دمشق - جورج الشامي
تعاني مدينتا الهامة وقدسيا في ريف دمشق، من حصار خانق تفرضه قوات الحكومة والميليشيات التابعة لها، ويتزامن ذلك مع غياب المواد الغذائية، وانقطاع مادة الطحين، وانقطاع في التيار الكهربائي، وشبكة الاتصالات والانترنت بشكل متكرر، ومنع دخول سيارات القمامة من الدخول، فيما شهدت الأيام القليلة الماضية حالة نزوح في المدينتين، حيث أفيد أن أكثر من نصف مليون شخص يقطنون المدينتين،
منهم ما يزيد عن 200 الف فلسطيني نزحوا من مخيم اليرموك، إضافة إلى عدد من السوريين النازحين من الريفين الجنوبي والشرقي لمدينة دمشق، فضلاً عن السكان الأصليين للهامة وقدسيا.
وازاء ذلك، أكّدت مصادر ل "العرب اليوم" أن يوم غد السبت قد يشهد حلحلة لبعض الأمور، وخاصة الغذائية منها، ولكن يبقى ذلك ضمن التوقعات والتكهنات.
ولكن ماذ عن الايام السابقة؟
فقبل العيد بأيام بدأت تلوح ملامح الحصار بقطع مادتي الطحين والمازوت عن فرن الهامة في ريف دمشق مع استمرار توريدها إلى قدسيا فتم تخصيص عدد من ساعات عمل فرن قدسيا لتلبية حاجة إخوتنا في المدينة ..
في هذه الأيام بدأ شبيحة جبل النازحين ليلا باستهداف السيارات على طريق بيروت القديم عند قوص قدسيا، شاركهم شبيحة جبل الورود باستهداف السيارات بمنطقة السكة في الهامة وقد سجلت إصابات عدة في صفوف المدنيين.
وعشية أول أيام العيد الاثنين 14-10-2013، شهدت بلدة قدسيا حركة كثيفة واكتظاظا بالأسواق وكانت البضائع متوفرة بالسوق والناس تبيع وتشتري بشكل طبيعي، ومساء أغلق حاجز الصفصاف ومنع الناس من النزول باتجاه دمشق وظن الجميع أنها إجراءات أمنية روتينية لكي يؤمنوا خروج "بشار الأسد" من جحره صبيحة العيد.
وفي أول أيام عيد الأضحى الثلاثاء 15-10-2013 استيقظ الناس صبيحة العيد على أصوات هدير طائرات الميغ والسوخوي التي صبت حممها على إخوتنا في درايا والمعضمية والغوطة الشرقية بأكثر من خمسين غارة تزامنا مع تمثيلية "بشار الأسد" بأداء صلاة العيد، خلال هذا اليوم استمر إغلاق حاجز الصفصاف ومنع السيارت من النزول باتجاه دمشق كذلك تم إغلاق حاجز الضاحية وقد تم السماح لأشخاص وسيارات عدة في هذا اليوم بالمرور وفق هوى شبيحة الحواجز وشرط أن يكون المواطن من غير ساكني قدسيا أو الهامة على الهوية، وعند العصر استهدفت الدبابة المتواجدة في رحبة معامل الدفاع مدينة الهامة بثلاث قذائف سببت رعبا كبيرا بين الأطفال والمدنيين.
أما ثاني أيام العيد الأربعاء 16-10-2013 استمر إغلاق حاجزي الصفصاف والضاحية، وعصرا تم فتح حاجز الضاحية مع تدقيق شديد على السيارات الخارجة وإرجاع بعضها إضافة إلى الازدحام الكبير والخانق على هذا الحاجز أما حاجز الصفصاف فبدأ بالسماح بالمرور عبره للمشاة حصرا دون السماح بنزول السيارات
وفي ثالث ورابع أيام العيد الخميس 17-10-2013 والجمعة 18-10-2013 استمرار إغلاق حاجزي الصفصاف والضاحية بنفس السياسة.
ويوم السبت 19-10-2013 فتحت المحلات أبوابها لبيع ما تبقى لديها من بضائع بعد العيد وبدأ الفرن في قدسيا بالعمل بما تبقى من طحين وأغلق في ساعة مبكرة لنفاذ الطحين.
