القاهرة ـ محمد الدوي
أكدت الحكومة المصرية انها "لن تتوانى عن التصدي وبكل عزم لكل من يستهدف الأمن القومي المصري او سلامة مواطنيه، وانها ستظل رافعة المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار رافضة اي ضغوط خارجية"، كما أكدت "اصرارها على تحملها لواجبها كاملا تجاه حماية الوطن والمواطنين واستعدادها لبذل كل نفيس للذود عنه."وفي نفس الوقت الذي تتمسك فيه الدولة بمواصلة التصدي للمخاطر الأمنية دون هوادة او مهادنة، فإنها تؤكد "قناعتها الراسخة والتزامها
الكامل بالعمل سياسيا ومجتمعيا تجاه بناء نظام مصري ديمقراطي يضمن حقوق وحريات المواطنين"، و تعلن انها "لن تدخر جهدا من اجل حقن دماء المصريين وإزالة التوتر والاحتقان بين أبناء الوطن، ومن اجل ذلك فانها تمد يدها لكل ابناء الوطن ممن يلتزمون بالسلمية و بنبذ العنف وبالتمسك بخارطة الطريق التي حددها الاعلان الدستوري ولم تتلوث ايديهم بالدماء، لان مستقبل هذا البلد لن يتحقق الا حينما يسود الوئام والتوافق بين أبنائه".و من هذا المنطلق فان الحكومة اعلنت عن اطلاق "برنامج حماية المسار الديمقراطي" والذي يفتح الباب للمشاركة السياسية والمجتمعية لكل ابناء الوطن من اجل وضع الضوابط التي تكفل استمرار المسار الديمقراطي بشكل سليم ويضمن الحريات والحقوق الاساسية للمواطنين خلال المرحلة الانتقالية ويكفل للشعب المصري الاختيار الحر لبرلمان ورئيس منتخبين، وذلك كله وفقا للمبادئ التالية:
١) استكمال خارطة الطريق وفقا لما جاء في الاعلان الدستوري بما يضمن مشاركة كل القوى السياسية وبحيث يتم الاستفتاء على دستور جديد وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة في المواعيد المقررة ومع توافر كافة الضوابط القانونية والفعلية لذلك.
٢) اصرار الحكومة على توفير الامن والاستقرار للمواطنين والحماية لارواحهم وحرياتهم وممتلكاتهم وعلى مكافحة العنف والارهاب والخروج على القانون.
٣) التزام الحكومة باستكمال بناء المؤسسات التي تساهم في دعم المسار الديمقراطي، بما في ذلك اعادة تشكيل او استكمال وتفعيل المجلس القومي لحقوق الانسان، والمجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي للعدالة والمساواة، وتمكينها جميعا من القيام بأدوارها كاملة في الدفع بالديمقراطية والمساواة بين المواطنين والتصدي الفعال للفتنة الطائفية وحماية حقوق ومكتسبات المرأة في المجتمع.
٤) قيام الحكومة، بالتشاور مع القوى السياسية والمجتمع الاهلي، باستكمال الإطار القانوني والإداري والتنفيذي الذي يضمن اكتمال ونزاهة العملية الديمقراطية، بما في ذلك الغاء حالة الطوارئ فور زوال الاسباب الداعية لها، و صدور تشريعات جديدة تسمح بحرية العمل الاهلي، وحرية تداول المعلومات، وحرية التظاهر السلمي، وتنظيم تمويل الانتخابات، و ضمان استقلال اللجنة العليا للانتخابات وإشرافها على العملية الانتخابية بأكملها، والإشراف الاهلي والدولي عليها.
٥) تأكيد التزام الدولة بحماية الحقوق والحريات العامة لكل المواطنين المنصوص عليها في القانون المصري والمواثيق والاتفاقات الدولية، بما في ذلك ضمان حق التظاهر السلمي وفقا للقانون والمعايير الدولية التي تجرم من يخالف سلمية التظاهر او يقطع الطريق او يهدد أرواح الناس او الممتلكات العامة والخاصة بالقوة او يحرض على ذلك.
٦) إتاحة العمل السياسي و المشاركة في التنافس الديمقراطي لكل من لم تتلوث ايديه بالدماء و طالما كان ملتزما بالقانون وبخارطة الطريق وبنبذ العنف او التحريض عليه وبالسلمية وبالمساواة بين المواطنين دون تمييز.
٧) التمسك بالتزام كل الاطراف الراغبة في المشاركة بالمسار السياسي بنبذ العنف دون قيد او شرط ومع تسليم السلاح.
٨) التصدي بقوة لكل اشكال التعرض لدور العبادة في كل أنحاء الجمهورية واحترام حق جميع المواطنين في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وامان في حدود النظام العام، وعدم استخدام دور العبادة في العمل السياسي، والعمل على تأسيس ثقافة وممارسات عدم التمييز بين المواطنين وإصدار التشريعات التي تحمي المواطنة والمساواة بين كل فئات المجتمع المصري.
