القاهرة ـ محمد الدوي
وصف الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة والرئيس الشرفيّ للمجلس القومي لحقوق الإنسان، الدكتور بطرس بطرس غالي، قرار مصر بخفض مستوى التمثيل الدبلوماسيّ مع تركيا، بأنه مظهر من مظاهر عدم الارتياح والاعتراض على ما رأته القاهرة تدخلاً من حكومة أنقرة فى الشؤون الداخلية، وذلك فى
إشارة إلى ما عكسته التصريحات المستمرة لرئيس الحكومة التركية ضد مصر.وأشار غالي، إلى أن قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدول، لا يعني قطع العلاقات الاقتصادية والثقافية بين الشعوب، كما أنها لا تعني قطع التفاوض.جاء ذلك فى محاضرة للدكتور غالي، فى المؤتمر الإقليميّ الذي نظّمه المركز العربيّ للثقافة القانونيّة في دورته السابعة، برئاسة المستشار الدكتور خالد القاضي، وبحضور أكاديميين وخبراء القانون في عدد من الدول العربية، من بينها مصر وفلسطين وسلطنة عُمان والأردن والعراق وجزر القمر والسودان وليبيا.وأعرب الرئيس الشرفيّ للمجلس القومي لحقوق الإنسان، عن أمله بتوصّل الدول العربية إلى وحدة حقيقية، لمواجهة تحديات النظام الدولي الجديد في عصر العولمة، وقال "أملي ألا ننسى هذه الفكرة الأساسية، فالعناصر موجودة من لغة ودين مشترك وجوار جغرافي ممتد وسهل وحركة انتقال سلسلة ومتنوعة بين دول العالم العربي، نحتاج إلى قيادة عربية جديدة في العالم العربيّ، تنال تأييد العالم العربي وتقوده إلى تطبيق هذا الفكر الناضج، وقد نحتاج إلى وقت حتى يمكن أن نصل ولو إلى الحد الأدنى للتكامل العربي"، مُحذرًا من الانقسام العربيّ وتداعياته على الشعوب العربية، خصوصًا في الوقت الذي نرى فيه دول العالم إلى فكر التحالفات والتكتلات.
وكشف غالي، أنه كان متحمسًا بشدة عندما قامت الجامعة العربية بطرح فكرة الولايات المتحدة العربية، وهو مما كان يفكر فيه أول أمين عام للجامعة العربية عبدالرحمن عزام، حيث تباحثا بالفعل في هذا الشأن في الخمسينات من القرن الماضي، وأن المهم أن تنفتح الدول العربية على الخارج فكريًا، على الأفكار والمفاهيم الجديدة، لافتًا إلى أن سر قوة الولايات المتحدة الأميركية في التنوع الذي تحظى به وانفتاحها على بلاد العالم كافة، وهو ما جعلها أكبر قوة اقتصادية في العالم، وتملك رادع القوة الاقتصاديّة.
وفي ردّه على سؤال، قال غالي "إن من بين الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة الأميركية تعترض على ولاية ثانية لي كأمين عام للأمم المتحدة، هو دفاعه المستمر عن القضية الفلسطينية، فقد اعتبروني ميالاً للدفاع عن الجانب الفلسطينيّ".
وقد تحدّث الدكتور بطرس، في بداية المحاضرة عن مستقبل الأمم المتحدة، مستعرضًا دوره ومحاولاته فى تغيير وإصلاح المنظمة، وهو ما كان لا يرضي الدول الكبرى.
أرسل تعليقك