دمشق ـ جورج الشامي
حذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من نتائج القرار الأميركي بتسليح المعارضة السورية، وهي خطوة قال النظام السوري، إنها "تعكس تورط الولايات المتحدة المباشر في سفك دماء الشعب السوري وازدواجية فاضحة في تعاطيها مع الإرهاب"، بينما تباحث وزير الخارجية الأميركي،
غون كيري، عبر الهاتف، معه في الأدلة التي حصلت عليها الإدارة الأميركية وتثبت استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية ضد معارضين له، كما تباحثا في مؤتمر جنيف-2 الدولي المقرر عقده سعيًا إلى حل سلمي للنزاع في سورية، فيما استبعدت الولايات المتحدة فرض منطقة حظر جوي في سورية لمساعدة مقاتلي المعارضة، ومن جانبه طالب وزير الخارجية الألماني النظام السوري "بالالتزام بالقوانين والتشريعات الدولية"، داعيًا موسكو إلى "التوقف عن توريد الأسلحة للنظام السوري"، مؤيدا المبادرة الأميركية الروسية بانعقاد مؤتمر دولي بشأن سورية، هذا و أفادت أوساط الرئيس الفرنسي بأن "مؤتمرًا عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة عقد الجمعة بين باراك اوباما، وفرنسوا هولاند، وأنجيلا ميركل، وديفيد كاميرون، وانريكو ليتا، استعدادا لقمة مجموعة الثماني التي تعقد الاثنين والثلاثاء في أيرلندا الشمالية، وقد ناقش القادة خاصة الموضوع السوري"، هذا و أكدت معلومات صحافية أنه "منذ وصول الأعمال العسكرية إلى محافظة حلب وجوارها، تعمل وحدات خاصة بريطانية وفرنسية وأميركية داخل سورية، بالتعاون مع "المجلس الوطني السوري" و"الجيش السوري الحر".
هذا وقال مصدر عسكري أميركي، إن واشنطن بدأت بتزويد المعارضة السورية المسلحة، بالأسلحة الثقيلة والصواريخ المضادة للطائرات. وأوضح المصدر، إن الأسلحة دخلت إلى سورية، عبر الحدود التركية، بينما تقول المعارضة السورية إنها لم تتلق بعد أي أسلحة.
و على جانب آخر حذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من نتائج القرار الأميركي بتسليح المعارضة السورية، وهي خطوة قال النظام السوري، إنها "تعكس تورط الولايات المتحدة المباشر في سفك دماء الشعب السوري وإزدواجية فاضحة في تعاطيها مع الإرهاب".
وأوضح لافروف، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي، غون كيري، أن "قرار تسليح المعارضة السورية سيؤدي إلى تصعيد جديد في المنطقة"، مشيرًا إلى أن "الاتهامات التي وجهتها الإدارة الأميركية ضد الحكومة السورية في استخدام السلاح الكيماوي لا تعتمد على أدلة ثابتة"، على ما أوردت وكالة ريا نوفوستي الرسمية.
ومن جهتها، دانت دمشق القرار الأميركي، وقالت على لسان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية: "الولايات المتحدة التي تسعى من خلال اللجوء إلى أساليب مبتذلة لتبرير قرار الرئيس باراك أوباما بتسليح المعارضة السورية تمارس إزدواجية فاضحة في تعاطيها مع الإرهاب".
وأوردت وكالة الأنباء السورية، سانا، عن المصدر "القرار الأميركي بتزويد المجموعات الإرهابية المسلحة بالسلاح يؤكد أن سلوك الولايات المتحدة إزاء الأزمة في سورية يعكس تورطها المباشر في سفك دماء الشعب السوري ويثير تساؤلات جدية بشأن صدق نواياها في المساهمة بإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية".
