القاهرة ـ محمد الدوي
أكد خبراء عسكريون، أن التيارات الدينية في مصر تعتمد سياسة "الأرض المحروقة" بعد استبعادها من الحكم، فيما ارتفع عدد وفيات حادثي تفجير أتوبيس وقصف مقر شرطة القسيمة في شمال سيناء، فجر الإثنين، إلى 4 وفيات و15 مصابًا، بينهم 4 حالات خطرة.
وأكد الخبير الإستراتيجي ومستشار
أكاديمية "ناصر العسكرية العليا" اللواء د. طلعت موسى، أن التيارات الدينية الآن تتبع سياسة "الأرض المحروقة"، فهي لديها قائمة اغتيالات لعدد من قيادات القوات المسلحة تحاول تنفيذها، وتُعد عملية محاولة اغتيال قائد الجيش الثاني الميداني اللواء أركان حرب أحمد وصفي، خلال تفقده لقواته في شمال سيناء، هي أحد هذه العمليات، وتتدثر تلك العناصر بمفاهيم خاطئة تحاول من خلالها تنفيذ مخططاتها الإجرامية، وهي أن "قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار"، وتقصد بقتلاهم "العناصر التي لا تنتمي إلى التيارات الدينية المختلفة".
وأضاف اللواء موسي لـ"مصر اليوم"، أن الأحداث المتلاحقة منذ 30 حزيران/يونيو، وحتى الآن جميعها تثبت تورط مجموعات من أبناء التيار الديني في العديد من العمليات الإرهابية خلال تلك الفترة، فهناك حادثة سيدي بشر في الإسكندرية، والتي اعترف المتهم في الواقعة بقيامه بإلقاء أطفال من فوق سطح إحدى العمارات لغرض قتلهم، وجميع تلك التيارات تعمل من خلال قاعدة مهمة ومحددة "أنا وأخويا على ابن عمي"، موضحًا أن "القوات المسلحة يسيطر على قرارها التعقل والحكمة، لا سيما أن التيارات الدينية عقب خروجها من السلطة، وحماية القوات المسلحة لمطالب الشعب، تحاول تلك الجماعات توريط الجيش في اقتتال داخل سيناء، سواء مع أبناء سيناء وهم مصريون، الأمر الذي يتنافى مع عقيدة القوات المسلحة المصرية الراسخة التي تؤكد أنها لا ولن توجه فوهات بنادقها إلى صدور أبناء شعبها، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، أحداث حالة من التوتر والارتباك في سيناء مما يهدد الأمن القومى المصري، واختلاق الأزمات داخل مصر لتصور للعالم أن ما حدث في مصر قد يؤدي إلى اشتعال المنطقة بالعمليات الإرهابية، وهو ما يهدد أمن وسلامة المنطقة، وهذا أحد المخططات الذي تقوم به تلك المجموعات الإرهابية التي تنتمي إلى التيارات الدينية".
وقال الخبير العسكري اللواء عبد المنعم كاطو، لـ"مصر اليوم"، إنه يجرى الآن اتخاذ إجراءات لمواجهة توتر الأحداث في سيناء، وهناك قوات قادرة على ذلك متواجدة منذ اندلاع أحداث 30 حزيران/يونيو، وجميع هذه الإجراءات تأتي لسبب ما تعيشه سيناء الآن من حالة من الانفلات الأمني، ولكن القوات المسلحة والشرطة تقوم باحتوائه.
وأشار اللواء كاطو إلى أن القوات المسلحة تحاول الآن القضاء على أركان الخارجين على القانون، ولكن هؤلاء الخارجين يحاولون الرد للدفاع عن أنفسهم، ولإثبات وجودهم، وما حدث فجر الإثنين كان كذلك، ولكن هذه العمليات الإرهابية لن تطول، ولكن سيكون هناك بعض التضحيات، وهذا أمر متعارف عليه، مضيفًا أنه "منذ 30 حزيران/يونيو تم استهداف أكثر من 15 كمينًا للجيش والشرطة، واستهداف معسكر الأمن المركزي في مدينة رفح للمرة الثالثة، وهذا يدل على أن العنف ظهر بعد عزل د.محمد مرسي، كما أن الدلائل كافة تشير إلى أن أنصار مرسي هم من وراء الهجمات، بحسب ما قاله محمد البلتاجي، بالإضافة إلى عملية استهداف خط الغاز الخاص في الأردن، وتفجيره رغم توقف عمليات تفجير خط الغاز على مدار عام كامل، هي فترة حكم الرئيس المهزول مرسي.
وأكد الخبير العسكري، أن "عمليات تمشيط وهدم الأنفاق على الحدود بين قطاع غزة ورفح ستستمر في إطار الحفاظ على الأمن القومي المصري، وأن القوات المسلحة لن تتراجع عن اتخاذ الإجراءات كافة في سبيل الحفاظ على الأمن القومي
أرسل تعليقك