دمشق - جورج الشامي
سقطت قذائف هاون عدة على أحياء داخل العاصمة دمشق، طالت حديقة تشرين وداخل ملعب تشرين وفي محيط مبنى قيادة الأركان في ساحة الأمويين، وفي حمص ولليوم العاشر على التوالي استمر قوات الحكومة بقصفها للأحياء المحاصرة وسط أنباء متضاربة عن السيطرة على حي الخالدية
، فيما بث ناشطون صوراً تظهر تعرض جامع خالد بن الوليد لتهدم أجزاء كبيرة منه، وقال الرئيس الجديد في الائتلاف الوطني إنه يتوقع وصول أسلحة متطورة قدمتها السعودية إلى الثوار قريبا، تمهيدا لتغيير الوضع العسكري، الذي وصفه بالضعيف، متعهدا أن لا يهدأ له بال حتى يوفر التسليح النوعي، ومعطيا نفسه مهلة شهر لتحقيق هذا التعهد.
وأفادت لجان التنسيق المحلية أن دمشق تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على أحياء القابون وجوبر وتشرين، كما سقطت قذائف في حديقة تشرين وقذيفة داخل ملعب تشرين وقذيفة في محيط مبنى قيادة الأركان في ساحة الأمويين واشتباكات عنيفة على أطراف حي جوبر من جهة منطقة العباسيين بين الجيش الحر وقوات الحكومة، وفي ريف العاصمة قالت شام إن قصف من الطيران المروحي استهدف بلدة حوش عرب في منطقة القلمون وقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات دير العصافير وعين ترما والزبداني وداريا ومعضمية الشام ويلدا ودوما وعلى مناطق عدة في الغوطة الشرقية كما شنت قوات الحكومة عملية تفخيخ وتفجير للمنازل في منطقة غرب طريق الاتستراد في مدينة حرستا.
وفي حمص ولليوم العاشر على التوالي وحسب شام قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة والدبابات على أحياء حمص المحاصرة وتركز القصف على حي الخالدية وسط اشتباكات عنيفة في حي الخالدية وعلى محاور أخرى في محيط أحياء حمص المحاصرة بين الجيش الحر وقوات الحكومة المدعومة بقوات حزب الله اللبناني، وقصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على بلدة الغنطو.
وفي حمص أيضاً قال ناشطون سوريون إن حيي الخالدية وباب السباع تعرضا لقصف عنيف استخدمت خلالها قوات الحكومة مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى ونشوب حرائق في بعض المنازل.
يأتي ذلك في وقت تجددت فيه المواجهات المسلحة بين عناصر الجيش الحر وعناصر الأمن مدعومة بقوات من حزب الله على أطراف حي الخالدية، مما أسفر عن تدمير أجزاء من جامع خالد بن الوليد.
وبثت تنسيقية حي الخالدية شريط فيديو على موقع يوتيوب تسمع فيه بوضوح أصوات اشتباكات عنيفة وانفجارات بالقرب من مسجد خالد بن الوليد. ويظهر الشريط أيضا دمارا هائلا وأرضا مهجورة، مع دخان يتصاعد من كل مكان بعد كل انفجار.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "الاشتباكات العنيفة" مستمرة بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية ومسلحين تابعين لها عند أطراف حي الخالدية، وأشار إلى ورود أنباء عن خسائر في صفوف الطرفين.
وقال الناشط الإعلامي أبو بلال الحمصي إن ما وصفها بالحملة الشرسة على حمص مستمرة لليوم العاشر، وإن القوات الحكومية استطاعت أن تدخل إلى أجزاء من الخالدية بعد قصف كثيف واستخدام أسلوب "الأرض المحروقة".
وشبه الناشط بلال ما يحدث في حمص بسيناريو مدينة القصير، مشيرا إلى أن القوات الحكومية تستخدم الأسلحة الفتاكة كلها من طيران وراجمات صواريخ ومدفعية وهاون ودبابات، وأن قرابة ألف قذيفة تسقط يوميا على أحياء حمص القديمة والخالدية وجورة الشياح والقصور والقرابيص.
وانتقد الناشط عدم إرسال قيادة الجيش الحر أي دعم إلى حمص، وقال إن الثوار يقاتلون بسلاح خفيف. ووصف الوضع بالخطير جدا في حمص "بعد تقدم قوات الحكومة في حي الخالدية"، مؤكدا أن هناك 800 عائلة محاصرة في الأحياء.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق إن ثلثي أحياء حمص دمرت كلياً مع تصاعد القصف الذي وُصف بالأعنف منذ بدء الحملة العسكرية على المدينة.
ووفقا لوكالة رويترز فقد عرض الرئيس الجديد للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا على قوات الرئيس بشار الأسد هدنة خلال شهر رمضان لوقف القتال في مدينة حمص المحاصرة. وأدلى الجربا بهذه التصريحات في إسطنبول حيث انتخب رئيسا للائتلاف الوطني السوري خلال اجتماع عقد في مطلع الأسبوع.
