صنعاء ـ علي ربيع
تباينت ردود الأحزاب السياسية اليمنية إزاء ما أسفرت عنه الأحداث المصرية بين مؤيد للإطاحة بحكم "الإخوان" ومعارض يرى في عزل مرسي انقلاباً عسكرياً على الشرعية الدستورية، في حين تأخر موقف اليمن الرسمي حتى مساء الخميس، وسط أنباء ترددت عن ضغوط مارسها"إخوان اليمن" واسعو النفوذ على الرئيس عبدربه منصور هادي لإبقاء موقف اليمن الرسمي على الحياد.في هذ السياق دان التيار السلفي في
اليمن، عملية عزل مرسي عن كرسي الرئاسة في مصر ووصفها بـ"الانقلاب العسكري على الشرعية الدستورية" في حين اعتبر حزب التجمع اليمني للإصلاح(الإخوان المسلمين) أن ما قام به الجيش المصري شبيه بما قام به الجيش التركي من قبل في الوقوف أمام الإسلام، مؤكداً أنه سيفشل في نهاية المطاف.وأبدى حزب "الرشاد السلفي في بيان" تلقى "العرب اليوم" نسخة منه أسفه جراء الأحداث التي شهدتها مصر في الأيام الماضية وقال إنه"يدين ويستنكر الانقلاب العسكري على الشرعية الدستورية وما صاحب ذلك من اعتداء سافر على حرية التعبير وإيقاف عدد من القنوات الفضائية المؤيدة للشرعية".كما دعا المصريين إلى الحذر من الانزلاق إلى العنف وقال" ندعو الشعب المصري الأبي بكل أطيافه إلى الحذر من الانزلاق إلى العنف وإراقة الدماء، وتغليب ثوابت ومصالح الوطن على كل اعتبار".ويتطابق موقف حزب الرشاد السلفي من الإطاحة بمرسي مع موقف حزب "التجمع اليمني للإصلاح" الذراع السياسي للإخوان المسلمين في اليمن، حيث رأى رئيس الهيئة العليا للحزب محمد عبدالله اليدومي أن الجيش المصري كرر تجربة الجيش التركي للوقوف أمام الإسلام مستشهدا بآيات قرانية.وقال اليدومي في صفحته الرسمية على "فيس بوك"أذكّرُ الجميع أن الجيش التركي وقف حجر عثرة أمام المد الإسلامي لعشرات السنين ولم يفلح وهاهو الجيش المصري يكرر نفس التجربة منذ عشرات السنين وحتى اليوم ولن يفلح بإذن الله عز وجل، لأن الإسلام قادم .. قادم لأن حقائق الإسلام تؤكد هذا ويأبى الله إلاّ أن يتم نوره".. فلا قلق، ولا يأس "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ".من جهته بعث الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والذي لايزال رئيساً لحزبه "المؤتمر الشعبي"، برقية تهنئة للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، أثنى فيها على دور القوات المسلحة المصرية التي قال إنها" حرصت على أن تضطلع بمسئولياتها الوطنية والقومية في الحفاظ على أمن مصر واستقرارها وصيانة أمنها القومي الذي يمثل مرتكز الأمن القومي العربي".وجدد صالح باسم حزبه وحلفائه الامتنان لدور مصر في مؤازرة اليمن إبان ثورته على الحكم الإمامي الملكي والاستعمار البريطاني في الستينيات من القرن العشرين، وقال مخاطباً عدلي منصور"نحييكم بألف ألف ألف تحية، وهذه التحية موصولة للشعب المصري ولكافة القوى السياسية الفاعلة والقوات المسلحة والأمن في مصر التي عملت وستعمل على كل ما من شأنه الحفاظ على أمن واستقرار مصر وإخراجها من الأزمة بسلام".
وكانت التيارات الإسلامية اليمنية وفي مقدمتها حزب (الإصلاح) الذي يمثل الذراع السياسي لحركة الإخوان في اليمن، ساندت الحركة الاحتجاجية الواسعة ضد حكم صالح في 2011 معتمدة على أنصارها من المسلحين القبليين ومواليها في الجيش اليمني.
وهو ما أدى حينها إلى تدخل دول الخليج وبدعم من المجتمع الدولي والأمم المتحدة لفرض تسوية سياسية بين صالح وخصومه في تشرين الثاني/نوفمبر2011 قضت بمغادرته السلطة وانتخاب نائبه عبدربه منصور هادي رئيساً انتقاليا لليمن لمدة عامين، وتشكيل حكومة وفاق وطني مناصفة بين حزب"المؤتمر الشعبي" وأحزاب"اللقاء المشترك" التي يقودها حزب الإصلاح.
إلى ذلك، بعث الرئيس اليمني عبدربه منصور،مساء الخميس، تهنئة لنظيره المصري لمناسبة توليه الرئاسة خلال المرحلة الانتقالية، حاملة التعبير عن الموقف اليمني الرسمي إزاء ما آلت إليه الأحداث المصرية.
وقال هادي بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية" يطيب لي باسمي ونيابة عن شعب اليمن وحكومته أن أبعث إليكم بأسمى آيات التهاني والتبريكات بالثقة التي منحكم إياها الشعب المصري والقوى الوطنية في مصر الكنانة استجابة للمطالب الشعبية وتحقيقا لأهداف ثورة 30 يونيو"
وعبر هادي عن ثقته في قدرة الرئيس عدلي منصور والقوى السياسية والشعبية والشبابية ومنظمات المجتمع المدني في مصر على "العبور بمصر في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة إلى شاطئ الأمان، على أسس ديمقراطية لتحقيق مصلحة الوطن وتعزيز الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار، وبما يؤدي إلى تعزيز دور مصر القومي والحضاري المعهود في العالمين العربي والإسلامي".
أرسل تعليقك