و في المقابل تباحث وزير الخارجية الأميركي، غون كيري، عبر الهاتف، معه في الأدلة التي حصلت عليها الإدارة الأميركية وتثبت استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيميائية ضد معارضين له، كما تباحثا في مؤتمر جنيف-2 الدولي المقرر عقده سعيًا إلى حل سلمي للنزاع في سورية وقال المسؤول إن "وزير الخارجية قال بوضوح انه يتعين على النظام السوري أن يوافق على دخول محققين من الأمم المتحدة وانه يجب على روسيا أن تدعم تحقيق الأمم المتحدة هذا بعد الخلاصة التي توصلت إليها واشنطن بأنه تم استخدام السلاح الكيميائي من قبل الجيش السوري".
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي، قالت في وقت سابق ان "الرئيس باراك اوباما سيقدم لنظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة الثماني التي ستعقد الاثنين والثلاثاء المقبلين في ايرلندا الشمالية كل الأدلة على أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية ضد معارضيه بما في ذلك غاز السارين".
و من جانبه شدد وزير الخارجية الألماني غويدو فسترفيلله على "أهمية انعقاد المؤتمر الدولي بشأن سورية "جنيف 2"، موضحا ان "عقد المؤتمر مشروط بوقف إطلاق النار في أنحاء سورية وتحديدًا في القصير".
واعتبر فسترفله في حديث لصحيفة "عكاظ" السعودية، أن "مشاركة مقاتلي "حزب الله" في معارك القصير تطور خطير"، منددا "بما تعرض له مواطنو المدينة من قتل من قبل مقاتلي "حزب الله".
وطالب فسترفيلله النظام السوري "بالالتزام بالقوانين والتشريعات الدولية"، داعيا موسكو إلى "التوقف عن توريد الأسلحة للنظام السوري"، مؤيدا المبادرة الأميركية الروسية بانعقاد مؤتمر دولي بشأن سورية، لافتا إلى "أهمية عقد لقاء أولي على مستوى الخبراء للتحضير لجنيف"، مشددًا على "الدبلوماسية السعودية"، منوها "بأهمية مشاركة الرياض في المؤتمر الدولي بشأن سورية".
و في السياق ذاته أفادت أوساط الرئيس الفرنسي بان "مؤتمرًا عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة عقد الجمعة بين باراك اوباما، وفرنسوا هولاند، وانغيلا ميركل، وديفيد كاميرون، وانريكو ليتا، استعدادًا لقمة مجموعة الثماني التي تعقد الاثنين والثلاثاء في ايرلندا الشمالية، وقد ناقش القادة خصوصًا الموضوع السوري".
وقالت الرئاسة الفرنسية، في بيان، إن "هولاند تشاور مع الرئيس الأميركي والمستشارة الألمانية ورئيسي الوزراء البريطاني والايطالي بهدف التحضير لقمة مجموعة الثماني التي ستعقد في 17 و18 حزيران في المملكة المتحدة".
ولاحقا، أوضحت أوساط هولاند انه "جرى بحث معمق للموضوعات التي ستبحثها مجموعة الثماني خاصة سورية"، لافتة إلى أن المناقشة استمرت نحو ساعة.
هذا و استبعدت الولايات المتحدة فرض منطقة حظر جوي في سورية لمساعدة مقاتلي المعارضة، قائلة إن فرض هذه المنطقة أكثر صعوبة وخطورة مما جرى في ليبيا.
وقال مساعد مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس إن فرض هذه المنطقة "أكثر صعوبة وخطورة وكلفة في سورية" مما جرى في ليبيا قبل عامين.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينيفر ساكي إن الرئيس باراك أوباما سيقدم "كل أدلته" إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة الثماني يومي 17 و18 حزيران/ يونيو في أيرلندا الشمالية.
وأضافت ساكي أن أوباما سيشرح لبوتين "الأسباب التي تجعلنا واثقين إلى هذه الدرجة" و"التقييم الذي كشفه البيت الأبيض بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية".
وأكدت المتحدثة إن "هذا التقييم جرى بواسطة العديد من قنوات المعلومات المستقلة".
