، مقالًا في إحدى صحيفة وردد اتهامات سعودية ضد إيران، واصفًا المتمردين "الحوثيين" بأنهم "دمى في يد الحكومة الإيرانية، فاليمن، تحت الحصار من طرف قوات ميليشيا "الحوثيين" الراديكالية التي أجرت حملة من الرعب والدمار، ويغذيها الدعم السياسي والعسكري للنظام الإيراني بدافع من الهيمنة الإقليمية"
كما أضاف هادي "ليس هناك شك في أنّ الفوضى في اليمن، تمت بدافع جوع إيران من أجل السلطة وطموحها للسيطرة على المنطقة كلها".
من جانبه، دعا أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون إلى الحوار واعترض بشدة على محاولات "الحوثيين" السيطرة على البلاد بالقوة، واصفًا الأمر بأنه "غير مقبول"، وعبر في تصريح صخافي له العاصمة القطرية، الدوحة عن قلقه إزاء التصعيد العسكري، ولافتًا إلى أنّه "لا يجب السماح للأزمة الداخلية في اليمن أن تنمو إلى صراع إقليمي يطول أمده، نحن في حاجة ماسة لوقف التصعيد والعودة إلى المفاوضات السلمية".
أرسل تعليقك