القاهرة – محمد الدوي
القاهرة – محمد الدوي
صرح المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الموقت مصطفى حجازي بأن القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي يمتلك المواصفات التي يراها المصريون في قائدهم.وقال حجازي، في تصريحات صحافية له، أن "الفريق السيسي يمكن وصفه بأيزنهاور مصر"، مشيرًا إلى الرئيس الأميركي الأسبق "دوايت أيزنهاور"، الذي كان قائدًا عسكريًا ووصل إلى منصب رئيس البلاد بتأييد شعبي
واسع.وأضاف حجازي أن "الفريق السيسي أصبح رمزًا بالنسبة للمصريين، فإذا ما رغب المصريون في أن يتولى السيسي دورًا قياديًا، فلِمَ لا" ، متابعًا بالقول "دعونا نراقب تطورات هذا الأمر في مصر على طبيعته، لكني أعتقد أن الفريق السيسي يمكن أن يكون أيزنهاور مصر في نهاية المطاف"، موضحًا أن "الفريق السيسي لا يتدخل في العملية السياسية في مصر، في مرحلة ما بعد الإطاحة بالنظام السابق، الذي سيطرت عليه جماعة الإخوان، في تموز/يوليو الماضي، وأنه يفضل موقعه في القوات المسلحة، كرمز عسكري، عن تولي منصب رئيس الجمهورية، غير أن عدم ظهور شخص بالمواصفات التي تتطلبها القيادة، مع حلول موعد انتخابات الرئاسة في مصر، فإن السيسي قد يخوض الانتخابات.وفي هذا السياق، فإن شخصية "أيزنهاور"، الذي تولى منصب القائد العام للجبهة الغربية في الحرب العالمية الثانية، قبل أن يتم انتخابه مرتين لمنصب الرئيس الأميركي، في خمسينيات القرن الماضي، والسيسي يمثل "العمود الفقري" لحكومة التكنوقراط الانتقالية القائمة، تحت قيادة الرئيس عدلي منصور، وهي الحكومة التي تشرف على مرحلة تعديل الدستور المصري، والتي تبدأ بنهايتها مرحلة الانتخابات البرلمانية والرئاسية.وأن هناك تزايد في التوقعات بأن يكون السيسي، القائد العسكري البالغ من العمر 58 عامًا، القائد الجديد لمصر، البلد الذي يسعى لإنهاء مرحلة الفوضى والاضطرابات، التي نتجت عن ثورات الربيع العربي، لاسيما مع انطلاق بعض الحملات الشعبية، التي دشنها نشطاء سياسيين وقوميين، لمطالبة السيسي بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية.وعن الشأن المصري في المرحلة الانتقالية، قال حجازي أن "عملية المصالحة ستسير جنبًا إلى جنب مع تشكيل الوضع الجديد في مصر"، محذرًا من مشاركة قيادات جماعة "الإخوان"، لاسيما المسجونين منهم، في الحياة السياسية، مبينًا أن "معظم هذه القيادات متطرفة للغاية، ما يجعل من الصعب قبول عودتهم للحياة السياسية، وأن هؤلاء الذين يتحدثون عن السياسة، بمنطقية من وراء القضبان، هم أنفسهم الذين حرضوا على العنف في اعتصاماتهم، التي أقاموها في القاهرة على مدار 45 يومًا".وأكد حجازي على عدم وجود أساس للثقة، يُمكن لهذه القيادات أن تبنيه مع الحكومة القائمة أو الشعب المصري، مضيفًا أن "أفضل ما يمكن لهؤلاء أن يفعلوه، من أجل مصلحة الناس بصورة عامة، لاسيما مصلحة جماعة الإخوان، هو أن يعتزلوا العمل السياسي".وفي شأن المقارنة بين الأزمات، التي تسبب فيها بزوغ نجم أحزاب "الإسلام السياسي" في كل من مصر والجزائر، وما أسفرت عنه تلك الأزمات، من اندلاع حرب أهلية مريرة في الجزائر، قبل عقدين، عقب التدخل العسكري في السياسة، قال حجازي أن "عقيدة الإسلام السياسي، التي تبنتها هذه الأحزاب يجب النظر إليها كعقيدة فاشلة"، موضحًا أن هذه العقيدة "تعتمد على شعارات وأفكار جامدة، ولا تعمل على إيجاد حلول للقضايا، التي تتعلق بحياة الإنسان بعقلانية".
أرسل تعليقك