والخميس، اتهم البيت الأبيض للمرة الأولى النظام السوري باللجوء إلى أسلحة كيميائية في مقدمها غاز السارين في حربه على المقاتلين المعارضين، واعدا بتقديم مساعدة عسكرية إلى هؤلاء.
لكن موسكو شككت في اتهامات الولايات المتحدة لدمشق، داعية واشنطن على عدم تكرار الخطأ الذي ارتكبته في العراق قبل عشرة أعوام.
وشددت بساكي على أن التاريخ لن يعيد نفسه، في إشارة إلى اجتماع لمجلس الأمن الدولي العام 2003 عرض خلاله وزير الخارجية آنذاك كولن باول قارورة قال إنها تحوي مادة الإنثراكس، وهي سلاح بيولوجي، لتبرير التدخل العسكري في العراق ضد صدام حسين.
لكن لم يتم العثور على أي سلاح دمار شامل، وأقر باول لاحقا بأنه تعرض للخداع.
وعلقت ساكي: "أذكركم بأن وزير الخارجية "غون كيري" والرئيس "أوباما" كانا شاركا في المناقشات آنذاك بشأن العراق"، في إشارة إلى إعلان أوباما وكيري رفضهما الشديد للحرب في العراق يوم كانا عضوين في مجلس الشيوخ.
وعلى صعيد آخر أكدت معلومات لصحيفة "الجمهورية" أنه "منذ وصول الأعمال العسكرية إلى محافظة حلب وجوارها، تعمل وحدات خاصة بريطانية وفرنسية وأميركية داخل سورية، بالتعاون مع "المجلس الوطني السوري" و"الجيش السوري الحر" والعناصر الأُخرى المتنوّعة التي تكوِّن المعارضة. وترفع هذه الوحدات تقارير دورية إلى قياداتها المعنية بشأن رؤيتها وتصوّرها لواقع الحال على الساحة السورية. ولعلّ اهمّ متطلبات العمليات الاستخبارية من الوجهة الاستراتيجية، أنه لا بد من فهم أعمق لفكر وجدول أعمال وحركة كلّ المجموعات الرئيسة على الأرض وصلاتها بعضها مع بعض ودولياً".
و في سياق متصل لفت رئيس جمهورية الشيشان بروسيا الاتحادية رمضان قادروف، إلى أن "هناك أجهزة خاصة أجنبية تحاول تجنيد الشباب من الشيشان للقتال في صفوف المعارضة السورية".
واوضح قادروف في حديث لوكالة "إنترفاكس" الروسية، انه "ليس سرًا على أحد أن ما يسمى بالمعارضة السورية تقودها أجهزة خاصة أجنبية، ولا يسعى أحد لإخفاء هذه الحقيقة"، لافتا إلى أن "من الطبيعي أنهم يحاولون تجنيد الشباب القادم من روسيا إلى سورية، ولا توجد ثقة في أن هذا التجنيد لن يستهدف بلادنا".
واعتبر قادروف أنه "لا جهاد في سورية بل حملة خططت لها قوى خارجية بدقة لإسقاط النظام وتدمير البلاد وتصفية قواتها المسلحة"، مشيرا إلى أن "بضعة أشخاص من الشيشان موجودون في سورية".
ودعا قادروف إلى "عرض طبيعية المعارضة السورية وما تسعى إليه وما علاقتها بالإسلام في القنوات التلفزيونية"، لافتا إلى "أنه عقد اجتماعًا خاصًا بمشاركة رجال دين بارزين في الشيشان وبعض الوزراء وكلفهم بتعريف الشباب بالطابع الحقيقي للأحداث في سورية لمنع احتمال تجنيدهم للمشاركة في هذه الحرب".
ونقل قادروف عن علماء مسلمين أنه "لا توجد في سورية أية ملامح للجهاد، ويستخدم الجانبان السلاح، ويجري الصراع من أجل السلطة والموارد، وفي هذه الحرب يخضع ما يسمى بالمعارضة لمن يمولها ويزودها بالسلاح والذخائر ويرسل لها خبراء عسكريين".
أرسل تعليقك