٩) إلتزام الحكومة بوضع الاطار القانوني والمهني الذي يحمي حرية الراي والتعبير و وضع مواثيق الشرف الصحفى و الرقابة الذاتية على الاعلام و استقلاله.
١٠) دعوة كل المواطنين للتكاتف والتوجه لبناء الوطن و دعم الاقتصاد المصري واعلان قيم العمل وزيادة الانتاج ولبذل كل الجهد والتضحية من اجل توفير الظروف المطلوبة لقيام الحكومة بتوفير إمكانات العيش الكريم، و التزام الحكومة بتبني قضية العدالة الاجتماعية باعتبارها واحد من اهم مطالب الثورة وتقديم برنامج وطني لكيفية تحقيقها بشكل مستدام وضمان الحماية الاجتماعية لمن يستحقونها.
١١) تطبيق برنامج قومي للعدالة الانتقالية من خلال لجان قومية مستقلة يكون غرضها اعادة التوافق والوحدة والوئام للمجتمع المصري عن طريق اليات المكاشفة والمحاسبة والمصالحة وعن طريق متابعة واستكمال اعمال لجان تقصى الحقائق عن مختلف الجرائم المصاحبة للثورة او التالية عليها، وإصدار قانون العدالة الانتقالية لتطبيق ذلك.
وفي سبيل تنفيذ هذا البرنامج، تدعو الحكومة القوى السياسية والأهلية للمشاركة في تطبيقه، على ان يتم فورا تكوين مجموعة عمل من الحكومة والرئاسة وممثلي القوى السياسية والاهلية لمتابعة تنفيذ هذا البرنامج طوال المرحلة الانتقالية، وتقدم توصياتها ونتائج أعمالها اولا باول الى لجنة المصالحة الوطنية و مجلس الدفاع الوطني و مجلس الوزراء كما تقوم بإعلانها تباعا الى الرأي العام المصري.
وكان مجلس الوزراء المصري استعرض عددا من التقارير حول الشرطة والداخلية والاقتصاد في جلسة عقدها أمس الاربعاء ، حصوصاً التقرير الذي عرضه وزير الداخلية حول الحالة الأمنية، والجهود التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في تأمين الشوارع والمناطق السكنية والطرق والمنشآت الحكومية والمرافق العامة. وأشاد المجلس بنجاح وزارة الداخلية فى القبض على عدد من العناصر المطلوبة أمنياً، والصادر بحقهم قرارات ضبط وإحضار من النيابة العامة..
ووجه مجلس الوزراء "التحية إلى شعب مصر العظيم لالتزامه بمواعيد حظر التجول، وهو ما يعكس تكاتف الشعب إلى جانب قوات الجيش والشرطة فى تلاحم مشهود يدلل على أن مصر تسير فى الطريق الصحيح نحو تكريس الاستقرار ، وإقامة مجتمع ينعم فيه المواطنون بالأمن والأمان، فى إطار من التعايش السلمي بين الجميع".
وحول العلاقات الخارجية، استمع المجلس إلى تقرير وزير الخارجية حول الجهود التي تقوم بها الوزارة والسفارات بالخارج فى إطلاع الرأي العام الخارجي، والمسئولين ودوائر صنع القرار فى مختلف دول العالم، على حقائق ما يجري فى مصر، من أجل تصحيح الصورة المغلوطة التى تنقلها بعض وسائل الإعلام الغربية والعربية..
وفى هذا الصدد، أشاد المجلس بالدعم المتزايد الذى تلقاه مصر من الدول العربية الشقيقة، مثنياً على "الخطوات التى قامت الدول الشقيقة باتخاذها لدعم الاقتصاد المصري، ومنها زيارة وفد اقتصادي من دولة الإمارات العربية الشقيقة لبحث احتياجات مصر، ومجالات التعاون الاقتصادي المقترحة." كما رحب المجلس بوصول معدات وتجهيزات المستشفيات الميدانية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين.
وحول الأوضاع الاقتصادية، استعرض المجلس الجهود التى تقوم بها الحكومة لمواجهة عجز الموازنة العامة للدولة، وكذلك التطورات المتعلقة بسوق الصرف الأجنبي، وتوفير العملات الأجنبية اللازمة لتلبية الاحتياجات العاجلة كالغذاء والدواء والطاقة، وكذلك ملامح خطة الاحتياجات العاجلة لإنقاذ الاقتصاد المصري، وزيادة معدلات الإنتاج، وتخفيف مشكلات البطالة، وتوفير السلع الأساسية والوقود
وكان مجلس الوزراء برئاسة الدكتور/ حازم الببلاوى استهل اجتماعه امس الأربعاء 21/8/2013 بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح شهداء الوطن من جنود الأمن المركزى الذين استشهدوا فى رفح يوم الاثنين 19 أغسطس إثر عمل إرهابي جبان.
وأكد المجلس أنه على ثقة فى أن تلك العمليات الإرهابية لن تؤثر على عزيمة رجال القوات المسلحة والشرطة ، وواجبهم المقدس الذى يؤدونه فى حماية الوطن والدفاع عنه ضد المعتدين والعناصر الإرهابية والإجرامية.
أرسل تعليقك