دمشق ـ جورج الشامي
أعلن أكثر من 100 ضابط وعنصر انشقاقهم عن القوات الحكومية السورية والتحاقهم بصفوف المعارضة، بينما طالب "الائتلاف الوطني" السوري المعارض، الرئيس الإيراني الجديد المنتخب حسن روحاني، بـ"إصلاح" موقف بلاده التي تدعم حكومة دمشق خلال الأزمة المستمرة في البلاد منذ أكثر من عامين، فيما أفادت لجان التنسيق المحلية في سورية بارتفاع حصيلة قتلى سورية الأحد حتى اللحظة إلى واحد وخمسين
قتيلاً بينهم سيدة وأربعة أطفال وأربعة عشر تحت التعذيب: سبعة عشر في حلب، اثنا عشر في دمشق وريفها، عشرة في درعا، أربعة في حمص، أربعة في إدلب، وواحد في دير الزور، وواحد في حماه، وواحد الرقة.
فيما اندلعت اشتباكات بين الجيش السوري الحر والجيش الحكومي في عدد من أحياء العاصمة دمشق، وذلك وفق ما أفادت مصادر للجزيرة، قالت أيضا إن الجيش الحر دمر دبابة للقوات الحكومية في حي بورسعيد بالقدم، كما دمر مدرعة ناقلة للجند من نوع "بي أم بي" في حي العسالي.
جاء ذلك بينما نشبت حرائق في عدد من أحياء العاصمة جراء حملة من القصف بالطائرات والمدفعية وراجمات الصواريخ بدأت بها القوات الحكومية منذ السبت وحتى صباح الأحد في عدد من أحياء دمشق منها جوبر شرقا وبرزة والقابون شمالاً والحجر الأسود والقدم والعسالي.
وأفاد المركز الإعلامي السوري بتعرض حي الحجر الأسود لقصف عنيف فجر الأحد، وسط اشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية عند مدخل مخيم اليرموك، في حين أشارت شبكة شام إلى قصف يتركز على الأحياء الجنوبية من العاصمة ومعظم مناطق الريف الجنوبي والغربي لدمشق.
وقال مجلس قيادة الثورة في دمشق إن الجيش الحر صد محاولة تسلل للقوات الحكومية من ساحة العباسيين إلى حي جوبر المجاور.
وأكد ناشطون أن الطيران الحربي للقوات الحكومية نفذ غارتين على حيي جوبر والقابون بالعاصمة، مما أدى إلى دمار في عدد من المباني. كما ذكر ناشطون للجزيرة أن القوات الحكومية قصفت مسجد الصحابة في حي تشرين، ونفذت حملات دهم واعتقالات في حي ركن الدين.
في غضون ذلك، أعلن الثوار تدمير دبابة في مدينة الزبداني في ريف دمشق، مما أدى إلى مقتل عدد من جنود الجيش الحكومي. وقال مصدر من الثوار إن اشتباكات مستمرة تدور حول أطراف المدينة.
وبالقرب من دمشق، تعرضت معضمية الشام والسبينة ومنطقة وادي بردى لقصف بمدافع الهاون أسفر عن إصابات وأضرار مادية. ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قصف الجيش الحكومي بقذائف الهاون أحياء في حمص والرستن.
فيما قالت صحيفة "الصنداي تايمز" البريطانية إن عناصر من حزب الله يقومون بتدريب قرابة 80 ألفاً من قوات الأسد على حرب الشوارع. هذه القوات، بحسب مسؤول في حزب الله، استفادت من خبرة الحزب في قتال الشوارع، وهي باتت مستعدة للدخول إلى حلب وقتال الثوار بعد أن تلقت تدريباً إضافياً من الحرس الثوري الإيراني.
ووفق هذا المسؤول فإن حزب الله لن يكون له وجود مباشرة على الأرض في حلب، بل ستقتصر مشاركته على مجموعة من القادة والمستشارين، الذين سيشرفون مع قادة في الجيش السوري على معركة حلب. كما سيقدمون لهم النصائح المتعلقة بالتكتيكات العسكرية وكيفية إدارة العمليات الهجومية.
