الجزائر- خالد علواش
عزّزت قوات الأمن الجزائرية من تواجدها في ميناء "الغزوات"، في ولاية تلمسان، عقب ضبط مخططات إجرامية في حيازة أحد عناصر تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، الذي سلم نفسه في آي/أغسطس الماضي، والتي تستهدف الواجهة البحرية الاستراتيجية. وكشفت مصادر أمنية أن "قيادات للجيش رفيعة المستوى زارت ميناء الغزوات، خلال الأسابيع
القليلة الماضية، لوضع مخطط وقائي، بغية منع أي اعتداء إجرامي، شبيه بحادثة الهجوم على الموقع الغازي في تيقنتورين".
وأكد تقرير إخباري، السبت، أن "اختيار الجماعات المتطرفة لميناء الغزوات يعود لكونه وجهة اقتصادية وسياحية حيوية، يحجه العديد من الوفود الأجنبية، من سياح ورجال أعمال"، مضيفًا أن "الشركات والهيئات العاملة في ميناء الغزوات نقلت، نهاية الأسبوع الماضي، تعليمات كتابية تؤكد ضرورة مضاعفة اليقظة والحذر، وتوفير كل الوسائل البشرية والمادية لحماية الممتلكات والأشخاص في الميناء، مع منع المركبات، التي لا تحمل ترخيصًا، من دخول محيط المحطة البحرية".
ويرى محللون وخبراء أمن أن "اختيار التنظيم المسلح لميناء الغزوات، في أقصى شمال غربي الجزائر، يعود إلى توجيه قوات الأمن الجزائرية تركيزها على الجنوب، والحدود الشرقية مع تونس، في إشارة إلى استهداف الموقع الغازي في عين أمناس، في إليزي، أقصى جنوب شرقي البلاد، في كانون الثاني/يناير الماضي".
وأضاف المحللون أن "تنظيم القاعدة، الذي يبحث دومًا عن الزخم الإعلامي، وجد ميناء الغزوات على الواجهة الشمالية كموقع استراتيجي، لتنفيذ مخططه الإجرامي".
وقال مصدر أمني أنه "تمّ إحباط المخطط في التوقيت المناسب، بعدما حصلت قوات الأمن على وثائق سريّة هامة، من أحد المتطرفين، اللذين سلما نفسيهما لهيئات الأمن في ولاية تلمسان، نهاية آب/أغسطس الماضي".
وتجدر الإشارة إلى أن الهيئات الأمنية سبق لها، في الأسابيع الماضية، توقيف شبكة دعم وإسناد للجماعات المسلحة، تتكون من أربعة عشر شخصًا، تم عرضهم على النيابة، وإيداعهم الحبس الموقت.
وفي سياق متصل، تمكن أفراد الحرس البلدي والدفاع الذاتي، ليلة الخميس، من القضاء على متطرفين من تنظيم "القاعدة"، في منطقة أفتيس، في بلدية العوانة (3 كيلومترًا غرب مدينة جيجل، شرق الجزائر).
وذكرت مصادر محلية أن "ثلاثة مسلحين، كانوا يخفون أسلحتهم تحت ثيابهم، تسللوا إلى القرية المذكورة، في حوالي الساعة الثامنة ليلاً، قبل أن يتفطن لهم أحد المواطنين، الذي قام بإبلاغ عناصر الدفاع الذاتي، والحرس البلدي، المتواجدين في القرية، لحظة دخولهم إلى محل تجاري، للتزود ببعض المواد الغذائية، في حين راودت أحد الإرهابيين شكوك بشأن اكتشاف أمرهم، فوجه طلقة تحذيرية في الهواء، ولاذ بالفرار".
وتابعت المصادر "في تلك الأثناء حاصرت الفرقة المشتركة المكان، وقامت بإطلاق وابل من الرصاص على المسلحين الآخرين، بمجرد خروجهما من المحل، ومحاولة فرارهما، وهي العملية التي مكنت من القضاء عليهما، واسترجاع قطعتي سلاح من نوع كلاشنكوف، كانت في حيازتهما، فيما تواصلت عمليات البحث عن المسلح الفار، الذي يكون قد أصيب بجروح".
أرسل تعليقك