القاهرة ـ عمرو والي
أعرب عدد من المُواطنين في مصر عن استيائهم، من تكرار حوادث السطو على سياراتهم، مُشيرين إلى أن الانفلات الأمني مازال موجوداً في بعض المناطق، وبخاصة في المدن الجديدة، بعد تخصص أفراد من الخارجين على القانون في سرقة السيارات ثم بيعها أو طلب فدية من صاحبها مُقابل عودتها لهم."مصر اليوم" التقى بعض ممن عايشوا هذه التجربة وعرض آراء خبراء أمنيين في
هذه المُشكلة .وقالت عبير عبد الفتاح "طبيبة "أسكن في منطقة حدائق الأهرام وفي أحد الأيام قمت بركن سيارتي أمام المنزل كالعادة، وفي صباح اليوم التالي، فوجئت بسرقتها، وذهبت إلى الشرطة لعمل محضر وعُدت مع وعد بمحاولة العثور عليها. وأضافت عبير"قُمت بعمل تنويه على صفحات"الفيسبوك" لمن يعثر عليها ولكن من دون جدوى ورغم مرور ما يقرب من أسبوعين على فقدانها إلا أنني مازلت أبحث عنها بالطرق كلها".وقال محمود عبد الله "سائق سيارة نقل" إن حوادث السطو على السيارات أصبحت ظاهرة أساسية على الطرق السريعة كلها، من مجهولين يقومون بمساومات لدفع فدية لإعادتها".وأضاف محمود "تعرضت من قَبل لمثل هذه العملية، وتمت سرقة سيارتي تحت تهديد السلاح، وأخذوا السيارة ونقودي وهاتفي المحمول,وبعدها قمت بالاتصال بهم عبر هاتفي المسروق، وأخبروني برغبتهم في الحصول على مبلغ 30 ألف جنيه لتعود لي مرة أخرى،بشرط عدم إبلاغ الشرطة.وتابع "بعد موافقتي أخبروني بالذهاب إلى إحدى الاستراحات الموجودة على
الطريق لأُعطي الأموال إلى شخص انتظرني هناك، وأخبرني بمكان السيارة على بعد أمتار من المكان بعد إعطائي المفاتيح".
وتكرر الأمر مع جمال أبو كامل"سائق تاكسي "والذي أكد أن سيارته تم سرقتها منه على الطريق الدائري بالطريقة نفسها بعد الحصول على هاتفه,وبعد تفاوض حصل السارقين على مبلغ مالي يُقَدر بـ 10آلاف جنيه.
وأضاف جمال"أعطيت لهم الأموال عبر وسيط وتركوا لي السيارة في أحد الأماكن المُخصصة لركن السيارات في منطقة المرج في القاهرة. وناشد أبو كامل المسؤولين أن يتحركوا من أجل القضاء على تلك الظاهرة،التي
تهدد حياتهم ومصالحهم،لأن السرقة أصبحت مُنتشرة بشكل قوي .
وقال الخبير الأمني اللواء نشأت الهلالي، تعليقاً على المُشكلة، إن تكرار مثل هذه الجرائم تُعطي انطباعاً سلبياً عن أداء الداخلية مُشيراً إلى أن تلك الجرائم قد يرتكبها مجهولون من دون أن يكونوا مُسجلين خطر، مُشيراً إلى أن كثيراً من هذه الجرائم تُقيد ضد مجهولين .
وأضاف في تصريحاته لـ"العرب اليوم"كل ضابط شرطة لايريد لمثل هذا النوع من الجرائم أن تنتشر في نطاق عمله، لأنها تعني أن الشرطة في هذه المنطقة ضعيفة،وبالتالي فالداخلية لاتتعمد ترك الأمر إلى هؤلاء السارقين على حساب الأمن.
وأشار الخبير الأمني إلى أن المُشكلة الأساسية في أداء الشرطة بعد ثورة 25 كانون الثاني / ينايرالعام 2011هو دخولها طرفاً في الصراع السياسي في البلاد ، مما أرهقها،بالإضافة إلى انشغالها في المُظاهرات وغيره على حساب أمان المُواطن.
وربط عملية السرقة بهدوء الأوضاع في البلاد، مُشيراً إلى أن اشتعال الأوضاع السياسية تنتشر معه الجرائم والحرائق وغيرها،ويختل الأداء الشرطي تماماً.
أرسل تعليقك