استبدال النظام الرئاسي بنظام برلماني على الطريقة الأوروبية
آخر تحديث 23:43:41 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الدستور المصري يحتاج إلى تعديلات جوهرية

استبدال النظام الرئاسي بنظام برلماني على الطريقة الأوروبية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - استبدال النظام الرئاسي بنظام برلماني على الطريقة الأوروبية

البرلمان المصري المنحل
القاهرة ـ أكرم علي

في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة العنف في مصر، تسعى قيادة الجيش المصري إلى تضييق الفجوة السياسية الواسعة في البلاد من خلال الوعد بسرعة العودة إلى الحكم المدني. إلا ان تلك المساعي لا تقترب من صلب المشكلة في مصر والمتمثلة بالنظام الرئاسي ، وهو النظام الموروث من عهد مبارك ويضمن في واقع الأمر تكرار الأحداث التراجيدية التي شهدها العام الماضي. إن تحقيق إنفراجة ديموقراطية في مصر  يتطلب المزيد من التعديلات الجوهرية في الدستور المصري، بحيث تسمح بنظام برلماني على الطريقة الأوروبية، تتنافس من خلاله القوى السياسية التي تتطلع إلى الحكم.   ولو أن مصر كانت قد نجحت في التحول إلى هذا النظام في الدستور المؤقت الذي تبنته قبل عامين أو في التعديلات التي أدخلها محمد مرسي خلال العام الماضي ، لكان بإمكانها تفادي الانقلاب وحالة التجييش والأحداث الدموية التي تعاني منها الآن. إن النظام الرئاسي في مصر يعني أن الفائز هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في اللعبة السياسية. وقد يكون ذلك امرا مقبولا في بلدان مثل الولايات المتحدة الأميركية حيث تخوض التنافس فيها أحزاب منظمة تنظيما جيدا وتعرف تماما إصول اللعبة. إلا أن ذلك النظام أيضا يعد بمثابة وصفة للحكم الاستبدادي في العديد من البلدان مثل مصر حيث يحظى الإسلاميون بمزايا التنظيم القويَ على أرض الواقع أثناء عمليات الإدلاء بالأصوات الانتخابية.   ونظرا الى أن خصوم الإسلاميين يواجهون صعوبات ضخمة في التوحد حول مرشح واحد، فهناك إمكانية في أن ينجح الإسلاميون في استثمار قوة أقليتهم في تكرار انتصارهم من جديد في انتخابات الرئاسة. وللحيلولة دون تكرار ذلك، هناك تكهنات تقول بأن الجيش سوف يقمع أية محاولات سياسية تقوم بها جماعة "الإخوان المسلمين" أو أية جماعات مشابهة لها، من خلال تحويل الانتخابات المقبلة إلى مسرحية ديموقراطية هزلية. وأن الرئيس القادم لمصر سوف يجعل من الإسلاميين خصوماً إلى الأبد للنظام الحاكم. والواقع أن نظام الحكم البرلماني، هو الوحيد الذي يمكن أن يفتح لمصر طريقاً واقعياً نحو الاستقرار. وحتى لو فازت الأحزاب الإسلامية في تلك الانتخابات بنصيب قوى من الاصوات الانتخابية، فإنها في تلك الحالة لن يكون في مقدورها احتكار السلطة. ولنرسم معا أفضل سيناريو للأخوان المسلمين. إذ أنه وعلى الرغم من مشاركة ملايين الشعب المصري في المظاهرات التي عمت شوارع مصر والتي سبقت عزل محمد مرسي، فإنه بإمكان حصول جماعة الأخوان المسلمين على ربع مقاعد البرلمان القادم بالإضافة إلى إمكانية حصول السلفيين على نسبة 15 بالمئة من مقاعد البرلمان. وعلى النقيض من ذلك فإن القوى السياسية غير الإسلامية تعاني من حالة تشرذم فهي ممزقة بين العديد من الفصائل بداية من المسيحيين وحتى الحزب الديموقراطي الاجتماعي. وعلى الرغم من إمكانية حصول جماعة الإخوان المسلمين على عدد من مقاعد البرلمان يفوق العدد الذي يمكن أن يحصل عليه أي حزب منفصل إلا انه بإمكان الخصوم غير الإسلاميين أن يتجمعوا معا في إئتلاف حكومي واحد. وحتى لو فشل خصوم الإسلاميين فإن جماعة الإخوان لن تستطيع أن تشكل ائتلافاً حكومياً إلا إذا توصلت إلى اتفاق مع حزب علماني وحظيت بدعمه، لاسيما وان جماعة الإخوان لا يمكنها الاعتماد على السلفيين كحليف دائم. وهناك سيناريو آخر يتمثل في أن يبقى الإسلاميون عنصراً مهماً في اللعبة السياسية، حيث أنهم يستحقون أن تكون المشاركة الديموقراطية، كما أن نفوذهم سوف يضعف من الحجج التي يرددها المتحمسون الدينيون الذين يزعمون بأن