القاهرة – أكرم علي، محمد الدوي
القاهرة – أكرم علي، محمد الدوي
قال الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، إن الدولة المصرية أعطت الفرصة كاملة للجهود الدبلوماسية كافة للوقوف على حقائق الأوضاع في المشهد المصري الراهن، مضيفا أن الدولة أعطت أيضا المساحة الواجبة لاستنفاد الجهود الضرورية من أجل نبذ العنف وحقن الدماء والرجوع عن إرباك حركة المجتمع المصري.
وأضاف منصور قائلا "أود أن أصارحكم، بأن تلك الجهود لم تحقق النجاح المأمول، رغم الدعم الكامل
الذي وفرته الحكومة المصرية، مؤكداً أن مصر سترحب دوما بجهود هذه الأطراف، وستثمن مواقفها لدعم "خارطة المستقبل" وتعزيز الانتقال الديمقراطي.
وقال منصور في خطاب متلفز له بمناسبة عيد الفطر، "إن البعض يظن أنه قادر على منع حركة التاريخ أو إيقاف عجلة الزمن، أو أنه قادر على تحدي إرادة الشعب المصري في مستقبل واعد ومستحق، فذلك لن يكون"، مؤكداً أن خطوات حكومة رئيس الوزراء حازم الببلاوي في مواجهة هذا الأمر، ستكون خطوات محسوبة ومتأنية بغير تساهل ولا تفريط".
وأضاف منصور أن "عيد الفطر المبارك يهل على الشعب المصري هذا العام في ظل أجواء استثنائية، وظروف حرجة، وأوضاع دقيقة، وهو الأمر الذي يفرض المزيد من التحديات على هذا الوطن وأبنائه".
وأوضح الرئيس منصور أن "الشعب واجه على مدى تاريخه المُمتد لآلاف الأعوام، أخطر التحديات، ومر بأصعب المحن، وتعرض مرارا للتآمر والإرهاب والعدوان .. لكن عزيمته لم تلن يوما، وشجاعته لم تهتز، وإيمانه بالله لم يتزعزع، وثقته في نفسه لم تتراجع، وجبهته لم تنحن."
وأكد الرئيس عدلي منصور أن "الدولة ماضية قدما وبكل الإصرار نحو تحقيق النتائج المرجوة من خارطة المستقبل التى أوليتمونا أمانة القيام عليها، واليوم نبدأ خطوة جديدة فى طريق إنشاء دستوركم بالإعلان عن قواعد تشكيل " لجنة الخمسين".
وقال منصور "إن مصر ستعبر أزمتها الراهنة، لأن الله معها دائماً، ولأن شعبها وجيشها فى رباط إلى يوم الدين، ولأن أعداءها ولوا وانكسروا، وخرجوا من التاريخ، فيما بقيت هى تتحدى الشر وتقلبات الزمن.
وشدد منصور أنه على ثقة كاملة فى أننا سنتخطى ما نحن فيه الآن إلى مستقبل واعد ومشرق، يليق بعزة هذا الوطن وحق أبنائه فى الحرية والعدالة والكرامة.
وطالب منصور المصريين بنبذ خلافاتهم وأن يسمو الجميع على المصالح الخاصة ونعود لقلب الوطن الواحد يجمعنا على كلمة سواء .
ووجه منصور نداء إلى الشعب بالامتثال إلى "روح تلك الأيام المباركة التي نعيشها تلك الأيام وننبذ الخلافات وقال إن "قطار المستقبل انطلق، وعلى الجميع إدراك اللحظة واللحاق به، وعلى من يتخلف عن إدراك تلك اللحظة أن يتحمل مسئولية قراره".
فيما قال مصدر أمني مسؤول، لـ"مصر اليوم" إن وزارة الداخلية كانت على أهبة الاستعداد لفض تلك الاعتصامات منذ صدور التفويض الشعبي من المواطنين في 26 تموز/يوليو الماضي، إلا أن القيادة السياسية فضلت اللجوء للحوار وإعطاء فرص للحوار السياسي مع الإخوان وتدعيم الأزهر الشريف هذا الاتجاه، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن كانت حددت "ساعة الصفر" لحسم أمر تلك الاعتصامات لكن القيادة السياسية كانت ترفض إعطاء إشارة البدء.
وكشف المصدر، أن وزارة الداخلية تنتظر إشارة البدء كي تتحرك على الفور في تنفيذ خطة فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" وفقا للقانون بعد أن أعلنت رئاسة الجمهورية أن جهود المصالحة الدولية والمحلية لم تحقق النجاح المأمول في التوصل لحل مع جماعة الإخوان، متوقعا أن يتم ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة قبل انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك.
وأضاف المصدر، أن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، التقى الثلاثاء رئيس مجلس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي، لمناقشة آخر تطورات الوضع الأمني في البلاد وبالأخص ما يتعلق باعتصامي نهضة مصر ورابعة العدوية، كما عقد خلال الأيام الماضية اجتماعات متواصلة مع مساعديه لوضع خطة لمواجهة أعمال العنف والإرهاب في البلاد، مرجحا أن يتم فض تلك الاعتصامات خلال الأيام القليلة المقبلة قبل انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك.
وأوضح المصدر أن وزارة الداخلية استعدت للفض بنشر أكثر من 13 كمينا أمنيا على جميع الشوارع المؤدية إلى ميدان رابعة العدوية مكونا من عناصر من الأمن العام والأمن المركزي والعمليات الخاصة، وذلك لإحكام السيطرة وتقليل عدد الوافدين على مقر الاعتصام، بالإضافة إلى منع تهريب الأسلحة للمعتصمين، كما تم نشر ما يقرب من 7 أكمنة مماثلة في محيط اعتصام نهضة مصر.
وأكد المصدر أن الداخلية حشدت أعدادا كبيرة من قوات الأمن المركزي والعمليات الخاصة عبارة عن 120 تشكيلا لحصار مقر الاعتصامين وإحكام السيطرة عليهما تمهيدا للفض، كما تمت الاستعانة بقوات من الأمن المركزي في الصعيد والوجه البحري لدعم القوات التي ستحاصر الاعتصامين، بالإضافة إلى تزويد القوات بعدد جديد من المدرعات الحديثة المضادة للرصاص والحرائق ثم تتدخل لاقتحامهما باستخدام خراطيم المياه وطلقات الصوت والخرطوش وانتهاء بالرصاص الحي في حالة إطلاق الرصاص على القوات.
وتوقع المصدر حدوث خسائر عديدة في الأرواح، معللا ذلك بوجود كميات كبيرة من الأسلحة مع المعتصمين وفقا لتحريات موثوقة وأقوال لشهود عيان من منطقتي رابعة والنهضة وشهادات لضحايا عمليات التعذيب، مشيرا إلى أن معنويات الضباط والأفراد كلهم مرتفعة وعالية جدا وعلى أتم استعداد لتنفيذ عملية الفض.
أرسل تعليقك