أما يوم الأحد 20-10-2013 توقع الجميع أن تعود الطرقات لسابق عهدها كونه أول يوم دوام رسمي بعد العيد إلا أنهم فوجئوا باستمرار إغلاق الطريق بوجه السيارات من حاجز الصفصاف والسماح فقط بمرور المشاة والازدحام الخانق على حاجز الضاحية مما عطل كثيرا من طلاب المدارس والموظفين عن أعمالهم، وفي هذا اليوم تم السماح بمرور سيارة طحين إلى قدسيا وأخرى إلى الهامة مع غياب ملحوظ لسيارات البلدية وتراكم القمامة في كلا البلدتين واللتين يسكنهما أكثر من نصف مليون نسمة.
وفي يوم الاثنين 21-10-2013 وضع الطرقات ظل كما هو إضافة إلى أن حاجز الصفصاف بدأ بمنع سيارات الطحين والخضار بالدخول إلى المدينتين وتوقف الفرنين عن العمل لنفاذ الطحين وبدأت الخضار أيضا بالنفاذ من الأسواق مع إقبال كبير من الناس لشراء المواد التموينية من طحين وسكر تحسبا للأسوأ، ومساء تم إغلاق طريق السيارات من قدسيا إلى الضاحية بحواجز اسمنتية والسماح بالمرور للمشاة فقط.
ويوم الثلاثاء 22-10-2013 حصل تطور لافت وهو قيام شبيحة النازحين ممن يسمون لجاناً شعبية بعمل حاجز مؤلف من حوالي 50 عنصرا في موقف المنصورة قبل حاجز الصفصاف وقيامهم بسرقة الحاجيات من خبز وخضار التي أتى بها السكان من دمشق بسبب نفاذها من المدينتين بالإضافة إلى المعاملة الوحشية مع الناس واعتدائهم على أكثر من مواطن بالضرب
هذا وقد قام شبيحة النازحين أيضا بإغلاق جميع الحارات من قدسيا البلد للزراعة والنفط بالرمل وقيامهم بعمل إحصاء لسكان تلك المنطقة وتسجيل لوحات سياراتهم ومنحهم أرقاما للدخول والخروج من مساكن الحرس.
كل هذا مع استمرار منع السيارات من النزول باتجاه دمشق من حاجز الصفصاف واستمرار إغلاق طريق السيارات إلى الضاحية ومنع دخول سيارات الطحين والخضار وسيارات القمامة للمدينتين.
الأربعاء 23-10-2013 استمرار الوضع في المدينتين على حاله من إغلاق للأفران ونفاذ للخضار وإقبال الناس على شراء ما تبقى من المواد التموينية مع ملاحظة ارتفاع في الأسعار بشكل عام إضافة إلى تراكم القمامة في الشوارع ومحاولات الأهالي إحراقها للتخفيف منها
بالنسبة للطرقات تم إزالة حاجز المنصورة وأصبح حاجز الصفصاف كمركز تبادل ركاب حيث أن المواطنين يستقلون السرفيس حتى ما قبل الحاجز ويقطعونه مشيا ليركبوا سيارة تكسي اخرى من بعد الحاجز، كذلك حال العودة علما أن الحاجز يسمح للسيارات بالدخول باتجاه المدينتين ولكنهم يخبرون صاحب السيارة أنه إذا دخل فلا خروج له لذلك انقسمت السرافيس قسمين، قسم من قدسيا للحاجز وبالعكس وقسم من دمشق للحاجز وبالعكس
يذكر أنه مساءً عثر على جثة الشاب أشرف سبيني الذي فقد منذ مساء الثلاثاء مشوهة ومرمية في الكروم بالقرب من جامع الصحابة ويعتقد أن شبيحة النازحين هم وراء هذا الفعل لجر المنطقة إلى المواجهة والتي لا نعلم ما مصلحتهم هم بالذات فيها إذ أن أغلب مجريات الحصار وبداياته ومحاولة إشعال المنطقة كانت على أيديهم وبحجج الخطف والإرهاب وغيرها .
يوم الخميس24-10-2013 لوحظ منذ الصباح حركة نزوح ليست بقليلة من مدينة قدسيا، فقد شوهد الكثير من المارة على حاجز الصفصاف وهم يحملون أمتعتهم إضافة إلى التغيب الكبير عن المدارس في هذا اليوم بسبب نفاذ مقومات الحياة من خبز وخضار ولحوم وغاز، من البلدتين وانحصار إدخالها على ما يتيسر للشخص حمله من دمشق.
فيما استمر الوضع يوم الجمعة 25-10-2013 على حالة، الطرقات مغلقة، والمواد الغذائية مفقودة، والنفايات تتراكم.
أرسل تعليقك