الديموقراطية عار. إلا أن هذه الحاجة إلى التعاون في ما بين الدينيّين والعلمانيين لن تتحقق في ظل النظام الرئاسي. وحالما يدعم الجيش انتخاب رئيس يحظى بالقبول ، فإنه من المحتمل أن ينسحب الإسلاميون من المجلس التشريعي. وحتى ولو ظلوا داخل المجلس التشريعي فإنهم سوف يستخدمون منصة البرلمان للتنديد بعزل مرسي ووصف وبديله بأنه رئيس غير شرعي. وإذا ما حاولوا منع التشريع فإن الرئيس الجديد قد يصر على برنامجه بدون دعمهم من خلال اللجوء إلى المحاباة السياسية والفساد الصريح. ولو فشل في ذلك فإنه قد يسئ استخدام صلاحياته وسلطاته على نحو يؤدي بمرور الوقت إلى تقويض أركان النظام الديموقراطي. إن الحكومة البرلمانية لن تكون علاجاً لكل الأمراض ولكنها وصفة جيدة يمكن أن تعالج أخطر الأمراض التي تعاني منها مصر الآن. ومن الأفضل لمصر أن تتبنى النظام الألماني لا الإيطالي، إذ أن الإيطالي يتطلب سقوط الحكومة فور سحب الثقة منها بينما النظام الألماني يسمح للحكومة القديمة الاستمرار في الحكم إلى أن يتم الاتفاق على الحكومة الجديدة. إن مستقبل مصر سوف يعتمد على مؤهلات وحنكة قادتها السياسيين ومدى فعالية سياساتهم. إلا ان الخطوة المهمة والمصيرية تتمثل في التوجه نحو ديموقراطية برلمانية تم الأعداد لها على نحو جيد ومن شأن ذلك أن يخلق نظاماً دستوريأً يشجع الديموقراطيين من كل الأطياف للتواصل في ما بينهم. إن خارطة طريق الجيش الحالية والإعلان الدستوري لا يفكران في مثل هذه الانفراجة ومع ذلك فإنه لا يستبعدها. فالإعلان الدستوري الذي صدر عن الرئيس المؤقت يقضي بتشكيل لجنة مكونة من عشرة قانونيين لتعديل الدستور الذي ستجري على أساسه جولة الانتخابات الجديدة القادمة. ومن المنتظر أن تستكمل اللجنة تعديلاتها خلال شهر ثم تقديمها إلى لجنة أخرى أكبر تتكون من 50 شخصية تمثل مختلف المؤسسات الحكومية والنقابات والكيانات الاجتماعية بالإضافة إلى شخصيات بارزة. وسوف يقوم تلك المؤسسات باختيار بعض من هؤلاء بينما يختار الرئيس البعض الآخر وسوف تقوم كل من الشرطة والجيش باختيار ممثليهم. وفي حالة موافقة اللجنة الأكبر على التعديلات يتم طرحها في استفتاء عام بعد ثلاثة أشهر ثم يعقب ذلك باسبوعين انتخابات برلمانية. كما يدعو الإعلان الدستوري إلى إجراء انتخابات رئاسية بعد ثلاثة أشهر من اعتماد الدستور الجديد. وفي ضوء هذا الترتيب الزمني فإن الإصلاحيين يمكن ببساطة أن يطالبوا بإلغاء الخطوة الأخيرة من الجدول الزمني ويطالبون الجيش بتسليم الجيش السلطة إلى المدنيين فور حصول ائتلاف حكومي على دعم أغلبية البرلمان. والسؤال الآن يتمثل في ما إذا كان الشعب المصري سوف ينضم إلى تلك حركة شعبية أوسع تطالب بإلغاء النظام الرئاسي قبل أن ينقض على تجربتهم الديموقراطية الرائعة؟.    

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استبدال النظام الرئاسي بنظام برلماني على الطريقة الأوروبية استبدال النظام الرئاسي بنظام برلماني على الطريقة الأوروبية



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 05:46 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كاندي كراش تربح شركة "كينج" 1.33 مليار دولار

GMT 17:52 2014 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

منع بيع لعبة فيديو عنيفة ومثيرة للجدل في أستراليا

GMT 19:29 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

منتجع أليلا مكان مميز في بلدة Payangan

GMT 03:28 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

أنواع الكورتيزون المستخدم لعلاج تساقط الشعر والثعلبة

GMT 23:50 2013 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أحدث أجهزة ألعاب الفيديو قريبًا في الأسواق

GMT 16:43 2016 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

حالة الطقس المتوقعة الثلاثاء في مدينة الرياض

GMT 23:13 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

"زهر" رواية للراحل جمال أبو جهجاه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates