الرباط، لندن – رضوان مبشور، سليم كرم
الرباط، لندن – رضوان مبشور، سليم كرم
دانت محكمة ميلانو، الإثنين، رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو بيرلسكوني بالسجن 7 سنوات سجنًا نافذًا، والإقصاء من تولي المناصب السياسية مدى الحياة، على خلفية تورطه في ممارسة الجنس مع الراقصة المغربية كريمة المحروقي الملقبة بروبي عندما كان عمرها 17 سنة بمقابل مادي، وهو ما يعتبر جنحة في القانون الإيطالي.
وطالب المدعي العام الإيطالي بإدانة رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق
سيلفيو بيرلسكوني، والحكم بسجنه ستة أعوام، وحرمانه من ممارسة العمل السياسي لمدة خمسة أعوام، بعد محاكمة استمرت فترة تزيد على العامين.
وأنكر بيرلسكوني في كل جلسات المحاكمة التهم الموجهة إليه، وأصر أنه لم يكن أبدًا على علاقة جنسية مع روبي عندما كانت قاصرًا، وهو ما أكدته الأخيرة التي اعترفت أمام المحكمة أنها كانت تشارك في حفلات جنسية كان يقيمها بيرلسكوني بمقابل مادي يتراوح بين ألفين و 3 آلاف دولار لليلة الواحدة، قبل أن تتراجع عن أقوالهم في نيسان/ أبريل الماضي، وتنفي ممارستها للجنس مع بيرلسكوني، غير أن بعض التقارير الصحافية الإيطالية أكدت أن روبي تلقت مبلغًا ماليًا قدرته بـ 5 ملايين يورو من أجل العدول في أقوالها وتبرئته.
وقررت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية أن تعرض من جديد التفاصيل المحيطة بقضية حفلات "البونغا بونغا"، أي حفلات الانحلال الجنسي التي كان رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو بيرلسكوني يقيمها لضيوفه في فيلته في ضواحي مدينة ميلان.
ويواجه بيرلسكوني في هذه القضية اتهامين رئيسيين: الأول يتمثل في استغلال نفوذه ومنصبه، والثاني في ممارسة الجنس مقابل المال مع بنت من بنات الهوى، وهي الراقصة المغربية الأصل كريمة المحروق، المعروفة باسم روبي آسرة القلوب، والتي كان يقل عمرها عن السن القانوني.
واتصل بيرلسكوني هاتفيًا بشرطة ميلان في آيار/ مايو العام 2010 يطلب الإفراج عن كريمة المحروق، التي كان عمرها آنذاك 17 عامًا، والتي كان مقبوضًا عليها آنذاك بتهمة السرقة، وأقدم بيرلسكوني على هذا التصرف بعد أن تلقّى وهو في قمة الأمن والتعاون الأوروبية في باريس، مكالمة من فتاة استعراض برازيلية تعمل في مجال الدعارة تدعى ميشيل كونسيساو، وأراد بهذه المحاولة أن يخفي حقيقة علاقته مع روبي، التي يقول المدعي العام إنها حضرت 13 من حفلات الـ "بونغا بونغا" معه.
وزعم بيرلسكوني للشرطة أن روبي حفيدة الرئيس المصري آنذاك حسني مبارك، وطالب لذلك بضرورة الإفراج عنها حتى لا يسبب احتجازها أزمة دبلوماسية بين مصر وإيطاليا.
ثم طلب من نيكول مينيتي وهي فتاة استعراض إيطالية من أصول بريطانية، والتي تحولت بعد ذلك للعمل في مجال السياسة، التوجه إلى الشرطة لإخراج روبي، وتسليمها إلى ميشيل كونسيساو البرازيلية.
وطالب المدعي العام الإيطالي بإدانة رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو بيرلسكوني، والحكم بسجنه ستة أعوام، وحرمانه من ممارسة العمل السياسي لمدة خمسة أعوام.
أما عن مدلول الـ "بونغا بونغا" فهناك تفسير لبيرلسكوني الذي يقول إنها مشتقة من نكتة سياسية كان يحب أن يحكيها عن اثنين من السياسيين في تيار اليسار الإيطالي تعرضا للأسر على يد قبيلة من قبائل آكلة لحوم البشر في أفريقيا.
أما التفسير الثاني فيقول إنها عبارة استعارها من صديقه معمر القذافي، والتي كان يشير بها إلى قصر حريم من النساء الصغيرات، وبصرف النظر عن تلك التفسيرات فهي تعني حفلات الاستثارة الجنسية، وما يمكن أن تقدمه الجميلات في الحفل من خدمات جنسية.
وفي ما يتعلق بما كان يحدث في هذه الحفلات، فإن المدعي العام يقول إن هناك أكثر من 30 امرأة شابة جميلة حضرت حفلات بيرلسكوني لتقديم عروض "الاستربتيز"، أي التعري من الملابس قطعة قطعة من أجل الاستثارة الجنسية، وكذلك حفلات الرقص الداعرة داخل قاعة الـ"بونغا بونغا"، التي كانت تحت الأرض وكانت هذه القاعة تضم مسرحًا وبارًا ومرقصًا، وفي إحدى المناسبات كانت هؤلاء البنات يقمن بتقبيل وملاطفة تمثال صغير لما يسمى أسطوريًا بـ "إله الخصوبة".
ويقول بعض الشهود إنهن كن يقمن بملامسة الأجزاء الحساسة والمثيرة من جسم بيرلسكوني، الذي كان يرد على كل لمسة بلمسة من عنده، وكان بيرلسكوني يغدق عليهن بالآلاف من عملة اليورو في كل مرة يحضرن تلك الحفلات.
أما عن روبي آسرة أو "سارقة القلوب" فهي مولودة في المغرب، ولكنها جاءت إيطاليا وهي طفلة في صحبة والديها اللذين هاجرا إلى صقلية، وهربت مرات عدة من منزل عائلتها خلال فترة مراهقتها، وشاركت في مسابقات جمال، وهناك التقطها إميلليو فيديه صديق بيرلسكوني، الذي يعمل مذيعًا في إحدى محطاته التليفزيونية، ثم دعاها لحضور حفلة "بونغا بونغا".
يذكر أن إميلليو يواجه اتهامًا بممارسة عمل القواد، وتسهيل جلب النساء لبيرلسكوني، وفي تلك الحفلة أعرب بيرلسكوني عن إعجابه بها بمنحها عشرة آلاف يورو نقدًا، ويقول المدعي العام إنه مارس الجنس معها مقابل ذلك المبلغ ولكنها تنكر ذلك، وتقول إنها لم تكن أبدًا رفيقة وصاحبة له.
ولكن ما هو المصير الذي ينتظر بيرلسكوني في هذه القضية؟ وهل يمكن أن يكون مصيره السجن؟ هذا الاحتمال ضعيف، وحتى لو تمت إدانته بأي من التهمتين فإن محاميه سيستأنف ضد الحكم، وسيظل بيرلسكوني طليقًا حتى موعد نظر الاستئناف ولو خسر الاستئناف فسيستأنف من جديد أمام المحكمة العليا في إيطاليا، الأمر الذي قد يستغرق أعوامًا أخرى، كما أنه نادرًا ما تقوم محاكم إيطاليا بسجن أفراد في السبعينات من عمرهم ما لم تكن التهم خطيرة مثل القتل.
وكانت محكمة ميلانو دانت سيلفيو بيرلسكوني في العام 2010 بأربع سنوات سجنًا بتهم تتعلق في الأساس بجرائم الأموال والتهرب الضريبي.
أرسل تعليقك