الجزائر- خالد علواش
دعت قيادات في "الحركة الإسلامية" الجزائرية "إخوان" مصر إلى تجنب الردّ بالعنف على الاستفزازات والاعتقالات التي طالت قياداتها، مؤكدة أن أطراف أجنبية تريد إدخال مصر في حرب أهلية شبيهة بتلك التي وقعت في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، وفي الوقت الذي أشادت فيه خبرة "إخوان"
مصر في تسيير أزمات عصيبة شددت على ضرورة التحلي بالفطنة والرد سلميًا على الانقلاب.
هذا و استبعد زعيم "الإخوان" في الجزائر الدكتور عبد الرزاق مقري ، السبت، أن يلجأ "إخوان" مصر إلى حمل السلاح بعد الانقلاب على شرعية الرئيس محمد مرسي، مؤكدًا أن الاستفزازات تبقى متواصلة لإخراج "الإخوان" عن سلميتهم، مشيدًا في ذات الوقت إلى أن خبرة "الإخوان" في مثل هذه الظروف محملا عسكر مصر مسؤولية أي انزلاقات في البلاد.
وكانت قد شهدت الجزائر العاصمة عقب صلاة الجمعة خروج جموع غفيرة من الإسلاميين المنضوية تحت "جبهة الصحوة الحرة" التي يقودها السلفي عبد الفتاح حمداش زراوي، وحضر علي بلحاج الرجل الثاني في "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" –الحزب المنحل- المسيرة التي انطلقت من مسجد العهد نحو السفارة المصرية، مرددين شعارات منددة بالانقلاب العسكري على مرسي.
وردد المتظاهرون هتافات تستنكر استحواذ المؤسسة العسكرية على مصر كـ"يسقط يسقط حكم العسكر" و"سلمية سلمية دعما للشرعية"، إلا أنّ القوّات الأمنية حالت دون وصولها إلى السفارة المصرية، وقامت باعتقال العشرات من ضمنهم علي بن حاج وعبد الفتّاح حمداش زراوي.
من جهته أعتبر القيادي البارز في الحزب المحظور الهاشمي سحنوني ، في حديث صحافي السبت، "إن ما يحدث في مصر شبيه بما حدث في الجزائر "وهو انقلاب على الشرعية الدستورية"، مؤكدا أن مرسي هو رئيس الجمهورية المدني المنتخب الأول بديمقراطية من أغلبية الشعب المصري"، مضيفا في ذات السياق إن "ما دبّر لـ"الإخوان" كان مبيتا منذ زمن"، ودعا "إخوان" مصر إلى الردّ السلمي وقطع الطريق على أصحاب الفتن الذي يخططون لإدراج مصر في حرب أهلية.
وطالب رئيس حزب أنصار الجزائر قيد التأسيس سعيد مرسي ، "الإخوان" في مصر أن يحافظوا على المسار السلمي، إلا أنّه اعتبر أنّ انجرار البلاد إلى العنف واقع لا محالة، وكل ذلك بسبب ما قام به الجيش، وفي رده على سؤال عما صرح به راشد الغنوشي بأن مرسي سيعود للحكم، قائلا "أنه يستبعد أن يسمح لمرسي بالعودة إلى حكم مصر.
وأكد رئيس جبهة" العدالة والتنمية" الشيخ عبد الله جاب الله "إن الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، يعبر عن إرادة بالعودة بالبلد إلى مربع ما قبل ثورة 25 يناير"، ووصف ما تم بـ"انقلاب عسكري بالتحالف بين الجيش والعلمانيين"، مهاجمًا التيار العلماني في مصر، قائلا "إن جرم العلمانيين في حق الأمة كبير، وهم أخطر أبناء الأمة على الأمة، وعامل هدم وفساد".
وأضاف في لقاء "مجلس الشورى" الجمعة في العاصمة، "إن الانقلاب على الديمقراطية كان بتحالف العلمانيين والعسكر"، مؤكدا أن هذا السيناريو شبيه جدًا بما حدث في الجزائر سنة 1992 حين تدخل الجيش بتأييد من قوى سياسية من التيار الديمقراطي لإيقاف المسار الانتخابي ومنع "جبهة الإنقاذ" المحظورة من الوصول إلى سدة الحكم.
وأوضح الأمين العام لحركة "النهضة" الجزائرية فاتح ربيعي في كلمته خلال اجتماع مجموعة أحزاب الدفاع عن الذاكرة والسيادة الوطنية، مساء الجمعة، أن "التجربة الديمقراطية في مصر تتعرض لعملية إجهاض ممنهجة، بتحالف فلول النظام السابق مع أطراف داخلية، وقوى إقليمية وعربية تنظر إلى التجربة بعين الريبة، كونها تهدد مصالحها غير المشروعة في مصر والمنطقة العربية".
ووصف فاتح ربيعي، أن ما يحدث في مصر "انقلاب عسكري بكل المعايير"، مشددًا على خطورة إجهاض ممنهج للتجربة الديمقراطية التي منحت مصر أول رئيس جمهورية مدني منتخب بديمقراطية.
أرسل تعليقك