وذكرت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات في عددها الصادر الاثنين أن الجيش الحكومي "فرض سيطرته على القسم الأكبر من حي الخالدية".
وأضافت أنه بعد أيام من بدء عملياته العسكرية في أحياء حمص القديمة، أعلنت مصادر عسكرية في حمص وريفها أن قوات الجيش "سيطرت بعد مواجهات عنيفة مع الإرهابيين على كامل الجهة اليسارية من شارع القاهرة ابتداء من دوار القاهرة ووصولا إلى شارع الزير من الجهة الشرقية لحي الخالدية".
ونقلت عن المصادر قولها إن وحدات الجيش "سيطرت أيضا على معظم الكتل المحيطة بمسجد خالد بن الوليد"، وأن "وحدات من الجيش واصلت تقدمها في حي باب هود".
والخبر نفسه أكده مسؤول سوري من حمص لم يكشف اسمه، نقلت عنه وكالة أسوسيتد برس قوله إن القوات الحكومية حققت تقدما في حي الخالدية، مشيرا إلى أنها تستمر في "تطهير" المكان من مقاتلي المعارضة.
وفي حماة قالت شام إن قصفا من الطيران الحربي استهدف قرية حربنفسه في ريف حماة الجنوبي بالتزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة على القرية.
أما في حلب فسقط صاروخ أرض أرض على حي صلاح الدين وقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على حي الراشدين وسط اشتباكات في أحياء الأشرفية صلاح الدين والراشدين بين الجيش الحر وقوات الحكومة، وقصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على مدينة السفيرة وبلدة ماير واشتباكات في بلدة خان العسل كما تمكن الجيش الحر من تحرير منطقة الكلارية المجاورة لخان العسل بالكامل.
وفي درعا قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات صيدا وإنخل والمليحة الشرقية وعلى قرى وبلدات منطقة وادي اليرموك، وفي حي "درعا المحطة" اشتدت الاشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية بالتزامن مع سماع أصوات انفجارات بالمقربة من المشفى الوطني.
وفي دير الزور حسب شام قصف بالمدفعية الثقيلة يستهدف الأحياء المحررة في مدينة دير الزور واشتباكات عنيفة في أحياء الحويقة والرصافة والموظفين بين الجيش الحر وقوات الحكومة.
وفي إدلب قصف من الطيران الحربي والمروحي استهدف بلدة بسنقول ومحيط حاجز القياسات وقصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على قرية بنين وقرى جبل الزاوية وقرى سهل الروج وبلدة بداما في جسر الشغور.
وقال الرئيس الجديد في الائتلاف الوطني السوري إنه يتوقع وصول أسلحة متطورة قدمتها السعودية إلى الثوار قريبا، تمهيدا لتغيير الوضع العسكري، الذي وصفه بالضعيف، متعهدا أن لا يهدأ له بال حتى يوفر التسليح النوعي، ومعطيا نفسه مهلة شهر لتحقيق هذا التعهد.
وفي أول مقابلة معه منذ انتخابه رئيسا للائتلاف، قال أحمد الجربا إن المعارضة لن تذهب إلى مؤتمر السلام المقترح عقده في جنيف، ما لم يصبح موقفها العسكري قويا.
وأوضح "جنيف في هذه الظروف غير ممكن، إذا أردنا الذهاب إلى جنيف علينا أن نكون أقوياء على أرض الواقع، خلافا لما هو عليه الوضع الآن، الذي يعد ضعيفا".
وعما إذا كانت ستصلهم من السعودية أسلحة تضع حدا لمدرعات جيش الحكومة، قال الجربا "نحن نسعى في هذا الاتجاه.. أظن أن الوضع أفضل من ذي قبل، وأعتقد أن هذه الأسلحة ستصل إلى سورية قريبا".
وتابع "أولويتي هي تأمين الدعم العسكري والإنسانية، للشعب والجيش الحر، ونحن نعمل على الحصول على أسلحة متقدمة ومتوسطة المدى للجيش السوري الحر والمناطق المحررة".
وعرض الجربا على قوات الحكومة هدنة طيلة شهر رمضان، لوقف الهجوم على الأحياء المحاصرة من حمص".
وتعهد الجربا قائلا "لن يهدأ لي بال حتى أعمل على توفير الأسلحة المتطورة اللازمة للرد على الأسد وحلفائه، وأنا أعطي نفسي مهلة شهر واحد لتحقيق ما أنوي القيام به".
وبعد لقائه وفدا من حمص، قدم الجربا 250 ألف دولار من ماله الخاص لدعم جهود الإغاثة الإنسانية في المدينة، حسب ما قالت "رويترز".
أرسل تعليقك