كشف وزير الدولة الإماراتي لشؤون المجلس الوطني الاتحادي رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات الدكتور أنور قرقاش، عن أن انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، للمواطنين الموجودين في الخارج يومي 20 و21 سبتمبر/أيلول المقبل ستتم من خلال 93 بعثة دبلوماسية لدولة الإمارات، مشيرًا إلى أن عدد المراكز الانتخابية داخل الدولة وصل إلى 36 مركزًا.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمها، اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للانتخابات في فندق الشاطئ روتانا في أبوظبي، وأدارها رئيس الاتحاد حبيب الصايغ بحضور عدد من المسؤولين وأعضاء الاتحاد ومثقفين وطلبة جامعات وحشد من الجمهور.
وبدأ قرقاش المحاضرة باستعراض السياق التاريخي لتطور برنامج الانتخابات في دولة الإمارات الذي بدأ مع خطاب التمكين لرئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في عام 2005، والذي أكد على وجود حاجة لتوسيع وتفعيل المشاركة السياسية، وكانت أولى بوادر الترجمة العملية لهذا الخطاب في حكومة نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في عام 2006، حيث تم إيجاد منصب وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني، وكلفت الوزارة بوضع خطاب التمكين موضع التنفيذ.
ونوه الدكتور قرقاش إلى أن "التجربة الانتخابية عندما بدأت في دولة الإمارات لم يكن هناك ما يسمى "ربيع عربي" الذي جاء بعد 6 سنوات من انطلاق هذه التجربة، مما يعني أن الإمارات لم تكن في مأزق وهي لسيت في مأزق اليوم"، مؤكدًا أن "الانتخابات جاءت نتاج قناعة راسخة بأهمية توسيع المشاركة السياسية بما يواكب مسيرة التنمية التي شهدتها الدولة في كل المجالات ومنها المجال السياسي.
وذكر الدكتور قرقاش، أن "فلسفة التجربة الانتخابية في دولة الإمارات تقوم على الحاجة إلى تطوير المشاركة السياسية، مع الحرص على أن تكون هذه التجربة متدرجة، وراسخة، وأرجع توقيت بدء انتخابات المجلس الوطني الاتحادي قبل تسع سنوات، إلى رغبة القيادة في وجود تنمية سياسية مواكبة لتطور دولة الإمارات على مدى العقود الأربعة الماضية، وأن التدرج جاء بسبب سقوط العديد من تجارب المشاركة السياسية في الدول التي تسرعت بتطبيقها، وكذلك لأن الإمارات لديها رصيد كبير من الإنجازات وتريد البناء عليه.
وتابع "هناك التزام من القيادة بأن هذه التجربة عبارة عن محطات، يتم تقييم كل واحدة منها، وتطويرها حتى الوصول إلى النموذج الانتخابي الأفضل، فقيادتنا تريد مشاركة سياسية حديثة ومؤثرة تتناسب مع مجتمعنا، وفي الوقت نفسه تكون متطورة وحضارية بعيدًا عن أي صراعات واتهامات بين المتنافسين، إذ تسعى إلى المحافظة إلى القيم الإماراتية الأصيلة، والاستفادة منها في التقدم نحو الأمام، وأن نجاح الانتخابات مسؤولية مشتركة لتعزيز الحياة البرلمانية في الإمارات.
وحول مسألة تعيين نصف أعضاء المجلس من قبل أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، أكد قرقاش أن "هذا التعيين يحصن العملية الانتخابية خاصة في مجال عدالة التمثيل، فمثلًا في الانتخابات قد ينجح في إمارة ما ولأسباب متعددة المرشحون عن مدينة واحدة أو منطقة واحدة فقط بالتالي يتدخل الحاكم بتعيين أشخاص يمثلون بقية مناطق الإمارة، كذلك الأمر بالنسبة للتمثيل النسائي فمثلًا في الانتخابات السابقة لم ينجح بالترشيح سوى امرأة واحدة هي العضو شيخة العري عن إمارة أم القيوين، لذلك جاء التعيين لينقذ الموقف ويزيد من تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي.
وأوضح قرقاش أن النجاح الأكبر لهذه التجربة يكمن في وجود مشاركة سياسية تتطور بشكل مستمر، وكذلك إدراك المجتمع للتجربة الانتخابية، فأصبح هناك من يحاسب النائب ويقيّم أداءه"، مؤكدًا أن "القيادة تتطلع من خلال التدرج في تعزيز المشاركة السياسية إلى التأسيس لتجربة وطنية تجمع المواطنين ولا تقسمهم أو تنتج نموذجًا فئويًا ينعكس سلبًا على وحدة المجتمع.
وقال قرقاش "نحن مقبلون على إجراء عملية انتخابية جديدة نتمنى لها النجاح كسابقاتها، يجب علينا أن ندرك أهمية هذه الخطوة التي تخطوها دولتنا، والتي يعول عليها في تدعيم مسيرة التنمية والتطوير التي تنتهجها دولة الإمارات، كما أننا اليوم في طور التحضير والاستعداد لعملية انتخابية تحاكي تطلعات قيادتنا الرشيدة، في بناء مجتمع واع ومثقف سياسيًا، يسهم في تحقيق أهداف برنامج التمكين السياسي لدولة الإمارات العربية.
وتوقع الدكتور قرقاش، أن "تشهد الانتخابات المقبلة زيادة في نسبة المشاركة بناء على جملة من المعطيات هما نمو الوعي بأهمية العملية الانتخابية واعتماد التصويت الإلكتروني وزيادة عدد مراكز الاقتراع وإتاحة المجال للتصويت من أي إمارة إلى جانب تطبيق التصويت المبكر"، وقال رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات حبيب الصايغ، إن "الاتحاد ينظر إلى الانتخابات كاستحقاق كبير يتوج مسيرة دولة الإمارات بين ماضيها الذي نعتز به وحاضرها الذي ينتمي في معظم وجوده إلى المستقبل.
وأضاف الصايغ "عندما نتذكر خصوصية التجربة فإن هذا يزيدنا اعتدادًا وتمسكًا بنهج رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي اتضح خصوصًا في كلمته الاستثنائية عام 2005 وكذلك في عام 2007.
أرسل تعليقك