وطالب "الائتلاف الوطني" السوري المعارض، الرئيس الإيراني الجديد المنتخب حسن روحاني، بـ"إصلاح" موقف بلاده التي تدعم حكومة دمشق خلال الأزمة المستمرة في البلاد منذ أكثر من عامين. وقال الائتلاف، في بيان له نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "إنه يجد من واجبه أن يدعو الرئيس الإيراني الجديد إلى تدارك الأخطاء التي وقعت فيها القيادة الإيرانية، ويؤكد الأهمية القصوى لإصلاح الموقف الإيراني من النزاع في سورية، وأن السلطات الإيرانية وقفت في وجه طموحات الشعب السوري، باستمرارها في دعم بشار الأسد بالوسائل السياسية والعسكرية والاقتصادية كافة".
يأتي ذلك في وقت تكثف فيه الجهود الدولية لعقد مؤتمر "جنيف2" لتسوية أزمة سورية, وأعلنت دول من بينها الولايات المتحدة وفرنسا رفضها مشاركة إيران في المؤتمر المزمع عقده تموز/يوليو المقبل, فيما أكدت إيران أنها تلقت دعوة خطية لحضور المؤتمر وأنها ستتخذ قرارًا في هذا الشأن، وأنه نظراً إلى التركيز على السبل السياسية في هذا المؤتمر، فإنها قد تنظر إلى أي دعوة بإيجابية, في حين تمسكت موسكو بحضور طهران للمؤتمر.
ويشهد المجتمع الدولي انقساماً حاداً بشأن الأحداث في سورية، ففي حين حاولت دول غربية وعربية لإصدار قرار في مجلس الأمن يسمح بالتدخل لحل الأزمة السورية، بموجب البند السابع بما فيها عسكريًا, أسقطت روسيا والصين باستخدام حق النقض "الفيتو" ثلاث محاولات سابقة، كما عطلت إصدار العديد من البيانات التي تذهب في الاتجاه ذاته، مبررة ذلك بالقول "إن حل الأزمة يجب أن يكون بالحوار بين مكونات الشعب السوري".
وأعلن التلفزيون الإيراني رسميًا, في وقت سابق, فوز المرشح الرئاسي المعتدل حسن روحاني بالانتخابات الرئاسية, خلفاً للرئيس أحمدي نجاد, بعد أن حصل على أكثر من 50 في المائة من الأصوات, فيما قالت وزارة الداخلية إن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 72.7 في المائة.
وكان نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قد قال الثلاثاء، "إن علاقاتنا مع سورية إستراتيجية، ولذلك فإن تغيير الحكومات أو الرؤساء في إيران لن يغير نظرتنا في اتجاهها"، في إشارة إلى سورية
وأعلن أكثر من 100 ضابط وعنصر انشقاقهم عن القوات الحكومية السورية والتحاقهم بصفوف المعارضة.
وأوضح المركز الإعلامي الموحد للجيش الحر أن ثلاثة ضباط انشقوا عن النظام أثناء وجودهم في روسيا حيث كانوا موفدين للتدريب هناك، وأوضح المركز أن الضباط وصلوا تركيا وهم الآن في مخيم للضباط المنشقين في الريحانية جنوب تركيا.
وقال العميد عبد العزيز رعدون -أحد الضباط المنشقين- إنهم انشقوا إيمانا بقيم الحرية والكرامة للثورة وردا على تفشي الفساد في البلاد، وأوضح أن ما أخّر انشقاقهم هو الخوف على مصير عائلاتهم.
فيما أفاد مصدر رسمي تركي أن أكثر من سبعين ضابطاً بينهم ستة جنرالات و22 عقيدا انشقوا عن الجيش الحكومي في الساعات الـ36 الماضية وتوجهوا إلى تركيا.
وأفاد مصدر محلي سوري لـ"مصر اليوم" عن انشقاق 30 عنصراً من الفرقة الرابعة في منطقة حرستا في ريف دمشق، وقام الجيش الحر بالتعاون ولواء الشام وجبهة النصرة بتأمين المنشقين جميعاً.
وتأتي موجة الانشقاقات هذه بعدما قررت الولايات المتحدة الخميس تقديم "مساعدة عسكرية" لمسلحي المعارضة. ومنذ بدء النزاع السوري في مارس/آذار 2011، أعلن عشرات من الضباط السوريين الكبار انشقاقهم، وانضم كثير منهم إلى صفوف الجيش الحر.
أرسل تعليقك