تونس ـ أسماء خليفة
تتواصل الأزمة السياسية في تونس والتي أعقبت اغتيال محمد البراهمي النائب في المجلس الوطني التأسيسي وزعيم التيّار الشعبي يوم 25 يوليو/ تموز الماضي. وبالرغم من تعدد المبادرات والوساطات بين حركة النهضة من جهة وجبهة الانقاذ (تضم 17 حزبا ليبراليا ويساريا وائتلاف جمعياتي) من جهة اخرى، لم يتمَّ بعدُ التوصّل الى حل توافقي بإمكانه إنهاء الازمة.
مشهد يشوبه التوتّر والغموض مع تمسك
المعارضة بمطلب حل الحكومة وحل المجلس الوطني التاسيسي وتشكيل حكومة انقاذ وطني غير متحزّبة، تزامن مع عزل وملاحقة القيادات الإخوانية في مصر، ما دفع إخوان تونس الى محاولة شق صفوف المعارضة، وذلك باللحاق بزعيم الإخوان راشد الغنوشي بباريس بشكل مفاجئ عشيّة الخميس الماضي، لملاقاة عدوّه الاكبر الباجي قائد السبسي رئيس الوزراء الاسبق ومؤسس ورئيس حركة "نداء تونس" للتباحث معه بشكل ثنائي حول مجمل التنازلات الممكن تقديمها لإنهاء هذه الأزمة.
لقاء وصفته الجبهة الشعبية- عضو جبهة الانقاذ الوطني واكبر تحالفات اليسار في تونس- بالمحاولة الفاشلة لعزلها، ووصفته حركة "نداء تونس"- عضو جبهة الانقاذ الوطني- بالعادي، فيما تصفه القيادات الاخوانيّة في تونس بالتاريخي.
مصادر مقربة من راشد الغنوشي قالت: ان الشيخ "عاد مطمئنّا من باريس عقب هذا اللقاء السرّي"، وان "هذه الطمأنينة تعود بالأساس الى تفاعل الباجي قائد السبسي مع فكرة الإبقاء على الحكومة الحالية التي يترأسها الإخواني وزير الداخلية السابق علي العريض منذ شهر مارس/آذار الماضي، وتضم أعضاءً من حزبي "التكتل من اجل العمل والحريات" و"المؤتمر من أجل الجمهوريّة"، بالإضافة الى بعض الوزراء المستقلين خاصة في الحقائب السياديّة الى غاية تاريخ 23 أكتوبر/تشرين الاول المقبل، وذلك بمناسبة مرور الذكرى الثانية لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي".
وأوضحت ان "قائد السبسي لم يغلق الباب في وجه مقترح الغنوشي المتعلق بالإبقاء على الحكومة الى غاية 23 أكتوبر/تشرين الاول المقبل، وهي الفكرة التي يعلق عليها "الإخوان" آمالهم من اجل الخروج المشرّف من الأزمة السياسية الحالية".
وفي حال عدم القبول بهذا المقترح من قبل "جبهة الانقاذ الوطني"، خاصة وان "نداء تونس" اكّد تمسكه بمطالب الجبهة، يستعد "الإخوان لإطلاق المخطط "ب" لتفادي سيناريو العزل الذي يعيشه الإخوان في مصر. هذا المخطط يتمثل في تنظيم انتخابات مبكرة كحل يرونه الاخوان امثل للمحافظة على شرعية الصندوق.
وللإشارة نذكر ان عددا من استطلاعات الرأي المنجزة خلال الثمانية اشهرمن العام الجاري، أثبتت انخفاضا في نوايا التصويت لفائدة "حركة النهضة" وحلولها في المرتبة الثانية في مجمل الاستطلاعات، وذلك ما كشفه آخر استطلاعات الرأي المنجزة منتصف شهر أغسطس/آب الجاري من قبل مؤسسة "سيغما كونساي" والتي اثبتت محافظة حزب نداء تونس على المرتبة الاولى ب18.9 بالمائة من نوايا التصويت تليه "حركة النهضة" في المرتبة الثانية بنسبة 15 بالمائة ف"الجبهة الشعبية بنسبة 4.2 بالمائة.
أرسل تعليقك